أوباما يقضي عطلته الصيفية في مزرعة يملكها عضو في الحزب الجمهوري

بتكلفة 50 ألف دولار في الأسبوع يدفع ثلثها من جيبه الخاص

الرئيس اوباما مع ابنته بجزر هاواي في العطلة الصيفية خلال حملة الرئاسة (ا.ب)
TT

الصيف يكون عادة شحيحا بالأخبار ولهذا يُرمز إليه بـ«الموسم السخيف»، إلا أن الصحافة تجد ضالتها فيه لأنه مليء أيضا بالأحداث التي يسيل لها اللعاب التي تتناول أخبار السياسيين وعطلاتهم الصيفية، أين يقضونها ومن من المشاهير ورجال الأعمال سيدعوهم إلى الفيلات الفاخرة الواقعة على الجزر الخاصة، وهل ستكون التكلفة على حساب خزينة الدولة ودافعي الضرائب، ومَن أصدقاؤهم الذين سيشاركونهم أيامهم الحلوة والحميمة. كما أن اختيار المكان يكون له دلالته السياسية، هل سيقضي الرئيس أو رئيس الوزراء عطلته خارج البلاد، أم أنه سيختار مكانا في بلده لتشجيع السياحة الداخلية؟ كل هذه الأمور لها حساباتها في عالم السياسة.

ومنذ فترة والصحافة الأميركية تطلق التنبؤات حول العطلة الصيفية للرئيس الأميركي باراك أوباما وعائلته. وأخيرا رسا الأمر على أن الرئيس سيقضي أول عطلة صيفية له منذ انتخابه رئيسا في بداية العام الجاري في فيلا يقدر سعرها بـ20 مليون دولار على جزيرة قريبا من ساحل «كيب كود» في جزيرة مارثا فينيارد على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

كما أن المزرعة التي استأجرها الرئيس يملكها عضو في الحزب الجمهوري الخصم السياسي لحزب الرئيس.

وحسب «فينيارد غازيت» المجلة التي تأسست على الجزيرة منذ 1846 اختارت عائلة الرئيس مزرعة «بلو هيرون» في شيلمارك التي جاءت في عام 2007 في المرتبة الأغلى للمدن الأميركية الصغيرة. وتحتوي المزرعة ملاعب لكرة السلة والغولف والمسابح والشواطئ الرملية الخاصة وتكلفة الإقامة فيها قُدرت بـ50 ألف دولار في لأسبوع.

ومع أن تكلفة استئجار المزرعة سيتم تقسيمها على ثلاث جهات، ثلث يدفعه الرئيس من جيبه الخاص، وثلث يتكفل به البيت الأبيض بسبب المساعدين الذي سيرافقونه في الرحلة، والثلث الأخير ستتكفل به الأجهزة الأمنية، وعلى الرغم من أن الرئيس سيشارك في الدفع، فإن خصومه السياسيين (الحزب الجمهوري وأحدهم مالك المكان) سيشنون هجومهم عليه ويتهمونه باستخدام أموال دافعي الضرائب في الشؤون الخاصة، كما حدث عندما رافق زوجته في رحلة على ظهر طائرة مروحية نقلته إلى أحد مطاعم نيويورك.

وتحتوي المزرعة على عدد من غرف النوم وتطل على المحيط ويتبع لها بنايات أخرى ستُستخدم من قِبل طاقمه. وسيصل الرئيس إلى المكان في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس (آب) المقبل. وقد تصل السيدة الأولى زوجته ميشيل إلى الجزيرة مع بنتيها ساشا وماليا، ولكن سيمكثن لفترة قبل وصول الرئيس مع بعض الأصدقاء في الجزيرة. المزرعة يملكها وليام ومولي ديفيندر، من الحزب الجمهوري، وكانا قد اشترياها عام 2005 بمبلغ 20 مليون دولار. وكان وليام ديفيندر قد قدم مبلغا اعتُبر الحد الأقصى لمستوى التبرعات لحملة جون ماكين المنافس الجمهوري على كرسي الرئاسة في الانتخابات الأخيرة ضد أوباما.

