تريد نوما أفضل.. استخدم جهازا يحلل نومك

يظهر أين كنت كل خمس دقائق: مستيقظا أم في مرحلة النوم الخفيف.. أم تغط في نوم عميق

الفائدة من هذا كله هي التدريب. فعلى مدى ستة أشهر يمكن أن ترسل أجهزة الكتابة الأوتوماتيكية الصغيرة التابعة لـ«زيو» رسائل عبر البريد الإلكتروني شبه شخصية فيها الكثير من التحليل والإرشادات («الشرق الأوسط»)
TT

خلال الأعوام التسعة الماضية قمت باستعراض قرابة 1000 منتج لـ«نيويورك تايمز». هل يمكنك تخمين ما هو الشيء المشترك فيما بينها؟

جميعها كانت مصممة للاستخدام عندما تكون مستيقظا. ولكن، ظهر اليوم استثناء لهذه القاعدة.

تظهر الدراسات أن قرابة نصف الأميركيين في المجمل لا يحصلون على القسط الكافي الذي يوصى به من النوم، (بالنسبة للبالغين من سبع إلى تسع ساعات). وعندما نتعثر ونحن نسير خلال اليوم، ونترنح، ونتصرف بصورة غريبة، فإننا ندفع من خلال ذلك ثمنا باهظا يتمثل في علاقاتنا ومعدلات إنتاجنا وصحتنا.

لقد عرف العلم جميع الأشياء المرتبطة بالنوم، ونحن نعرف على سبيل المثال أننا خلال الليل نمر بمراحل عديدة للأنواع المختلفة من النوم، فهناك مرحلة حركة العين السريعة، التي تتم خلالها استعادة نشاط عقولنا، وهناك النوم العميق، الذي نستعيد من خلاله نشاط عضلاتنا، وهناك النوم الخفيف، وهو أفضل من لا شيء. وهناك هذه الأوقات التي نستيقظ فيها ولا نتذكر حتى أننا نمنا.

والآن، لمعرفة السبب الذي يقف وراء الشعور بالإرهاق الشديد خلال الصباح، يمكنك أن تذهب إلى معمل نوم، وتدفع آلاف الدولارات، وتقضي الليل تحيط بك أسلاك وأجهزة استشعار. ولكن، يمكنك أيضا دفع 400 دولار والحصول على جهاز «زيو» المنبه.

ثمنه مرتفع، لا شك في ذلك، ولكن هذا المنبه يقوم بأشياء قليلة لا يقوم بها المنبه الآخر الذي يمكن أن تحصل عليه من عرض خاص داخل «وول مارت».

تأتي مع هذا المنبه عصابة رأس مطاطية، يفترض ارتداؤها عند النوم كل ليلة، وفي منتصفها، وتحديدا في مواجهة جلد جبهة الرأس، هناك جيب لجهاز نقال، وهو شيء مثل ساعة رقمية ولكن من دون يد. وطوال الليل يقوم هذا الجهاز بقياس موجات المخ وينقلها لاسلكيا إلى الساعة الموجودة إلى جوار السرير.

وعندما تستيقظ، تضع عصابة الرأس في الجزء الخاص بالشحن داخل الساعة. وتشتعل الشاشة لتظهر لك رسما بيانيا جيدا جدا يفصل ليلتك.

ويمكنك التعامل مع الجهاز باستخدام أسهم، وتظهر الساعة والرسم البياني أين كنت خلال كل خمس دقائق: مستيقظا أم في مرحلة النوم الخفيف أم في مرحلة حركة العين السريعة أم تغط في النوم. ويمكنك أيضا النظر خلال الشاشات التي تظهر حسابات مراحل النوم في أرقام ديجيتال كبيرة: «2.54 حركة النوم السريعة» و«0.35 نوم عميق» وهكذا. وتجد أن كل شيء في هذا الجهاز يسهل استخدامه، بدءا من الطريقة التي تدخل بها العصابة باستخدام المغنطة إلى الجزء المخصص للشحن، وصولا إلى الطريقة التي يرتفع بها صوت المنبه (سواء كان يستخدم الموسيقى أو أصواتا طبيعية) كلما تجاهلته. وإذا كنت تحب المنبه، فيمكنك تجربة الاستيقاظ عندما تكون في مرحلة النوم الخفيف لكي تتجنب التعب الذي تصاب به عندما تستيقظ بعد أن كنت تغط في النوم العميق. (لن يوقظك المنبه بعد الوقت الذي تضبطه عليه، ما عليك إلا أن تحدد متى يمكنك أن تقبل ذلك).

