«مقاتلون من أجل السلام» تفوز بجائزة «أنا ليند» للحوار بين الثقافات

حركة مدنية مشتركة أنشأها فلسطينيون وإسرائيليون

TT

منحت مؤسسة «أنا ليند» الجائزة الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات لعام 2009 لحركة «مقاتلون من أجل السلام» (Combatants for peace)، وهي حركة مدنية مشتركة قام بإنشائها فلسطينيون وإسرائيليون. فيما حصل على المركز الثاني للجائزة «مشروع لمحاكاة التاريخ» (History in Action Project Team)، (كرواتيا وصربيا)، وهي مجموعة مكونة من مؤرخين ومعلمين من البوسنة والهرسك وكرواتيا وصربيا قاموا بتخطي الاختلافات اللغوية والإثنية والدينية وأعدوا مناهج دراسية تقوم بمحاكاة تاريخ موحد للمنطقة. وجاء في المركز الثالث كل من «اللجنة الإسرائيلية ضد هدم المنازل» (إسرائيل) و«الشبكة الإسرائيلية من أجل المرأة» (إسرائيل)، وأخيرا جاء في المركز الرابع «منتدى دائرة الآباء والعائلات» (فلسطين وإسرائيل).

ومن المقرر أن يقام حفل توزيع الجوائز في العاصمة السويدية ستوكهولم في 21 سبتمبر (أيلول) القادم، الذي يوافق اليوم العالمي للسلام، وذلك بحضور أندريه أزولاي، رئيس مؤسسة «أنا ليند»، إلى جانب ممثل عن الحكومة السويدية.

وذكر بيان صادر عن مقر مؤسسة «أنا ليند» بالإسكندرية أن «هذه الجائزة جاءت بمثابة تكريم لحركة (مقاتلون من أجل السلام)، وذلك لعملها من أجل تعزيز حل سلمي وعادل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال الحوار ونبذ العف. فقد تم تأسيس الحركة عام 2005 من قبل فلسطينيين وإسرائيليين، كانوا جزءا نشيطا من دائرة العنف في المنطقة: الإسرائيليون كجنود في الجيش الإسرائيلي، والفلسطينيون كجزء من النضال العنيف من أجل الحرية الفلسطينية. وبعد سنوات حملوا فيها السلاح، ورأى الواحد منهم الآخر فقط من خلال فوهات البنادق، قررت هذه المجموعة وضع السلاح جانبا، والمحاربة معا من أجل السلام».

وعلق كل من المنسق الفلسطيني للحركة رائد الهدار، وأفنير فيشنيتزر المنسق الإسرائيلي، قائلين: «نحن نؤمن أنه فقط من خلال قوة مشتركة نستطيع وضع حد لدائرة العنف وسفك الدماء. لم نعد نعتقد بإمكانية حل الصراع بين الشعبين باستخدام العنف، وعلى ذلك نعلن رفضنا أن نكون جزءا من إراقة الدماء المتبادلة. نحن سنعمل فقط بطرق سلمية من أجل أن يعترف كل طرف بالتطلعات الوطنية للطرف الآخر».

يشار إلى أن حركة «مقاتلون من أجل السلام» لها أنشطة مختلفة يشترك فيها فلسطينيون وإسرائيليون جنبا إلى جنب، وتشمل هذه الأنشطة مساعدة المزارعين الفلسطينيين خلال حصد الزيتون، حيث يصعب الوصول إلى حقولهم بسبب المستوطنات الإسرائيلية أو الوجود العسكري، وإزالة حواجز الطرق التي تفصل بين القرى الفلسطينية، إلى جانب المساعدة في إعادة بناء المنازل المهدمة. وتعتزم الحركة القيام بهذه الأعمال بصورة دورية وذلك من أجل تعزيز الثقة والتضامن بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأنشئت مؤسسة «أنا ليند» عام 2005، وهي مؤسسة مشتركة بين البلدان الـ43 للاتحاد من أجل المتوسط، وتضم شبكة مكونة من أكثر من 2800 منظمة من منظمات المجتمع المدني التي تعمل على التقريب بين الشعوب وتشجيع الحوار بين الثقافات.