معرض فني يتناول الإنجيل كموضوع «تفاعلي» ويثير زوبعة احتجاجات

ينظم بالتعاون مع كنيسة محلية في غلاسكو باسكتلندا

TT

أقبل الناس بأعداد غفيرة على هذا المعرض الفني الفريد من نوعه، الذي يتناول بموضوعه المعتقدات الدينية المسيحية من خلال ما ينص عليه الإنجيل من تعاليم ووعظ. المعرض الذي قامت على تنظيمه منظمة مسيحية يطالب الناس بـ«التفاعل» مع الكتاب المقدس.

إذ يقدم الغاليري نسخا مفتوحة على صفحات من الإنجيل، تبين عبارات قد تعتبر مثيرة للجدل، تقدم على طاولات مع أقلام وأوراق من أجل أن يكتب الناس على صفحات مقابلة لبعض النصوص ما يجول بخاطرهم من أفكار.

كما يتضمن المعرض، الذي تنظمه كنيسة محلية (ميتروبوليتان كوميونيتي تشيرتش) في متحف غلاسكو للفنون الحديثة، في مدينة غلاسكو باسكتلندا، فيديو كليب لامرأة تبينها وهي تمزق صفحات من الإنجيل وتخفيها في داخل ملابسها.

جاءت بعض الكتابات داعمة للنصوص ومتناسقة معها، وبعضها هاجمتها لاعتبار أنها غير متماشية مع العصر ولا تفي بالغرض، لأنها كتبت قبل مئات السنين ولا تأخذ بالحسبان بعض المجموعات البشرية وتميز ضدهم لأن الثقافة البشرية في حالة تجدد وتطور وهي تختلف عن سابقتها. ويعتقد المنظمون أننا أصبحنا نعيش بمجتمعات متعددة الثقافات والأعراق وأن الإنجيل بصيغته الحالية لا يعكس هذا التطور الإنساني.

بعض العبارات التي كتبت كانت فجة ومنفرة لبعض المؤسسات الدينية والأفراد لأنها عبرت عن وجهات نظر تهاجم وتنتقد نصوصا في الإنجيل.

وقال متحدث باسم الكنيسة المنظمة للحدث، إن الغرض من المعرض هو إعادة الاعتبار للإنجيل ككتاب مقدس، ولم يكن الهدف منه تدنيسه أو الإساءة إليه أو إلى معتقدات الناس. وعلى الرغم من ذلك فقد أثارت التعليقات حفيظة منظمي المعرض وبعض المؤسسات الدينية والاجتماعية على حد سواء. ووصفت الكنيسة الاسكتلندية، وهي المؤسسة الرسمية الدينية في اسكتلندا، وكذلك الكنيسة الكاثوليكية، المعرض بالطفولي والعمل بالصبياني.

أما منظمة المحامين المسيحية فقد اعتبرت العمل انعكاسا لحالة الفوضى والانحلال الأخلاقي في المجتمعات الغربية. الأعمال المعروضة هي من أعمال انتوني شارغ وديفيد ملوني.

وقال انتوني شارغ، الكندي الأصل، الذي درس الفنون في كلية غلاسكو للفنون الجميلة، إنه يحترم شعور الناس الديني، وأنه قرر القيام بالعمل بعد أن تقدمت كنيسة «ميتروبوليتان كوميونيتي تشيرتش» بالمشروع، وأن الاقتراح قد أذهله، لأنه جاء من طرف مؤسسة مسيحية لشخص «لا يشاركها المعتقدات نفسها».

وتطالب الكنيسة بالمساواة العرقية والدينية والجنسية وأنها تعارض جميع أشكال التمييز.

وقال الفنان شارغ في تصريحات لصحيفة «التايمز» أمس: «إن الكتابات المسيئة لا تعكس الغرض من المعرض»، وتساءل «هل الامتعاض سببه ما كتب، أم بسبب كتابته على صفحات الإنجيل؟»، مضيفا أن الأمر في نهاية المطاف هو الموقف من قضية إنسانية ومركزية، أي «حقوق الإنسان. إذا قررت أن تفتح الموضوع للنقاش فعليك أن تتوقع أن يكون هناك أفراد يتكلمون ويعبرون عن اختلافهم مع ما جاء في الإنجيل. الفن يعطينا هذه الفرصة لأن نحاور ونناقش كل هذه الأمور المعقدة والصعبة، ولهذا جاءت غلاسكو في مقدمة هذا الحوار في الفنون المعاصرة».

واعتذرت القسيسة جين كلارك من كنيسة «ميتروبوليتان كوميونيتي تشيرتش» عن الإساءات التي سببتها الكتابات لشعور بعض الناس قائلة: «هذا لم يكن هدفنا. كان الغرض من المعرض هو إعادة الاعتبار للإنجيل ككتاب مقدس». إلا أنها ومع المنظمين الآخرين تصر على أن المعرض «يقوم على إعطاء شعور بالانتماء الاجتماعي للعديد من الأقليات التي تشعر أنها تتعرض للتمييز». وبعد الضجة التي تسبب بها المعرض قال المنظمون إنهم بصدد حذف بعض الكتابات المسيئة جدا، إلا أن هذا لم يكن كافيا لبعض المجموعات الدينية المسيحية التي ترى أنه لا حاجة أبدا لتنظيم مثل هذه المعارض. وقالت اندريا وليامز من المركز القانوني المسيحي: «وصل مجتمعنا إلى نقطة يرى من تدنيس الإنجيل كعمل فني. أن الكتاب يتناقض مع كل شيء معروض هنا، الخلق والجمال والأمل».

وقال المتحدث باسم الكنيسة الاسكتلندية «لا نشجع أي إنسان أن ينجر إلى تدنيس الكتاب»، أما المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية فقال «هل يجرؤ المنظمون أن يعرضوا القرآن بهذه الطريقة لتدنيسه».