والحق، إنه لشيء مدهش أن ترى جميع هذه البيانات عن فترة لا تعرف عنها شيئا حتى الآن. ولكن، مثلما قالت زوجتي: «إذا كنت أستيقظ من النوم وأشعر بالتعب، فأنا لا أحتاج إلى جهاز بـ400 دولار كي يخبرني بأنني لم أنم بصورة جيدة».

نعم، الأمر كذلك، ولكن هذه هي المرحلة التي يفيد فيها التدريب. يقوم جهاز «زيو» بتخزين سجل نومك على كارت ذاكرة، وعندما تحتاجه يمكنك استخراجه ووضعه في قارئ كارت «يو إس بي» (وهو مرفق مع الجهاز)، وإلحاقه بجهاز الكومبيوتر الخاص بك. وفي هذه المرحلة يمكنك الذهاب إلى موقع «MyZeo.com» وتحميل البيانات الخاصة بك على الموقع.

وهنا، تبدأ المتعة الحقيقية، حيث يساعدك الموقع الإلكتروني على مقارنة وتقسيم البيانات الخاصة بنومك بملايين الطرق.

ويبدأ برسم بياني لنسب النوم في الليل الخاصة بك. وهذا الرقم عبارة عن نسبة مناسبة وحيدة تضع في الاعتبار الأشياء السلبية مثل (الاضطرابات) والأشياء الإيجابية (مرحلة حركة العين السريعة والنوم العميق). وخلال الشهر الذي ارتديت فيها جهاز «زيو»، كان المتوسط بالنسبة لي هو نحو 70، وهو شيء نموذجي بالنسبة لمن هم في منتصف أعمارهم مثلي.

وكانت النسبة الأعلى لي هي 105، وكان ذلك بالنسبة للنوم المريح لمدة عشر ساعات بعد البقاء مستيقظا طوال الليل.

ولكن، يمكنك التعمق أكثر في البيانات الخاصة بك، ويمكن أن تحسب مقدار جودة قسط النوم الذي أخذت أو نوعية النوم على مدار الوقت أسبوعيا أو شهريا، ويمكن حساب هذه الخصائص بمقارنة بعضها مع بعض، والنظر في الأسباب والمسببات. وانظر هل يؤثر وقت النوم الخاص بك على مقدار النوم، وهل تغط في النوم بدرجة أكبر في أيام العطلة الأسبوعية، وهل تؤثر المواد المنبهة في الظهيرة على عدد المرات التي تستيقظ فيها خلال الليل، وهكذا.

ومن الغريب أن نظام «زيو» يتجاهل كلية التمارين الرياضية، ولا توجد طريقة لمعرفة كمية التمارين التي مارستها خلال يوم ما، لتنظر هل يؤثر ذلك على النوم أم لا.

وعلى أي حال، تحصل على قدر أكبر من الاستفادة من جميع هذا إذا قمت بملء «سليب جورنال» على الإنترنت، حيث توجه لك استفسارات عن أحداث الليلة الماضية: «كيف كنت تشعر بالنعاس عندما ذهبت إلى السرير للنوم؟»، «وما هي كمية الكحول التي أخذتها خلال الساعات الثلاث التي سبقت وقت نومك؟» وهكذا. ويمكن للتحليل أن يضع هذه العوامل في الحسبان.

