الصين تطلق قناة عربية دولية.. موجهة إلى نحو 300 مليون عربي في 22 بلدا

ستبث بلا توقف برامج إخبارية وتربوية وأخرى للترفيه

صورة أخذت من الجو لمبنى مركز التلفزيون الصيني الرئيسي الذي تكلف بناؤه ما يقارب المليار دولار ويعتبر الأكثر تكلفة في العالم. المركز يحتوي على عدة قنوات ناطقة بلغات مختلفة (أ.ف.ب)
TT

في خطوة للتعاون بين الجانبين العربي والصيني في مجالات تعزيز قنوات الحوار الدولية والإقليمية، أطلق تلفزيون الصين المركزي أمس قناته العربية الدولية الموجهة إلى نحو 300 مليون عربي في 22 بلدا.

وأكد نائب رئيس التلفزيون الصيني تشانغ شانغمينع أن القناة الجديدة «ستشكل جسرا مهمّا لتعزيز الاتصال والتفاهم بين الصين والبلدان العربية» ووعد، في البيان، بأن تتم هذه الخدمة العربية الجديدة للتلفزيون وفق «معايير (جودة) عالية». وستبث القناة العربية بلا توقف برامج إخبارية وتربوية وأخرى للترفيه.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن تشانغ أن القناة ستبدأ ببث 4 ساعات من البرامج سيتم تكرارها 6 مرات في اليوم على أن تزيد ساعات برامجها تدريجيا.

وأضافت الوكالة: «ستعمل هذه القناة على خدمة مشاهدي المنطقة العربية بشكل رئيسي استنادا إلى نشرات أخبار بالإضافة إلى برامج ثقافية وخدمية وترفيهية، تشتمل على 9 برامج رئيسية بما فيها (الحوار) و(نافذة على الصين) و(أفلام وثائقية) و(فنون صينية)».

يشار إلى أن التلفزيون الصيني المركزي لديه قنوات دولية باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وهو يخطط أيضا لإطلاق قناة باللغة الروسية. وبدأ التلفزيون التحضير لإطلاق قناته العربية في سبتمبر (أيلول) 2008، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وسيكون بالإمكان التقاط بث هذه القناة العربية في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي، بحسب تشانغ. وهي تندرج ضمن برنامج طموح للتوسع الدولي لوسائل الإعلام الصينية التي تخضع لهيمنة الدولة ذات النظام الشيوعي، بهدف النهوض بصورة الصين في الخارج. ويشمل هذا البرنامج فتح مكاتب جديدة لوكالة أنباء الصين الجديدة التي تملك مكاتب في مائة بلد ومنطقة.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة في يناير (كانون الثاني) الماضي عن وانغ تشين مسؤول الدعاية الصيني: «علينا أن نرفع قدرتنا على البث للتأثير إيجابيا في الرأي العام الدولي وإعطاء صورة جيدة عن أمتنا».

وقبل أشهر قالت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» اليومية في هونغ كونع إن السلطات الصينية مستعدة لتخصيص 45 مليار يوان (نحو 6 مليارات يورو ـ 6.6 مليار دولار) لتطوير وسائل إعلامها. وتعذر التأكد من هذا الرقم من مصدر صيني.

وأضاف زانج: «نأمل أن يتعرف العالم الخارجي على الصين بشكل أفضل والعكس بالعكس من خلال هذه القناة الجديدة». وقال زانج إن القناة الجديدة يجب أن تتفوق في خمسة مجالات إذا كان لها أن تنافس القنوات الدولية الأخرى التي تبث برامج باللغة العربية، وهذه المجالات هي «البرامج والمواهب والتقنية والإدارة والشركاء». يذكر أن لشبكة «CCTV» بالفعل أربع قنوات تلفزيونية تبث باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية علاوة على الصينية. وامتنعت «CCTV» عن الإفصاح عن تكاليف القناة الجديدة، وعن عدد المشاهدين الذين تأمل في اجتذابهم.

وسيكون للقناة العربية فريق عمل أولي مكون من 80 شخصا، أما المذيعون فمن الصينيين الناطقين بالعربية. وأكد زانج أن أحد الأهداف المتوخاة من إطلاق القناة الجديدة تصحيح الانطباعات «المشوهة» التي تروجها بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن الصين، إذ قال: «هدفنا بث الحقيقة وأن نكون موضوعيين ودقيقين وشفافين. ستقوم (CCTV) بإيصال صورة حقيقية عن الصين إلى العالم». إلا أن زانج لم يتطرق إلى أن وسائل الإعلام الصينية تخضع إلى رقابة حكومية مستمرة تقيد المواضيع التي تستطيع بثها.

وتخطط «CCTV» لإطلاق قناة تلفزيونية ناطقة باللغة الروسية في سبتمبر (أيلول) المقبل.

