افتتاح عروض أوبرا «عايدة» للموسيقار فيردي على شاطئ بحيرة كونستانس

إقامتها في الهواء الطلق تعتبر بدعة فنية تمثل سنويا تحديا كبيرا يخوضه مصممو الديكور

السوبرانو تمار لدى افتتاح العمل الأوبرالي على المنصة العائمة (رويترز)
TT

في رائعته الشهيرة بأوبرا «عايدة»، تخيل الموسيقار الإيطالي فيردي، البطلة أميرة إثيوبية، وحبيبها قائدا عسكريا مصريا. وأمس الأول، أبدع المخرج البريطاني غراهام فييك، في تقديم العمل للجمهور النمساوي، مستوحيا الدعامة الأساسية لديكوره من تمثال الحرية الفرنسي الصنع، أميركي الموقع. الرئيس النمساوي هاينز فيشر، والسيدة الأولى، وأعضاء الحكومة، وأكثر من 7 آلاف متفرج، سحرتهم أوبرا عايدة في حفل افتتاح مهرجان مدينة بريغنز، عاصمة إقليم فورالبرغ السنوي في دورته رقم 64، الذي يستمر حتى 23 أغسطس (آب) المقبل، الذي يقدم هذا العام 100 عرض اورالي، 28 منها مخصصة لأوبرا عايدة.

تعرض الأوبرا فوق خشبة المسرح العائم المنصوب على شاطئ بحيرة كونستانس النمساوية الألمانية السويسرية، الذي يعد موقعه في الهواء الطلق ومساحته بدعة فنية تمثل سنويا تحديا كبيرا يخوضه مصممو الديكور، ممن يفوزون بفرصة العمل مع فريق الأوبرا الرئيسية المختارة للعام. وقد وقع الاختيار العام الماضي على مجسم بديع لعين إنسانية واسعة كخلفية لأوبرا توسكا، للإيطالي بوتشيني، حظيت بمشهد ظهر في فيلم جيمس بوند الأخير Quantun of solace، الذي صادف تصوير لقطات منه في الفترة ذاتها بمدينة بريغينز وبعض القرى المجاورة هذا العام قرر مصمم الديكور المسرحي البريطاني بول براون، أن تكون دعامة الديكور، أو محور الارتكاز كخلفية عملاقة ثابتة لا تتغير بتغير المشاهد وبقية الديكورات، قدمين ضخمتين مقاس «2400» وارتفاع 15 مترا من اللون الأزرق المذهب، بينما نصب في قلب المسرح وجهين منفصلين لرجل وامرأة، شطرا بينهما تاج تمثال الحرية بينما ترفع يد ضخمة تحمل عمود الشعلة التي طلاها باللون الذهبي.

من جانب آخر، اختار تمثالا لفيل ضخم، صنعه النحات العالمي بول براون، بوزن 2.5 طن من النحاس والصلصال، وارتفاع 8.5 متر وطول 14.5 متر، بلونين ذهبي وأاحمر، حط رحاله على المسرح بواسطة رافعتين لتصوير مشهد نصر القوات المصرية، بعد غزوها لبلاد الأحباش، وعودتها وبصحبتها الأميرة الأثيوبية الجميلة أسيرة.

من جانبه، أوضح اليكس رينر، الناطق الرسمي باسم الكرنفال في تصريح لوسائل الإعلام، إن التحدي الأعظم أمامهم، الذي يجابههم عند كل عرض، هو أن يتمكنوا بمهارة وتشوق من نقل خيال أكثر من 100 ألف يتوقع أن يشاهدوا الأوبرا الخالدة، والانتقال بهم من داخل مسرح عائم تحيطه مياه بحيرة واسعة إلى أجواء صحراوية جافة، ما بين مصر وأثيوبيا، حيث دارت أحداث ووقائع الأوبرا التي ألفها فيردي، مقابل 150 ألف فرنك من الذهب الخالص، دفعها الخديو إسماعيل باشا ليتم عرضها احتفاء بتدشين قناة السويس، ورغم ذلك فقد حال حصار باريس من قبل قوات بروسيا دون وصول ديكوراتها وملابسها، ما أدى لاستبدالها في حفل الافتتاح بأوبرا ريفو ليتو من تأليف فيردي كذلك.

هذا وتصور الفصول الأربعة لأوبرا عايدة مشاعر الصراع النفسي العارم بين عشق ووله ووطنية وغيرة ومنافسة بسبب حب قوي جمع بين الأميرة الجميلة عايدة، ابنة ملك أثيوبيا اموناصرو، والجندي راداميس قائد الجيش المصري، الذي غزا بلاد الأحباش، الذي فضل في ختام الأوبرا أن يموت مدفونا وهو حي في قبر يضمه ومحبوبته بعد أسرها على أن يتخلى عنها.