والفائدة الأخيرة من هذا كله هي التدريب. فعلى مدى ستة أشهر، أو أكثر إذا كنت تريد الدفع مقابل ذلك، يمكن أن ترسل أجهزة الكتابة الأوتوماتيكية الصغيرة التابعة لـ«زيو» رسائل عبر البريد الإلكتروني شبه شخصية بها الكثير من التحليل والإرشادات. «يبدو أنه كان لك برنامج نوم أكثر اتساقا في هذه المرحلة مقارنة بنقطة البداية»، هكذا يمكن أن تنقل لك إحدى الرسالات. «أحسنت!».

وعليه، هل يمكن أن يجعلك إنفاق 400 دولار على زيو تشعر بنوم أهنأ؟

حسنا، والإجابة هي نعم ولا. في البداية، يمكن ألا تجعلك العصابة تنام سريعا في بادئ الأمر، ويجب أن تكون العصابة محكمة بالدرجة الكافية حتى لا تسقط خلال الليل. (في عمودي عبر البريد الإلكتروني الأسبوع المقبل، سوف أقوم بتغطية منتج منافس وهو «سليب تراكر»، وهو في كل ساعة يد، ويمكن الاشتراك في nytimes.com/email). وها هو الجزء الذي يمكن أن يضايقك: يعتمد جهاز «زيو» على علوم النوم الحديثة، وتم تصميمه باستخدام جميع أصناف الخبراء. ولكن برنامج النوم اللائق المكون من سبع خطوات الذي يتضمنه، وجميع النصائح التدريبية به، تعتمد على نصائح النوم المعرفة جيدا والتي لن تكون مفاجأة لأي شخص.

كما تعلم: لا تشرب الكحوليات أو المواد المنبهة قبل النوم، واجعل من غرفة النوم الخاصة بك هادئة ومظلمة. ولا تستخدم سرير النوم لأي شيء سوى للنوم والممارسات الجنسية. ولا تشاهد التلفزيون أو تستخدم الكومبيوتر أو تجري الحسابات أو تتشاجر قبل ساعة من ميعاد النوم. ولا تنام مع الكلب الخاص بك، وهكذا. والسؤال المهم هو: إذا كانت هذه المعلومات معروفة جيدا، فلماذا لا يزال نصفنا يعاني من الإجهاد طوال الوقت؟

الإجابة ببساطة: نحن نعلم هذه القواعد، ولكننا لا نتبعها، فهناك تقلبات الحياة، كما أن لها أولوية أقل. مجرد متابعة جهاز «زيو» وهو يتتبع مراحل النوم الخاصة بك لا تقدم أي شيء يساعدك على النوم بصورة أفضل. ولا يفيد أيضا أن تحسب هذه البيانات على شبكة الإنترنت.

ولكن، الشيء الممتع هو أنك في النهاية تنام أفضل، بسبب ما أسميه ظاهرة التدريب الشخصي، فالأشخاص الذين يقومون باستعمال مدرب شخصي في صالة الألعاب الرياضية يحضرون عددا أكبر من التمارين أكثر من الأشخاص الأعضاء فقط في الصالة ذاتها.

ما السبب وراء ذلك؟.. الإجابة هي أنه بعد إنفاق هذا المقدار الكبير من المال وبذل الجهد، تجد نفسك تتعامل مع الأمر بجدية أكبر. وبنفس الطريقة، تجد في النهاية أن جهاز «زيو» يدفعك إلى التركيز بمقدار أكبر على النوم، وهو ما يجعلك في النهاية تغير من بعض أنماط حياتك، وهو ما كان يمكن أن تقوم به وحدك، ولكنك لم تفعل ذلك. «من دون ذلك»، سيكون هناك صوت يتردد في رأسك يقول «لقد ضيعت 400 دولار».

وهذا هو الجزء الأخير من القصة: في النهاية، سوف يجعلك «زيو» تنام بصورة أفضل، وسيتحقق ذلك من خلال علم النفس وليس من خلال علم النوم.

* خدمة «نيويورك تايمز»