الملكة إليزابيث تعد إوزها في نهر التيمز

الطائر يتشرف لأول مرة منذ 1000 عام بزيارة ملكية

الملكة إليزابيث خلال تفقدها الإوز أول من أمس (ا.ب)
TT

يعرف عن الملكة إليزابيث الثانية أنها عصامية في إدارة ممتلكاتها، إلا أن هذا النوع من الدقة ونزولها إلى نهر التيمز قريبا من قلعتها في ويندسور في غرب لندن لعد إوزها لم يحصل من قبل. وفسر البعض هذه الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها لأي ملك أو ملكة للنهر ومراقبة الطقوس التقليدية القديمة للعد السنوي للإوز في النهر، ربما بسبب حالة الركود الاقتصادي التي تعاني منها بريطانيا.

وكان الإوز قد أعطي الصفة الملكية في 1186، لكن لم يقم أي من ملوك بريطانيا بمراقبة أعداد الطائر الموجودة في النهر، والتي تنقص بسبب أن الطائر كان يجد دائما طريقه إلى الموائد الملكية الفاخرة، أو تزايده بسبب هجرة الطيور القادمة إلى بريطانيا من سيبيريا أو أيسلندا خلال فصل الشتاء.

وقال قصر بكينغهام إنه لا يذكر أن الملكة قامت، أو أي ممن سبقها على عرش بريطانيا، بمراقبة عملية العد. وقال البروفيسور كريس بيرين، الذي يحمل لقب «مراقب الإوز الملكي»: «لا نعرف بالضبط مَن مِن الملوك ومتى وكيف تمكن من فرض هذه التسمية على هذا الطائر بأنه ملكي»، مضيفا أن الاعتقاد هو أن الصفة أعطيت للطائر في القرن الثاني عشر.

ويعتقد البروفيسور كريس بيرين أن الأمر مفهوم أن يقوم أحد الملوك بإعلان ملكية هذا الطائر المفضل على الموائد الملكية، خصوصا الذي لا يحمل أي علامات تشير إلى ملكيته من قبل الآخرين، حيث كان يقوم الناس ممن يمتلكون هذه الطيور بوضع علامات عليها تثبت ملكيتها.

وكان الملوك يعلنون ملكية الطيور المهاجرة لدى وصولها إلى النهر، والتي كانت تقدم على أفخر الموائد الملكية، وكانت تحشى بالبط البري والدجاج البري أيضا وتشوى كاملة.

وكانت تقوم القوارب الملكية بالتقاط الإوز وتضع إشارات عليها وتلتقط صغارها وتأخذها ليتم تربيتها وإطعامها من أجل تسمينها وتكون جاهزة للمائدة الملكية.

أما هذه الأيام فتقام الطقوس في عدها ولكن من أجل المحافظة على البيئة وليس لتجد طريقها إلى المائدة. لكن العاملين في القوارب الملكية ما زالوا يطلقون الصيحات التي كانوا يطلقونها من مئات السنين عندما يقترب القارب من الإوز الذي يبدأ بضرب الماء بجناحية ويطلق هو الآخر صيحاته. وقال ألن بيردن كوبر الذي يعمل في هذه المهنة، لصحيفة «التيمز » أمس: «كان من الأفضل أن يلفت أحد العاملين الانتباه لجلالة الملكة أن الإوز الموجود في النهر ليس ملكها فقط»، مضيفا أن الكثير من الملوك منحوا بعض الناس «خدمة ملكية» من خلال إعطائهم حق التملك لها، وهؤلاء كانوا يقومون بتلوين مناقير الإوز بألوان مختلفة لتمييزها عما كان يملكه القصر.

وحاليا هناك ثلاث جهات، إضافة إلى الملكة، التي تملك الإوز الموجود في النهر. كما أن القصر والجهات الأخرى المالكة لها قد توقفت عن طهيها وتقديمها على الموائد.