«استكشف واستطلع».. برنامج صيفي في الجامعة الأميركية بالقاهرة

يستهدف استكشاف المواهب والتعبير عن النفس في فضاء حر

برنامج «استكشف واستطلع» لا يعتمد على المحاضرات، بل يعتمد على التجريب («الشرق الأوسط»)
TT

صيف منعش ومتنوع ثقافيا وفنيا يعيشه طلاب الجامعة الأميركية بالقاهرة، من خلال برنامج أطلقته الجامعة بحرمها الجديد، في ضاحية القاهرة الجديدة تحت عنوان «استكشف واستطلع». البرنامج أعد خصيصا للشباب من سن 11 إلى 15 سنة، وقد دأبت الجامعة على دورية انعقاده، قبل 25 سنة، أي قبل انتقالها إلى مقرها الجديد.

يتيح البرنامج استكشاف اهتمامات المواهب الصغيرة من خلال مجموعة من الأنشطة التعليمية والترفيهية والثقافية، وتزويد الطلاب بالكفاءات والمهارات التي تدعمهم في حياتهم الأكاديمية والاجتماعية. ويساعد البرنامج دارسيه في اقتحام مجالات جديدة لم تكن موجودة في الحرم الجامعي القديم بوسط القاهرة، منها الفصول الذكية والمجمّع الرياضي واستوديوهات الفنون والموسيقى والمسرح.

وحسب مديرة البرنامج نهى خفاجي، فإن برنامج «استكشف واستطلع» يتفرّد عن غيره من برامج الشباب الأخرى «في أنه يمنح الحرية للدارسين الصغار للتعبير عن أنفسهم، وأنه لا يعتمد على المحاضرات، بل يعتمد على التجريب».

كما تقول: «معظم الأنشطة يقوم بها الطلاب بأنفسهم، فنحن نمكّنهم من اكتشاف كل شيء، ومن ذلك هوايتهم والأشياء التي يحبونها، واكتشاف قدرتهم في مجالات الفنون المختلفة».

وحول طبيعة البرنامج أوضحت أنه عبارة عن مجموعة متنوعة من الأنشطة، منها الرياضة والموسيقى والرقص والرسم والمسرح، بالإضافة إلى الأنشطة التي تنمّي القيم الشخصية ومهارات التفكير والمهارات الاجتماعية والقيادية لدى الطلاب، وكذلك تنمية الوعي البيئي لديهم، «ففي كل ساعة من البرنامج نقدم شيئا مختلفا، يتضمن حقائق مذهلة في مجالات مختلفة».

وتضيف خفاجي أنه «من خلال فصل «رجل الأعمال الصغير» على سبيل المثال يتعرف الدارسون على أسرار بدء الأعمال التجارية وطريقة تسويقها، وهناك فصل «العادات السبع شديدة الفاعلية للمراهقين» الذي يعلم المراهقين كيف يكتبون بيانا عن مهمتهم في الحياة».

كذلك يقدم البرنامج فصلا بعنوان «مناقشات» جلسات حول كيفية تعلم الدارسين مناقشة إيجابيات وسلبيات موضوع ما، مثل استخدام الهاتف الجوّال في الفصول على سبيل المثال. أما فصل «القراءة النقدية» فإنه يمكِّن الشباب من قراءة ما بين السطور وربط الأشياء بالحياة، ليتعلموا من خلال هذا الفصل كيفية تجاوز النص والتفكير خارج إطاره. وتشير خفاجي إلى صفتين من الصفات المميزة للبرنامج هما: المحاضرات الحية، والعمل التطوعي، «فمن خلال المحاضرات الحية يمنح الشباب الفرصة للتفاعل مع الضيف المتحدث الذي يكون شخصية معروفة في مجال تخصصه. وعلى سبيل المثال، ففي أسابيع البرنامج الأولى قدمت يمنى سرور ـ أستاذة تصميم الأزياء بالجامعة الأميركية بالقاهرة ـ عرضا عن تطور الملابس والموضة منذ الحرب العالمية الأولى حتى الآن، في حين قامت خبيرة العطور كريستين فكري بمناقشة مصادر العطور، وأنواعها التي تناسب البنات، وتلك التي تناسب الأولاد.

المختصون في البرنامج بالجامعة يرون أن المحاضرات الحية ستسهم في تعريف الشباب بمفهوم خدمة المجتمع، عن طريق تخصيص ساعة كل أسبوع للعمل التطوعي في مركز رعاية الأطفال التابع للجامعة، حيث يقوم الطلاب الكبار بمساعدة الصغار (من سن سنتين إلى أربعة) في التلوين والقراءة واللعب. وتعتبر خفاجي هذه الخطوة «عتبة أولى أساسية لاستكشاف فكرة العمل التطوعي لهؤلاء الدارسين الصغار.. فنحن نعلم الشباب أن العمل الخيري لا يكون بالتبرع بالمال فقط ولكن يكون أيضا بمد يد المساعدة». ومن ناحية ثانية، على الرغم من أن البرنامج هو الأول للجامعة في طورها الجديد، فإنها ـ كما سبقت الإشارة ـ كانت تحافظ على دورية انعقاده طيلة ربع قرن، عندما كانت في حرمها القديم بوسط القاهرة، وتعتبره أحد الأنشطة المتعددة التي توفرها كلية التعليم المستمر التابعة للجامعة، بعد انتقالها للحرم الجديد، والتي من شأنها خدمة المجتمع عبر الأنشطة التعليمية والثقافية والترفيهية خلال العطلة الصيفية.

الجدير بالذكر، أن الجامعة الأميركية بالقاهرة أسست منذ 90 سنة، وهي تعد واحدة من الجامعات الرائدة التي توفر تعليما ليبراليا باللغة الإنجليزية في العالم العربي. وبمشاركتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الوطن العربي، تعتبر جسرا حيويا لربط الشرق بالغرب، وربط مصر والمنطقة بالعالم من خلال الأبحاث العلمية، وعقد شراكات مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية وبرامج التعليم بالخارج. وبالنسبة لهويتها التنظيمية، فإنها جامعة مستقلة غير طائفية، ومتعددة الثقافات والتخصصات، وتمنح فرصا متساوية لجميع الدارسين، وغير هادفة للربح. وهي تحظى بالاعتراف الأكاديمي في مصر والولايات المتحدة الأميركية، وجميع برامجها الدراسية معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات في مصر ومن جهات الاعتماد الأميركية.