ليلة من الطرب العربي الأصيل في مهرجان «القدس 2009»

مع سيد درويش والأخوين الرحباني والفولكلور العراقي والفلسطيني

فشل المهرجان هذا العام في استضافة الأخوين أمين وحمزة مريحي، من أصل تونسي، لإحياء الليلة الرابعة
TT

استمع جمهور مهرجان «القدس 2009» إلى سهرة من الطرب العربي الأصيل قدمت فيها فرقة «بيت الموسيقى الشرقية» مجموعة من الموشحات الأندلسية وأغاني سيد درويش والأخوين الرحباني وأخرى من الفولكلور العراقي والفلسطيني.

وقال عامر نخلة عازف البزق والمدير الفني للفرقة التي تأسست عام 2006 في بلدة شفا عمرو في الجليل وتضم ثمانية موسيقيين وأربعة عشر مغنيا لـ«رويترز» بعد الحفل: «رسمنا خطا لأنفسنا أن نعمل على إحياء الأغاني الكلاسيكية والعربية وأغاني التراث عبر توزيعات جديدة. ومشاركتنا في مهرجان القدس فرصة كبيرة كي يتعرف الجمهور على أعمالنا».

وقدم أعضاء الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقار والملحن والمغني سمير مخول عروضا منفردة على آلات العود والكمان والناي والإيقاع صفق لها الجمهور طويلا، إلى جانب غناء الكورال بشكل جماعي وفردي في الموقع الأثري «قبور السلاطين» الذي تقام فيه فعاليات المهرجان.

وغنى مخول بشكل منفرد قصيدة «يا سالب القلب مني عندما رماقا» من ألحانه وكلمات الشاعر بن سهل الأندلسي.

وأوضح نخلة أن الفرقة تشق طريقها في عالم الموسيقى وتفتح أبوابها للمواهب الموسيقية والغنائية، وستحتفل في شهر سبتمبر (أيلول) القادم بإصدار أول «سي دي» لها بعنوان «حنين» بدعم من مؤسسة عبد المحسن قطان في رام الله.

وقال نخلة: «نأمل أن تكون هذه الأسطوانة التي تضم عشر أغاني سجلتها الفرقة بطاقة تعريف بنا ونقطة انطلاق نحو المشاركة في العديد من المهرجانات العربية والدولية».

وتعتبر فرقة «بيت الموسيقي الشرقية» واحدة من إنجازات جمعية بيت الموسيقى في شفا عمرو التي تأسست عام تسعة وتسعين ولديها اليوم مدرسة للموسيقى يدرس فيها مائتان وخمسون طالبا بمستويات مختلفة.

ويرى نخلة أن الفلسطينيين في إسرائيل التي يشكلون خمس سكانها يعانون من نقص في المراكز الثقافية التي يمكن أن تشكل عنوانا لهم «للحفاظ على هويتهم الثقافية العربية في الوقت التي توجد فيها اليوم محاولات لشطب الأسماء العربية ومحاولات لشطب التاريخ».

وقال نخلة: «ربما تكون الثقافة هي الشيء الوحيد الذي لا يمكن شطبه، وهو طريق لنا كي نثبت وجودنا ونوصل رسالتنا إلى العالم عبر الموسيقى والغناء». وقالت رانيا إلياس مديرة المهرجان إن «مشاركة فرقة بيت الموسيقى الشرقية معنا الليلة للمرة الأولى في فعاليات مهرجان القدس تأكيد على التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في أماكن وجوده كافة».

وأضافت: «نحاول في كل عام إضافة فرقة فنية فلسطينية جديدة للمهرجان لتقديم أعمالها أمام الجمهور الفلسطيني ونتمنى أن ننجح في استضافة فنانين عرب للمشاركة معنا».

وفشل المهرجان هذا العام في استضافة الأخوين أمين وحمزة مريحي، من أصل تونسي، لإحياء الليلة الرابعة من أيام المهرجان بعد رفض الجانب الإسرائيلي إعطاءهم التصاريح اللازمة للوصول إلى القدس.وقالت إلياس: «رفضت سلطات الاحتلال منحنا التصاريح اللازمة لوصول الفنانين أمين وحمزة مريحي للمشاركة في فعاليات المهرجان».

وأوضحت إلياس أنه على الرغم من الصعوبات والعراقيل كافة، فإن «المهرجان يسير بنجاح، وهناك إقبال جماهيري يختلف من ليلة إلى أخرى حسب فعاليات الأمسية، ولكننا راضون عن الحضور، وأي حضور بالنسبة لنا إنجاز في ظل هذه الظروف وما تعانيه مدينة القدس».

وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى المدينة المقدسة التي أحاطتها بجدار تتخلله بوابات محصنة إلا بموجب تصاريح خاصة كما يحتاج المشاركون في فعاليات المهرجان من الخارج إلى الحصول على موافقتها.

وعملت إسرائيل خلال الأشهر الماضية على منع كثير من الفعاليات الثقافية في المدينة المقدسة بحجة أنها مدعومة من السلطة الفلسطينية، وقد يكون إقامة مهرجان «القدس 2009» في منطقة «قبور السلاطين» الأثرية المحفورة في الصخر على عمق عدة أمتار على مسافة خمسمائة متر من أسوار البلدة القديمة والتي تعود ملكيتها للحكومة الفرنسية شكل حصانة لاستمرار فعاليات المهرجان الذي يقام منذ عام ستة وتسعين. ونجح منظمو المهرجان في دورته العام الماضي باستضافة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي عبر نظام الدائرة التلفزيونية المغلقة، التي اكتفت بإلقاء كلمة تحدثت فيها عن ذكريات عائلتها التي كان لها بيت في حيفا التي هاجر إليها جدها من لبنان قبل عام 1948 من أجل العمل.

وسيكون جمهور مهرجان «القدس 2009»، الذي تتواصل فعالياته حتى التاسع والعشرين من يوليو (تموز) الحالي، مساء يوم السبت على موعد مع فرقة «كيلابايون» التشيلية.