إلى ذلك، فإن التلفزيون الصيني المركزي ليس المؤسسة الإعلامية الصينية الوحيدة التي تشهد توسعا على النطاق العالمي. ففي أبريل (نيسان) الماضي، أطلقت صحيفة (غلوبال تايمز) الناطقة بالصينية نسخة باللغة الإنجليزية هدفها الترويج لوجهات النظر الصينية بين الأجانب.

وانطلقت فكرة القناة الصينية من أعمال ندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية التي عقدت في بكين يومي 12 و13 ديسمبر (كانون الأول) 2005، وأكدت على مبادئ أساسية ومقاربات نظرية وأطر مفاهمية بشأن تعميق التعاون بين الجانبين في مجالات تعزيز قنوات الحوار الدولية والإقليمية والسعي إلى خلق نموذج للاحترام والفهم والتسامح بين الحضارات المختلفة والعمل على تفادي الدعاوى المؤدية لصراع وصدام الحضارات من خلال دعم الركائز الأساسية التي أفرزت التقارب الثقافي والفكري والتكامل الإنساني الذي يتيح للجميع النظر للمستقبل في إطار من التعددية الفكرية والثقافية والعقائدية المبنية على مبادئ احترام الآخر والرغبة في التعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار والتضامن السياسي الذي يستند إلى ثوابت ومبادئ مشتركة، حسب وكالة الأنباء السعودية (واس). وفي 5 يوليو (تموز) 2007 أكد المشاركون على ما ورد بشأن التعاون الثقافي الصيني العربي في توصيات الدورة الرابعة لاجتماع كبار المسؤولين لـ«منتدى التعاون الصيني العربي ـ الأمانة العامة» الذي عقد في القاهرة، لا سيما النص على تفعيل التعاون الثقافي الصيني العربي في المرحلة المقبلة. وكان المشاركون قد اتفقوا على أهمية تعميق التفاهم وتكثيف المعرفة لتهيئة بيئة صالحة للحوار والتعاون. وفي هذا الصدد دعوا الجهات والمؤسسات المختصة لدى الجانبين إلى اتخاذ موقف إيجابي من الفعاليات والمشروعات التالية: تشجيع فكرة إقامة جمهورية الصين الشعبية قناة متخصصة تبث باللغة العربية على غرار «cctv ـ 9» التي تبث باللغة الإنجليزية وتشجيع الجانب العربي لإقامة قناة مماثلة أو أكثر. وفتح مراكز ثقافية صينية في الدول العربية ومراكز ثقافية عربية في الصين، وتشجيع إيجاد آلية للتواصل بين اتحاد الكتاب الصينيين واتحاد الكتاب العرب لتبادل الخبرات وتنفيذ برامج ثقافية وفكرية مشتركة، خاصة في مجال ترجمة الكتب الصينية إلى اللغة العربية والكتب العربية إلى اللغة الصينية، لا سيما الكتب التي تهتم بالحضارة والتاريخ والثقافة والتراث وإدراجها ضمن المناهج الدراسية في مراحل التعليم المناسبة لدى الطرفين، ووضع برنامج لتكثيف التعاون في مجال تعليم اللغة الصينية واللغة العربية وبحث فكرة تأسيس مكتبة صينية عربية وتأسيس موقع إلكتروني لها تحت اسم «المكتبة الإلكترونية الصينية العربية»، وشمول جميع الدول العربية ببرنامج المقاصد السياحية الذي تعتمده الصين لتكون البلدان العربية مقصدا للسياح الصينيين، وتوأمة المدارس والجامعات الصينية بمثيلاتها العربية لما له من أثر في تعزيز تبادل المعلومات والخبرات وسعة الاطلاع على الآخر وتطوير التعاون الأكاديمي ووضع برامج لتبادل الزيارات بين الأساتذة والطلاب من الجانبين وإقامة حوار ثقافي فيما بينهم، وإقامة مهرجان ثقافي صيني عربي سنوي وبالتبادل يمكن من خلاله تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة مشتركة في عدد من المدن الصينية والعربية بهدف نشر مفاهيم الثقافتين الصينية والعربية وتحقيق التقارب بين أفراد المجتمعين العربي والصيني والتعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية والتراث الفلكلوري والفنون الشعبية والأفلام التلفزيونية والسينمائية، وتشجيع الإعلاميين والصحافيين وأجهزة الإعلام الحكومية والخاصة الصينية والعربية على القيام بإعداد برامج سياسية وثقافية واقتصادية ووثائقية استطلاعية عن الصين والدول العربية، وتنظيم فعاليات ثقافية عربية في أكبر وأهم المدن الصينية بما يتيح تعريف المجتمع الصيني بأوجه الثقافة العربية. كما أكد المشاركون على أهمية تكثيف التعاون بين الجهات المعنية بالمنتدى في كلا الجانبين لحث الجهات والمؤسسات المختصة على تنفيذ وثيقتي الدورتين الحالية والسابقة للندوة ومتابعة ذلك. وفي هذا الإطار، يجب على فريق الخبراء المتخصصين من الجانبين في الشؤون الثقافية والعلاقات الصينية العربية لعب دورهم الإيجابي.