فرقة كورية تقدم عرضا موسيقيا في الرباط يعتمد على صخب المطابخ

السكاكين والملاعق والمغارف تتحول إلى آلات موسيقية

طباخون كوريون («الشرق الأوسط»)
TT

كان جمهور مسرح محمد الخامس في الرباط على موعد فرجة فنية من نوع خاص قدمتها فرقة «نانتا» الكورية التي حلّقت بخيال الحضور إلى أجواء صخب المطابخ والأصوات التي تسببها الأواني، مع استعراض فني باهر جمع بين المسرح الكوميدي والحركات البهلوانية المعقدة ورقصات فلكلورية مستمدة من الفنون الشعبية في كوريا الجنوبية.

المسرحية المتخيلة تبدأ بعرض مشهد للممثلين (الطباخين)، وهم يقومون بتحضير الخضراوات وتقطيع اللحوم استعدادا لطهي الطعام، ويطلب منهم القائد الإسراع بإعداد الطعام من أجل المشاركة في حفل زفاف لتقديم العشاء للمدعوين، ويطلب منهم إنجاز ذلك خلال فترة زمنية وجيزة، ومن ثم يبدأ إيقاع الفرقة في الارتفاع فتتحول أواني المطبخ من سكاكين وملاعق ومغارف وطناجر، إلى إيقاعات موسيقية متناغمة ولكنها صاخبة، وتتزامن مع حركات بهلوانية رشيقة لأفراد الفرقة وهم يتبادلون أدوات المطبخ بسلاسة وإتقان. وينجح أفراد فرقة «المطبخ» في إنجاز المهمة في الموعد وتتحول مهمة العمل الشاق إلى احتفاء وفرح صاخب يواكب حفلة الزفاف.

وتُعتبر فرقة «نانتا»، التي ظهرت لأول مرة سنة 1997، الأكثر شعبية في تاريخ المسرح الكوري على الرغم من حداثة نشأتها مقارنة مع الكثير من فرق الفنون الشعبية بالبلاد، وقد نالت الفرقة شهرتها على نطاق واسع بعد مشاركتها في مهرجان أدنبرة الدولي سنة 1999، حيث حصلت على الجائزة الأولى بين عشرات الفرق المشاركة، وتستمد الفرقة استعراضها من موسيقى «ساميلنوري»الشعبية المنتشرة في كوريا. نجحت الفرقة في تطوير إيقاعات هذه الموسيقى لتجعلها منسجمة مع الحركات الجسدية العنيفة المستوحاة أيضا من تراث الرقص وفنون القتال المشهورة في البلاد.

وقد يعود نجاح هذه الفرقة الكورية في جذب انتباه الجمهور إلى العرض الباهر المفعم بالحيوية والحركات البهلوانية ومن ثم تخلق تجربة فريدة يمتزج فيها العمل الدرامي بالموسيقى والفلكلور في قالب كوميدي استعراضي، وستقوم الفرقة بعد تقديم عدة عروض في المغرب، بجولة في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.