40 عملا بمساحات لونية واسعة لشخوص وحالات إنسانية

في معرض بدمشق للفنانة رابعة أبو دية

التشكيلية رابعة أبو دية مع إحدى لوحاتها («الشرق الأوسط»)
TT

احتضنت صالة الشعب للفنون الجميلة وسط العاصمة السورية دمشق التابعة لاتحاد التشكيليين السوريين معرضا للفنانة السورية رابعة أبو دية ضم الأعمال الجديدة التي تظهر تجربة الفنانة أبو دية المستمرة منذ عشر سنوات في مجال التعبير الفني وتقديم الأشكال الإنسانية بأسلوب رمزي.

وهذا المعرض الفردي السادس ومن خلال لوحاته وعددها 41 عملا ما بين حجم كبير وصغير عكست الفنانة أسلوبها التعبيري الانطباعي بمساحات لونية واسعة مع تقنية وحرفية في العمل. وقالت الفنانة «أحاول في أعمالي التركيز على اللون مع الأفكار التي أعمل عليها وهي بمعظمها حالات إنسانية وموجودة على أرض الواقع معاشة ومستمرة ودائما أحب عملية البحث حيث أبحث بشكل دائم عن تفاصيل الحالة الإنسانية الوجدانية الداخلية لدى الإنسان».

وحول فلسفة اللون لدى أبو دية وتركيزها على الألوان الداكنة في الكثير من الأعمال المعروضة قالت: معظم لوحاتي باردة وأقصد ذلك ضمن التكنيك الذي عملت عليه، حيث يتطلب أن يكون العمل هكذا، ولدي في كل عمل هرمون لوني قوي حتى لو كانت اللوحة باردة ونفذت العجينة اللونية بشكل أن تنتقل من اللون البارد إلى اللون الحار في بعض اللوحات، وعملية الربط عملت عليها بشكل رمزي ومن خلال الشخوص بحيث يشعر المتلقي وكأنها مربوطة بخيط واحد حتى لو تباينت الألوان. فهناك سلسلة متتابعة مع بعضها البعض. وعندما أعمل على حالة إنسانية معينة فيجب أن تكون الألوان تشبه الحالة فلا يمكن أن أرسم إنسانا في حالة حزن أو فرح أو حب، فكل حالة لها طاقتها فمن الضروري استخدام الألوان المناسبة لهذه الطاقة.

وعن مواضيع أعمالها تقول إنها استلهمتها من ذاكرتها الحسية والنفسية ومن الرؤية البصرية. «هذا المخزون يتجمع مثل المياه الجوفية ومن ثم في لحظة معينة وكانبثاق المياه من الأرض تنبعث اللوحة عندي في ولادة وطقوس لا يمكن أن أسيطر عليها لأنني أشعر أن لهذه اللحظة أجنحة تطير ولا بد أن تطير معها فتكون اللوحة قائمة أمامك، وبرأيي لا توجد لولادة اللوحة لحظة لأن اللحظة لا تنتمي لمكان ولا تنتمي لزمن فهي نتاج مخزون الفنان الذهني وما يحيط به ومن كثافة ذاكرة من حوله».

وحول أعمالها القادمة قالت أبو دية: بالتأكيد هناك تجارب جديدة ومستمرة لأن الفنان مطلوب منه أن يكون لديه دائما مراحل في البحث واللون والتكنيك، ولا يجوز أن يتحول لفنان ناسخ.