المعرض الخليجي للسلع الفاخرة لعام 2009.. لقاء الشرق

برعاية غرفة التجارة العربية البريطانية وفندق الإنتركونتننتال

سيارة جاغوار الجديدة (تصوير حاتم عويضة)
TT

لا يمكن تخيل صيف لندن من دون سياح عرب، فباعتراف أصحاب الفنادق والمطاعم سيكون بلا شك هادئا، وبالنسبة لقطاع المنتجات الفاخرة ومجال التسوق سيكون بئيسا. ومما يؤكد صحة اعترافاتهم أن النسبة الأكبر من المتسوقين في محلات «هارودز» و«هارفي نيكولز» بمنطقة نايتسبريدج ومحلات «سيلفريدجز» بأكسفورد ستريت منهم، إلى حد القول إنهم بمثابة نسمة الصيف المنعشة أو قطرة الغيث التي يحتاجها قطاع التسوق، بالنظر إلى الأزمة المالية من جهة، وحمى الخنازير من جهة ثانية. فالأزمة أثرت على سعر العملات الآسيوية إن لم تكن قد أثرت على الميزانية ككل، وكذلك على الثقة الشرائية، وحمى الخنازير جعلت الكثير من السياح يحجمون عن الخروج في الأماكن المكتظة عموما. لكن هذا لا ينطبق على السياح العرب، فلا الأزمة ولا الحمى يمكن أن توقف رغبتهم في الشراء والتميز. أهميتهم بالنسبة للسوق البريطانية كانت وراء ولادة فكرة المعرض الخليجي للسلع الفاخرة، الذي ينظمه فندق الإنتركونتننتال ـ لندن بارك لاين، بالتعاون مع غرفة التجارة العربية البريطانية، ورعاية إعلامية من مجلة «هي» النسائية. وهو معرض أصبح يحظى بأهمية بالنسبة لأي مهتم باختراق السوق العربية، حيث يمتد على مدى ثلاثة أيام في هذا الوقت من كل سنة. وقته طبعا مدروس، فهو يتزامن مع تواجد السياح الخليجيين والشرق أوسطيين بالعاصمة البريطانية، كما أنه مفصل على مقاسهم، ويحترم رغباتهم واحتياجاتهم، بدءا من المعروضات المختلفة، التي تتميز بالترف أولا وأخيرا، وليس انتهاء بأنه يفتح أبوابه من الحادية عشرة صباحا إلى منتصف الليل، للراغبين في السهر أو لمن يفوتهم النهار لأنهم يكونون في الأسواق أو في رحلات قصيرة خارج لندن. بعبارة أخرى، كل ما في المعرض يغازل هذه الشريحة من الزبائن، ويعمل على نيل ودهم، سواء تعلق الأمر بالشركات الأجنبية مثل «غرانت ماكدونالد» للأدوات المنزلية والفضيات، و«انيك غوتال» للعطور، و«أليس تامبرلي» و«أليساندرا ريتش» و«40 سافيل رو» للأزياء النسائية والرجالية، أو بشركات وأسماء عربية وفية للمعرض مثل «يسلم» للإكسسوارات والساعات والعطور، والمصممة السعودية المتألقة أمينة الجاسم، وأخرى جديدة مثل المصممتين الإماراتيتين ريم وهند علي بلجافلة، ومصمم الإكسسوارات الإماراتي أحمد النجار، وغيرهم. أول ما سيشد انتباهك في المعرض أجواؤه المريحة، بدءا من ابتسامات العارضين الذين لا همّ لهم سوى إرضاء الزوار والترحيب بهم وهم يعرفون بمنتجاتهم بأسلوب بسيط، وليس انتهاء بالاتجاه إلى ركن خاص هادئ والحصول على جلسة تدليك سريعة لا تستغرق سوى عشر دقائق، مرورا بالمطاعم المتنوعة التي يوفرها الفندق.

فكرة المعرض تقوم على تشجيع التجارة بين الشرق والغرب، تحت مظلة الترف والموضة، لكنه أيضا يعرض أسلوب حياة متكاملا. فهنا يجد الزائر شركات تقدم خدمات تتباين بين الديكور والسفر والعقارات، بل وحتى اللوحات الفنية سواء كانت من الفن الحديث أو الكلاسيكي، وطبعا الساعات الفخمة والسيارات الفارهة. والحديث عن السيارات يجرنا للحديث عن نجم المعرض لهذا العام، ألا وهو مولود شركة «جاغوار» الجديد «إكس جي». فقد استغلت الشركة الإنجليزية المناسبة لكي تقدمه للزبون العربي عن قرب، بعد أن كشفت الستار عنه منذ شهر فقط. كل جزئية في السيارة تلخص مبدأ المعرض وثقافة الترف والفخامة.

فهي تتمتع برشاقة «سبور» وبخفة وقوة الصنع في الوقت ذاته، فضلا عن تكنولوجيا متقدمة. ويبدو أنها كانت «قدم السعد» على الشركة، التي سجلت زيادة مبيعات بنسبة 8 في المائة هذا العام، الأمر الذي يثير الإعجاب والتعجب، لأن قطاع السيارات عموما يعاني من تراجع مخيف في المبيعات. لكن فلسفة شركة جاغوار في أن تُبقي الحلم مستيقظا بداخل هواة السيارات كانت لها نتائج مبهرة. فمنذ 40 عاما عندما أطلقت أول نسخة لها من «إكس جي» والحلم لا يزال مشتعلا.