افتتح الرئيس النمساوي هاينز فيشر مهرجان سالزبورغ التاسع والثمانين الذي تنطلق فعالياته بأوبرا هاندل «ثيودورا» على أن يستمر لمدة شهر. وحضر المسؤولون النمساويون بكثافة حفل الافتتاح الذي تقدمه الرئيس فيشير وضيفه الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا الذي يقوم بزيارة رسمية إلى النمسا.
وهذا الحدث الذي يستمر طيلة شهر ويعتبر أحد أبرز مهرجانات الفن الصيفية سيشمل 186 أداء من الأوبرا إلى الحفلات الموسيقية والمسرح بمشاركة أسماء كبيرة مثل السوبرانو آنا نتريبكو وعازف البيانو لانغ لانغ.
وينطلق المهرجان هذه السنة بإنتاج جديد لأوبرا هاندل «ثيودورا» من إخراج كريستوف لوي.
وستشمل العروض الأوبرالية خلال الشهر «فيديليو» لبيتهوفن، و«ارميدا» لهايدن، فيما ستحيي عدة فرق أوركسترا أوروبية حفلات موسيقية.
وستقدم مسرحيات للمؤلفين أنطون تشيخوف وصامويل بيكيت وهوغو فون هوفمانستال. كما تعود السوبرانو الروسية نتريبكو لأداء حفلة بعد غياب السنة الماضية بسبب حملها.
وحملت الأنباء الصادرة من «مؤسسة موتزارت» الموسيقية أنباء فنية سارة بالإعلان عن عزمها على إقامة حفل موسيقي في الثاني من أغسطس (آب) في مدينة سالزبورغ ضمن برامج المهرجان في المدينة، وذلك لتقديم مقطوعتين للعازف النمساوي العالمي الأشهر ولفغانغ أماديوس موتزارت تم اكتشافهما العام الماضي بفرنسا، ويعتقد أنه قد كتبهما وعمره لم يتجاوز العاشرة.
من جانبهم، رحب المسؤولون عن القطاع السياحي في مدينة سالزبورغ، مولد وموطن موتزارت (1756 ـ 1791)، بالخبر، مؤكدين أن حفلا موسيقيا لعملين جديدين لموتزارت سيمنح المهرجان السنوي، 25 يوليو (تموز) 30 أغسطس (آب)، دفعا جماهيريا قويا، خاصة أن الموسم السياحي هذا العام قد تأثر عموما طيلة الشهرين المنصرمين بسبب الفيضانات وارتفاع غير مشهود في درجات الحرارة والتقلبات الجوية. هذا، وكانت المقطوعتان قد اكتشفتا في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، في أثناء إعادة ترتيب موقع أرشيفي يتبع مكتبة بمدينة نانت بشمال غربي فرنسا، من ضمن ممتلكات وصلت المكتبة كتبرع مما كان قد جمعه بيير أنتوني لابوشيري، وهو من الشخصيات الفرنسية الأرستقراطية التي عرفت باهتمامها باقتناء مقتنيات نادرة في القرن التاسع عشر.
المقطوعتان، وكلاهما عمل قصير كتبه موتزارت بخط يده، غير مكتملتان تماما، وعلى الرغم من ذلك، فإن ثمن المقطوعة الواحدة لو عرضت للبيع حاليا فلن يقل عن 100 ألف دولار. هذا، ومن المقرر أن يقوم الموسيقار النمساوي فلوريان بيرساك، بعزف المقطوعتين، وتتراوح مدة الواحدة بين دقيقتين، مستخدما بيانو أصليا تعود ملكيته لموتزارت شخصيا، وكان بيرساك قد تشرف بتقديم تجربة للمقطوعتين عند اكتشافهما وبعد التيقن من حقيقتهما بمراجعة خطهما مع خط يد موتزارت في حفل مختصر في نانت.
ومعلوم أن موهبة موتزارت قد أثارت الإعجاب وهو طفل صغير لم يتجاوز الخامسة من عمره، وبعد ذلك الاكتشاف الذي بهر العالم يومها دعته الإمبراطورة ماريا تريزا، إمبراطورة الهابسبرغ، لتقديم حفل خاص ضمها وأفراد أسرتها بقصر الشونبرون بالعاصمة النمساوية فيينا، حيث رفعته وأجلسته على ساقيها وهي تهنئه على إبداعه، فطبع على خدها قبلة ما يزال صداها يتردد عند الحديث عن موتزارت، خاصة أنه اشتهر بحب النساء وكثرة مغامراته في حياته القصيرة، إذ توفي فجأة وعمره لم يتجاوز 35 عاما. وهو يعزف ويكتب مقطوعات موسيقية حتى اللحظة الأخيرة، فيما كانت نيران الحمى تنهش في جسمه النحيل. «مؤسسة موتزارت» هيئة تم تكوينها عام 1880 للاهتمام بكل ما خلفه الموسيقار العبقري من أعمال موسيقية باعتبارها ثروة ناسوية قومية وإرثا فنيا عالميا. وتعتبر معظم الأعمال التي اكتشفت وقدمت أعمالا أوبرالية ومقطوعات بالبيانو يقدر عدد ما تم اكتشافه منها بنحو 600 عمل، فيما تم خلال الـ50 عاما الماضية اكتشاف اسكتشات وأعمال غير مكتملة ونادرة في مواقع غير متوقعة وصلت إلى 10 أعمال ظهر فيها إعجابه بعمالقة أمثال بتهوفن وفاغنر، وتتراوح أسعار البطاقات في مهرجان سالزبورغ، الذي يعتبر الأغلى في أوروبا، بين خمسة يوروات و370 يورو لأفضل المقاعد. ويستمر المهرجان حتى 30 أغسطس (آب).