أم كلثوم ومارلين مونرو وبيكاسو.. في لوحات تبهر بيروت

توليفة ألوان لعالميين كبار.. أبرزهم سيسلي

سيسلي وبيكاسو.. محطتان للتأمل (تصوير: جوزيف أبي رعد)
TT

ثلاثة أعلام: أم كلثوم، ومارلين مونرو، وبابلو بيكاسو، زينت معرض «Opera Gallery - Dubai» الذي استضافته شركة «سوليدير» في غاليري «بياس أونيك» (Piece Unique) في الصيفي فيلاج في بيروت. هذا المعرض يعد فرصة فريدة لمحبي تذوق الفن التشكيلي والنحت والتصوير وجمع أهم الأعمال. فبالرغم من أن المعروضات لا تتجاوز الأربعين، فإن وقعها الكبير يكمن في مضامينها وتواقيعها، ذلك أنها تضم أعمالا لكبار الفنانين العالميين، منهم ألفريد سيسلي، برنار بوفيه، مارك شاغال، جون دوبوفيه، وفرناندو بوتيرو.

في صالة ضاقت بالفن ومحبيه، كان الجميع على موعد هو الأول في لبنان لأعمال بهذا المستوى. المدخل خصص لعرض اللوحات والمنحوتات المعاصرة التي تنوعت مقاساتها وتقنياتها وموادها، وخُصصت الزاوية التي تتصدر الصالة لعرض الأبرز. أكثر من ربع ساعة يستطيع متأمل لوحة «على امتداد الغابة في الخريف» لسيسلي أن يغوص في بحرها، في سحر ألوانها وتدرجات سمائها التي تودع صيفا أزرق لتستقبل موسما ملبدا بالغيوم. مذهلة ريشة هذا الفنان بضرباتها المتلاحقة بتأنٍّ، والسريعة بحذر، والصاخبة بهدوء! هي اللوحة الأغلى، إذ بلغ سعرها مليونا ونصف مليون دولار.

وإلى جانبها بورتريه لبيكاسو، وسيارة «رولز رويس» لبوفيه، و«الجمل والشمس» لجان دوبوفيه. المفاجأة تكمن عند اكتشاف أن الألوان المائية استخدمت في إنجاز هذا العمل! يلقى صبي بوتيرو المكتنز مع حصانه الخشبي اهتمام الزوار، يتأملون «نظافة» الخطوط ودقة الظلال وتمايل الضوء وتناسق الأحجام.

تقول مديرة التسويق والعلاقات العامة والإعلان في الشركة المضيفة رنده ارمنازي لـ«الشرق الأوسط»: «معرض أوبرا غاليري هو معرض عالمي موجود في دبي وهونغ كونغ وباريس وموناكو وجنيف ونيويورك وميامي ولندن. وتسرنا استضافته في بيروت للمرة الأولى، لا سيما أن أهم محبي اقتناء اللوحات المميزة من اللبنانيين، إذ إنه معروف عنهم تهافتهم على شراء الأعمال الرائدة في مزادات وعبر الإنترنت. وبما أن هذا الموسم يغص بعودة آلاف المغتربين، فقد ارتأت الشركة والغاليري تنظيم هذا المعرض في لبنان، وإن شاء الله سنبذل جهدنا لاستضافة المزيد من المعارض الرائدة، مما يضع لبنان على الخريطة العالمية».

أم كلثوم، بوقفتها الطاغية، نالت حصتها في توقيعين لجمال عبد الرحيم وستيليو ديامنتوبولوس. ولم يقلّ حضور مارلين مونرو شأنا، هذه النجمة التي لم ينطفئ بريقها وكأنها لا تزال حية أبدا بابتسامتها وسحر عينيها. قد يكون زيو هنغشاو أفقدها شيئا من ملامحها حين جعلها تبدو أقرب إلى العرق الشرق آسيوي، لكنه نجح في ليّ خطوطه وتطويع ريشته لجعلها تبدو كما هي، أميرة بفستان جعله شفافا من أسفل. وليكتمل المشهد زيّن خلفيته الزهرية بنقوش من الورود والأوراق الخضراء.

عينان مغمضتان على بحور من الكلام الذي لم يُقَل بعد لفنسنت روير تستحق التأمل، وصندوق علي إسماعيليبور يختزن الكثير، يملأ لوحته ذات الألوان الزيتية الترابية، خلفه حائط وإلى اليسار جزء من نافذة أتى عليها الغبار فجردها من زرقتها فتلاشى «صراخ» لونها. وحده الضوء الذي يأتي على المكان يسمح برؤية التفاصيل، بضعة كتب على صحيفة وشرشف مزركش متروك على الصندوق... وحدها تلك الحبة الصغيرة من الفاكهة التي لا تزال طازجة، «تفشي» السر: المكان لا يزال مأهولا.

«حلم» تيمور دفاتز واضح دقيق التفاصيل كريشته المتأنية. الوسط الأصفر المذهب للوحته يصرخ للزائر من بعيد، والأوراق الكثيفة لتلك الأشجار ذات الجذوع الرفيعة تؤطر اللوحة. ظلمة حادة يكسرها التقاء يدين مزدانتين بنقوش زيتية، مشهد يقول الكثير رغم أنه زاهد في التفاصيل. أعمال مميزة، لا شك أنها تستحق أكثر من زيارة.