عازف بيانو كردي يفاجئ لندن بإبداعاته الموسيقية

شوان: أرغب في أن أعزف بالسليمانية أو أي جزء من العراق

درس شوان الموسيقى في أكاديمية بوخارست للموسيقى على يد البروفسورة ستيلا دراكيوم («الشرق الأوسط»)
TT

كان كل شيء مفاجئا في الحفل الموسيقي الذي أقامه عازف البيانو الشاب شوان سباستيان مؤخرا في لندن ضمن جولته الأوروبية، في صالة ويغمور هول.

المفاجأة الأولى بدأت مع الجمهور البريطاني الذي ازدحمت الصالة به، ذلك أن شهرة هذا الفنان الشاب، المولود في العاصمة الرومانية بوخارست عام 1979، قد سبقته إلى العواصم الأوروبية لكثرة وعمق إنجازاته الموسيقية، أما المفاجآت التي تتالت على الجمهور في تلك الليلة فقد تجلت بالمعزوفات التي أبدعتها أنامل سباستيان.

سباستيان ينحدر من أصول كردية عراقية، والده كردي ووالدته رومانية، درس العزف على البيانو منذ كان عمره أربعة أعوام، حسبما أوضح لـ«الشرق الأوسط»، والده شوان المفتي الذي ينحدر من مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أن «أحد أطباء الأنف والأذن والحنجرة في بوخارست هو الذي نبهنا مبكرا إلى أن حاسة السمع عند ولدي نادرة، وأن مستقبله سيكون موسيقيا، وهذا ما جعلنا نوجهه لهذا الطريق».

درس شوان الموسيقى في أكاديمية بوخارست للموسيقى على يد البروفسورة ستيلا دراكيوم، وتخرج عام 2003، ثم أكمل دراسته العليا لتفوقه دراسيا وإبداعيا، ليحصل على شهادة الماجستير عام 2007، ليحصل بعدها على جائزة موسيقية رفيعة في رومانيا باعتباره أصغر عازف يقدم عروضه مع الفرقة السيمفونية الرومانية، إذ عزف في هذا العمر المبكر مؤلفات بيتهوفن الخمسة للبيانو، خلال ليلتين متتاليتين ليحوز على إعجاب الجمهور والنقاد. بعدها عزف هذا الشاب مع كبار الفرق السيمفونية والعازفين في رومانيا وأوروبا ليتصدر اسمه لائحة الموسيقيين في أوروبا.

قبيل أن يبدأ حفلته اللندنية، قال شوان لـ«الشرق الأوسط» إنه أخذ اسمه الفني (سباستيان) من الموسيقار العالمي يوهان اسباستيان باخ «لشدة تأثري بمؤلفات هذا الموسيقار الذي ألف كثيرا للبيانو والأورغن الكنسي»، معربا عن بعض القلق «وهو قلق مشروع بالنسبة لعازف بيانو شاب يقدم أمسيته أمام جمهور في العاصمة البريطانية لندن، ذلك أن لندن تعني الكثير بالنسبة لي، فهي عاصمة الثقافة والفنون العريقة، وطموح أي فنان أن يعزف هنا». وعندما سئل عن سبب اختلاف الجمهور، يقول «هنا في لندن تجد جمهورا مختلطا، الإنجليز، والأميركان، والآسيويين، والعرب، والأكراد، وبقية المتلقين من دول وقوميات مختلفة».

ويشير شوان إلى أن وجوده في العاصمة البريطانية يأتي ضمن جولته الأوروبية، حيث «عزفت في قاعة مدينة دوسلدورف الألمانية وتم بث الحفل على الهواء مباشرة عبر محطات تلفزيونية، كما سأعزف في النمسا، وفيينا، وروما» معربا عن رغبته في أن يقدم حفلات موسيقية في العراق، خاصة في المدينة التي ينحدر منها والده، السليمانية.

اختار شوان لأمسيته الموسيقية اللندنية، مؤلفات عالمية تعد هي الأصعب للبيانو، حيث راحت أصابعه تتجول فوق مفاتيح الآلة الموسيقية مرات بسرعة، وأخرى ببطء، شادا إليه الجمهور الذي صفق له طويلا ولأكثر من مرة، حيث قدم، سوناتا البيانو (ماينور دي) لمؤلفها فرانز شوبارت (1797 ـ 1828)، فعندما أطل للمرة الأولى على الجمهور، جلس صامتا للحظات أمام البيانو، وكأنه يتأمل آلته، أو ينشئ معها علاقة روحية تمكنه من التحاور معها ليقدم موسيقى نقلت الحاضرين إلى عوالم أخرى.

ثم عزف لكارلس فالنتاين، وليوهان برامز، ولشوبان، ومقطوعات أخرى.