وكان يملك المزرعة الراحل أنتوني فيشر صديق الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي قُتل وزوجته في حادث طائرة عام 2003. وتناول الرئيس السابق وزوجته هيلاري كلينتون العشاء مع بعض الأصدقاء في نفس البيت.

أما المكان «كيب كود» فكان يُعتبر المكان المفضل للعديد من الرؤساء الأميركيين ومنهم جون كنيدي. ومن جانب آخر أزعجت مجموعة تتبنى نظرية المؤامرة البيت الأبيض الأميركي بزعمها المتواصل بأن الرئيس باراك أوباما ليس مواطنا أميركيا ومن ثم لا يمكن أن يصبح رئيسا شرعيا للولايات المتحدة.

وظهر لأول مرة هذا الزعم بأن أول رئيس أميركي أسود هو مولود في كينيا لا هاواي خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية لكن هذا الزعم يحصل على فرصة أكبر للنشر في وسائل الإعلام خلال فصل الصيف الذي يوصف بأنه «الفصل الساذج» لأنه الوقت من العام الذي تقل فيه الأنباء والأحداث حيث يكون كثير من الأميركيين في عطلة.

وبدا روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض غاضبا في إفادته الصحافية أول من أمس الاثنين حين سأله أحد الصحافيين: «هل لديك أي شيء تقوله يجعلهم يذهبون لحالهم» في إشارة إلى تلك الجماعة التي تشكك في مسقط رأس الرئيس.

ورد غيبس: «حتى الحمض النووي لن يقنع هؤلاء الذين لا يعتقدون أنه وُلد هنا. لكن عندي أخبارا لهم ولنا جميعا، الرئيس وُلد في هونولولو بهاواي، الولاية الخمسين في أعظم دولة على وجه البسيطة. إنه مواطن».

وأضاف غيبس في تصريحات أوردتها وكالة «رويترز»: »منذ عام ونصف العام طلبت وضع شهادة الميلاد لأوباما على الإنترنت. بالله عليك، عندك شهادة ميلاد ونشرتها على الإنترنت، فماذا بعد ذلك ستكون الرواية؟».

وتُظهِر نسخة من شهادة الميلاد المنشورة على الإنترنت الصادرة من وزارة الصحة في هاواي أن أوباما وُلد في هونولولو الساعة السابعة و24 دقيقة مساء في الرابع من أغسطس آب عام 1961.

وفحصت منظمة «فاكت تشيك» غير الحزبية التابعة لمركز السياسة العامة بجامعة بنسلفانيا شهادة الميلاد الأصلية في مسعى لإنهاء الجدل حول هذه المسألة بلا رجعة. وقالت: «خلصنا إلى أن الشهادة تتوافق مع كل المعايير... لإثبات المواطنة الأميركية. وخلصنا إلى أن أوباما وُلد في الولايات المتحدة الأميركية كما قال دوما».

وأشارت المنظمة إلى أن والدة أوباما الأميركية ووالده الكيني نشرا في صحيفة محلية بهونولولو نبأ مولد ابنهما في عدد 13 أغسطس (آب) عام 1961. وسفّه غيبس من قبل بالمتشككين في مسقط رأس أوباما، وقال أمس إن ما يقولونه هو «مختلق وخيالي وبلا منطق». وأضاف: «هناك 10 آلاف قضية تهم شعب هذا البلد أكثر من مواصلة النقاش حول هل الرئيس مواطن أم لا».

وعلى الرغم من الأدلة الدامغة لم تختفِ هذه القضية من البرامج الحوارية في الإذاعات اليمينية وأخرى تقول إن الشهادة مزورة لإخفاء أن أوباما وُلد في الخارج. ورفضت المحاكم الأميركية عدة طعون في شرعية أوباما كرئيس استنادا إلى هذا الزعم واحتل جنرال أميركي صدر الصفحات حين رفض إرساله إلى أفغانستان على أساس أن الرئيس الأميركي الذي يشغل أيضا منصب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأميركية الذي أصدر هذا الأمر ليس مواطنا أميركيا.