فيلم عن غزة يخطف الأضواء بالمهرجان الدولي لفيلم الهواة بتونس

«غزة اليوم الموالي» للمخرج سمير عبد الله الفرنسي من أصل مصري

TT

انتزع فيلم عن الأوضاع الصعبة، التي يعانيها سكان قطاع غزة الفلسطيني، جراء الحصار الإسرائيلي، الإعجاب عند عرضه ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الدولي لفيلم الهواة، الذي افتتح يوم السبت الماضي ويستمر حتى مطلع الشهر المقبل بمدينة قليبية التونسية.

ويتنافس 50 فيلما من 14 بلدا عربيا وأجنبيا للفوز بجائزة «الصقر الذهبي» للمهرجان، الذي يقام كل عامين منذ أكثر من 40 عاما.

ونال فيلم «غزة اليوم الموالي» للمخرج سمير عبد الله، وهو فرنسي من أصل مصري، اهتماما واسعا لدى عرضه، وتابعه جمهور كبير. ويعتبر الفيلم الوثائقي شهادة حية عن واقع أهالي غزة المأساوي ومعاناتهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية. كما صور الفيلم مخلفات الدمار الذي لحق بغزة والذي لم يمس صمود أهلها وتعلقهم بأرضهم.

بدأ تصوير الفيلم إثر إعلان وقف إسرائيل حربها على قطاع غزة نهاية العام الماضي، التي خلفت أكثر من ألف قتيل ومئات الجرحى ودمارا شاملا لحق بالمدارس والمنازل والمستشفيات.

الفيلم، الذي يقدم في أول عرض خارج فرنسا، جاء مجددا من حيث الشكل،حيث اختار المخرج اعتماد تقنية تقوم على تصوير مقاطع مجزأة لا تربطها سوى صور مخلفات الدمار ونقل ما يخالج سكان غزة من إحساس عميق بالألم والحسرة ومن عزم على الصمود.

وفسر مخرج الفيلم اختيار هذا الشكل الفني بأنه يعد تعبيرا عن التجزئة التي يعرفها قطاع غزة.. فالمكان أنقاض مترامية، والزمان زمان حرب ودمار، والشخصيات شهادات حية عن مشاعر الألم والأمل التي تخالج نفوس السكان.

ولم يسقط «غزة اليوم الموالي» في النمط الوثائقي الجاف، بل جاء توثيقا لواقع مرير ونقلا لما لم تتمكن وسائل الإعلام من تصويره إبان الحرب الإسرائيلية من مشاهد ومواقف ومقاطع أليمة اختار المخرج أن يقدم لها عناوين «أهلا وسهلا في بلدنا» و«فندق فلسطين» و«حوار في الظلام».

ويرى الناقد محسن الزغلامي أن دقة الوصف في هذا الفيلم تعكس بشاعة الكابوس الذي عانى منه أهل غزة طيلة هذه الحرب.

ومن أبرز الأفلام المتنافسة على الصقر الذهبي «رسالة إلى أختي» و«ساعات ساعات» للمخرج اللبناني أنطوني شدياق و«أحلام صامتة» لعمر سعدون من المغرب و«شق» للمصرية ريم الغازي و«أرض محجبة» لمجدي دبابي من تونس.

وسيكرم المهرجان، الذي تنظمه الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، مجموعة من السينمائيين الشباب من سورية ضيفة هذه الدورة من خلال عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة وأشرطة للرسوم المتحركة تحت عنوان «أحلام سورية متحركة».