«محفوظات الأفلام» الفرنسية تحتفل بعيدها الأربعين

تضم مائة ألف عمل منها إنتاجات الأخوين لوميير مبتكري العارضة السينمائية عام 1895

TT

تحتفل «محفوظات الفيلم» الفرنسية في الخريف بعيدها الأربعين، وكان أسسها اندريه مالرو في عام 1969 لتتولى حماية نحو مئة ألف عمل من بصمات الزمن في حصن محمي ليلا نهارا، في بوا دارسي في «ايل دو فرانس». وخلال أيام التراث في التاسع عشر والعشرين من سبتمبر (أيلول)، يمكن لهواة السينما والمهتمين أن يجولوا هذا المعلم الذي يمتد على خمسة هكتارات، وان يلمسوا فيلما قديما ويصغوا إلى شرح يتناول مراحل ترميمه المتتالية في المختبر.

وتعد مجموعة المحفوظات التي يطلع عليها باحثون من العالم برمته، إحدى أروع خمس مجموعات موجودة في العالم، ويضم نصفها أفلاما خيالية طويلة أو قصيرة في حين يتألف نصفها الآخر من أفلام وثائقية. توجد فيها الانتاجات الأولى للأخوين لوميير مبتكري العارضة السينمائية في عام 1895 فضلا عن إنتاجات باتيه وغومون ورينيه شاتو واكلير. وتضم المحفوظات أيضا أفلاما أجنبية نادرة جدا كمثل «بكينغ برودواي» أحد أوائل أفلام جون فورد وكان صور في عام 1917. ويتم حفظ الأفلام في 226 حجرة أسمنتية مضادة للحريق تتسع لأربعمائة طن من أفلام النيترات السيلولوز أو الأفلام السريعة الالتهاب التي منعت منذ الخمسينات من القرن المنصرم.

وشرح المسؤول عن الأمن باتريك خفيف، في تصريحات للوكالة الفرنسية للأنباء، «في حال اندلع حريق لن نستطيع إخماده، غير أن حفرة في السقف تسمح بالتخلص من انبعاثات الحريق ويمكن اسمنت الجدران المضادة للحريق أن يقاوم ساعتين».

وتؤوي ثلاثة مستودعات، وهي كناية عن كتل عالية من المعدن الرمادي حيث لا تتجاوز الحرارة اثنتي عشرة درجة مئوية، أفلاما أنجزت على ركائز أحدث.

وولدت المحفوظات من إرادة رسمية في حفظ الإرث السينمائي الفريد، وألحقت بالمركز الوطني للسينما (سي إن إس).

ويشرح مدير الإرث السينمائي بوريس تودوروفيتش لوكالة فرانس برس «إن إمكاناتنا لحفظ الأفلام فريدة في العالم. في الولايات المتحدة يتولى نصراء الفنون أو المؤسسات تمويل هذا النشاط في حين يمول ها هنا من خلال الأموال العامة وذلك بنسبة مئة في المائة».

في سبتمبر (أيلول) من عام 1990، أطلق وزير الثقافة جاك لانغ في حضور السينمائي وصاحب المجموعات الأميركي مارتن سكورسيزي خطة لإنقاذ وترميم الأفلام القديمة. وقد سمحت هذه الخطة بإنقاذ خمسة عشر ألف فيلم من نوع النيترات، أي ما يوازي ثلاثة عشر مليون متر، كانت آنذاك تندثر.

ويتم عرض نحو ألفي فيلم سنويا على الجمهور، بعد أن تنال المهرجانات ومكتبات الأفلام موافقة أصحاب الحقوق.

ويشرح تودوروفيتش أن الأفلام التي تعود إلى السبعينات من القرن العشرين لا تزال تشكل مشكلة بسبب عيوب تؤدي إلى بهتان في الألوان. وأطلقت خلال السنوات الماضية عملية إنجاز مجموعات رقمية، غير أن المشروع يطرح اليوم تحديات أخرى. ذلك أن البطاقات الرقمية التي يكلف حفظها أربع إلى خمس مرات أكثر من الأفلام الكيميائية الضوئية، تتعرض للتلف سريعا.