لبنانيان اختارا إعادة تدوير اللوحات الإعلانية.. أكياسا وحقائب وكراسي حديقة

حب الطبيعة وحماية البيئة دفعهما للقيام بأول مشروع مشترك

كانت ستيفاني قد أطلقت مشروعها البيئي الأول في يونيو (حزيران) 2008 حيث بإمكان كل شخص أن يعرض أي فكرة لديه أمام الجمهور بعشرين صورة في عشرين ثانية («الشرق الأوسط»)
TT

وليد جاد شاب لبناني متخصص في التصميم ومولع باستكشاف المغاور والكهوف، وستيفاني دادور لبنانية متخصصة في الهندسة الداخلية وتعد دكتوراه في الهندسة المعمارية متنقلة بين فرنسا حيث تتابع دراستها في المعهد الوطني العالي للهندسة المعمارية ولبنان حيث تدرس اختصاصها، وقد التقى هذان الشابان على حب الطبيعة، وحماية البيئة مما يشوبها في لبنان من مظاهر مشوهة وصور بشعة.

وإذا كانت ستيفاني قد أطلقت مشروعها البيئي الأول في يونيو (حزيران) 2008، حيث بإمكان كل شخص، فنانا كان أو مهندسا أو مصمما أو رجل أعمال أو طبيبا، أن يعرض أي فكرة لديه أمام الجمهور، بعشرين صورة في عشرين ثانية، ويتبادل مع أترابه الأفكار والأحلام، فإنها التقت مع وليد في أول مشروع مشترك يقضي بإعادة تدوير اللوحات الإعلانية المصنوعة من مادة «الفليكس» (نوع من القماش المصنوع من نوعين من البلاستيك يصعب فصلهما) والاستفادة منها بدلا من رميها في الطبيعة وتحميل البيئة أوزارها والمواطنين أضرارها.

يقول جاد لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن نخرج بفكرتنا إلى حيز التنفيذ كانت تلك اللوحات تضم إلى النفايات، وبعضها يُستعمل في الخيام الزراعية. وقد وجدنا أن هذا لا يكفي، ويجب رفع الضرر الكامل الناتج عن هذه اللوحات، فاخترنا تحويلها أكياسا للتبضع بدلا من أكياس النايلون التي يشاع استعمالها في المتاجر والحوانيت. كما حولناها حقائب نسائية للبحر والنزهات، وحقائب للرجال، وأغطية لأجهزة الكومبيوتر».

ويعتبر جاد أن المشروع المشترك مع ستيفاني بدأ في عام 2006 وتحت شعار Waste، وتضمن مسابقة ذات ثلاثة أقسام. القسم الأول دعوة إلى المشاركين إلى تحسين «كيس التبضع» أو «كيس الدكان» كما يسميه اللبنانيون، القسم الثاني دعوة إلى تزويد الثنائي أفكارا جديدة لإعادة تدوير لوحات الفليكس. القسم الثالث دعوة إلى ابتكار منتج «دولوكس» بكمية محدودة وأعلى سعرا. القسم الأول فازت بجائزته الطالبة في جامعة سيدة اللويزة اللبنانية شنورلنغ دور أوهانسيان التي أدخلت جيوبا داخلية على كيس التبضع للمفاتيح، والمظلة وسائر الأغراض التي تحتاج المرأة إلى حملها. القسم الثاني فاز بجائزته بشير خوري الذي قدم فكرة إعداد إزار لسيدة المنزل، ولكل من يحتاج إلى هذا المنتج. أما القسم الثالث فنالت جائزته جيسي الجميل التي استطاعت أن تعد كرسيا للحديقة من فليكس اللوحات.

أما ستيفاني فتقول: «هذه الأفكار الجديدة لم تدخل حيز التنفيذ بعد، ونحن في صدد التحضير لإطلاقها وتسويقها تدريجيا. أما ما بدأنا بتسويقه فهو موجود في الكثير من المتاجر والسوبر ماركت، ونحن نعده يدويا، وبأيد لبنانية»، وتعتبر أهمية هذه المبتكرات أنها تتحمل الشتاء والهواء والشمس، وتخفف العبء عن البيئة المثقلة بالشوائب، وتعزز الروح الاجتماعية لدى المستهلكين والمستهلكات.

ولمعرفة أهمية ما ابتكره الثنائي جاد ـ دادور، لا بد من الإشارة إلى أن لبنان يستهلك نحو 6 ملايين كيس من النايلون سنويا، وينتج 4 آلاف طن سنويا من النفايات المنزلية.

ولا ينسى جاد التذكير بأن لبنان هو من أكثر البلدان استخداما للوحات الإعلانية، ولا سيما في زمن الانتخابات حيث لم يلب طلب «ويست» للحصول على لوحات الفليكس التي تعنيهم. ويقول: «إن فترة الانتخابات تشهد من اللوحات ما تشهده خمس سنوات خارج الانتخابات».