30 طالبة سعودية يسجلن الاختلافات الثقافية في أميركا

ضمن حلقة دراسية استضافتها كلية بابسون

TT

وصلت 30 طالبة سعودية إلى كلية «بابسون» للبنات في ولاية ماساشوستس، لينتظمن في حلقة دراسية لمدة أسبوعين. وبعد وصولهن مباشرة اندمجن في برنامج لتسجيل الاختلافات الثقافية بين السعودية والولايات المتحدة. وقالت جريدة «بوسطن غلوب» إن أول برنامج كان أن حملت السعوديات كاميرات فيديو، وتجولن وسط مباني الجامعة، وسألن الأميركيات عمّا يعرفن عن السعودية.

وعن ذلك، قالت ماريا مهدالي، من كلية دار الحكمة، وهي أيضا للبنات فقط، في جدة: «لا يعرفن كثيرا. يوجد اختلاف أساسي وهو أنهن لا يعرفننا، ولكن، نعرف نحن كثيرا عن أميركا».

واتفقت معها آلاء الميزن، في الكلية نفسها، وقالت: «تجيء كل واحدة إلى أميركا وهي تعرف موسيقى (هيب هوب)، وتتكلم اللغة الانجليزية، وتلبس موضات أميركية، وتعرف كثيرا عن الثقافة الأميركية. لكن، عندما نسأل الأميركيات عما يعرفن عن السعودية، يقلن: أليست هي البلد الذي فيه نفط كثير؟».

سألت الجريدة عن سبب هذا التناقض.. وأجابت آلاء الميزن بأن السعودية «بلد هادئ ومتواضع. إنه بلد مثل ماسة في مكان خشن ووعر». وأضافت، مهدالي، أنهن على الرغم من ذلك سعيدات وفخورات بالحديث للأميركيات عن ثقافتهن.

وقالت صالحة عابدين، نائبة مديرة دار الحكمة، والتي صحبت الطالبات، أن الغربيين يعتقدون خطأ أن الثقافة السعودية تضطهد المرأة. وأن سبب ذلك هو الإعلام الغربي، وسوء الفهم لحقيقة المرأة السعودية بسبب لباسها التقليدي الذي ترتديه. وأضافت: «هؤلاء الطالبات رائدات وناجحات في وطنهن». يركز البرنامج على تبادل الخبرات في مجال إدارة الأعمال والعمل الاجتماعي، ويموله برنامج شراكة الشرق الأوسط الذي تديره وزارة الخارجية الأميركية، وتشترك فيه، بالإضافة إلى كلية بابسون ودار الحكمة، منظمات عالمية وأميركية، وكلية وليسلي، واحدة من أشهر كليات البنات في أميركا، وقريبة من كلية بابسون.

ومن نشاطات الكلية التي تشترك فيها السعوديات مساعدة الشباب في جدة، تأسيس موقع على الإنترنت لسيدات الأعمال ومراكز للنساء في جدة ومراكز للتعليم الخاص هناك. وقالت مهدالي: «لا توجد عندنا مراكز للشباب، ونحن رائدات في هذا المجال». وعن زيادة دور السعوديات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، أشارت جريدة «بوسطن غلوب» إلى تقرير كانت نشرته، في السنة الماضية، مجلة «تايم» الأميركية قال إن الشريعة الإسلامية تعطي المرأة السعودية حق امتلاك دخلها وميراثها. وإن إيداعات السعوديات في بنوك سعودية وصلت جملتها إلى أحد عشر مليار دولار.

على الجانب الآخر، اشتركت طالبات أميركيات في كلية بابسون في حلقة سابقة من البرنامج عقدت في السعودية. وقالت واحدة منهم، إميلي تافولاريس، إنها ارتدت الحجاب هناك، وإنها لم تشعر بأنه قيد حريتها، كما يعتقد أغلب الأميركيين والأميركيات. وأضافت: «أحسست براحة غريبة. وعندما عدت إلى أميركا بدأت أرتدي إيشاربا حول عنقي».

وقالت جانيل شوبرت، مسؤولة في الكلية قادت وفد الطالبات الأميركيات إلى السعودية: «أحيانا، نتعلم أشياء عن ثقافتنا عن طريق رأي الآخرين فيها». وقالت إن الطالبات الأميركيات والسعوديات المشتركات في البرنامج أسسن موقعا على الإنترنت لتبادل الخبرات والمعلومات.