فرساي يرمم تماثيله مواطنون من «جمعية أصدقاء القصر»

المقر السابق لملوك فرنسا في القرنين 17 و18

بعد أشهر عدة فقد تمثال إسكليبيوس لونه الرمادي (أ.ب)
TT

«لا يمكننا ترك الطحالب تغمر تمثال إسكليبيوس»، هكذا يشرح الطبيب فيليب إيرفيه ضاحكا السبب الذي دفعه ليصير راعيا للأعمال الفنية في قصر فرساي.

وتوجه القصر الذي كان مقرا لملوك فرنسا لويس الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وهو ملك الآن للقطاع العام إلى الأفراد منذ عشر سنوات طالبا المساعدة.

فإثر الضرر الناجم عن العاصفة التي ضربت قصر فرساي في عام 1999، دعا القصر الأفراد إلى تبني إحدى أشجار الحديقة من خلال مساهمة قدرها 150 يوروا، وعلى هذا النحو صار لعشرة آلاف شجرة رعاة.

دفع هذا النجاح بالقيمين على هذا القصر بتكرار التجربة عام 2005، مقترحين هذه المرة «تبني» تمثال أو إناء. لقاء مبلغ يتراوح بين ثلاثة آلاف وثلاثين ألف يورو، يساهم المتبرعين في الترميم التام لتحفة فنية يختارونها من بين ثلاثين قطعة.

كان بديهيا بالنسبة إلى الطبيب إيرفيه اختيار تمثال إسكليبيوس. يقول في هذا الصدد كما ذكرت الوكالة الفرنسية: «لأنه إله الطب اخترته تلقائيا»! وإيرفيه عاشق للتاريخ «لا سيما التاريخ القديم»، وهذه المرة الأولى التي يقدم فيها على رعاية أحد الأعمال الفنية.

وبعد أشهر عدة فقد تمثال إسكليبيوس لونه الرمادي وعاد ليلفت الأنظار وسط محيط مدرج «غران تريانون» الأخضر. ويعلق إيرفيه: «إنه رائع»، ويتابع: «يبدو فخورا ويملك نظرة ذكية. يعجبني حقا».

بيد أن سكان منطقة إيفلين ليسوا المستثمرين الوحيدين في إرث قصر فرساي الفني، فقد شارك دانيال وجاك من جنوب فرنسا «غير المعتادين على ارتياد حديقة قصر فرساي» في ترميم ثلاثة أعمال، ويستعدان لاختيار عمل فني رابع.

وقد أغرتهما أرتميس عام 2006 «بسبب قصتها التي جعلتنا نتوقف عندها»، كما تقول دانيال. وتتابع السيدة المتقاعدة: «بقيت أرتميس مغرمة بزوجها كما هي حالي مع زوجي على الرغم من مرور الزمن»! وأضافت: «إنها ترمز إلى الإخلاص والحب...». وأوضحت دانيال أن دعم الأعمال الفنية في فرساي هو بالنسبة إليهما «حلم إلى حد ما». أما المبلغ الذي خصصاه لهذا المشروع فيوازي «رحلة بحرية أحجمنا عنها»، وتابعت أن ذلك في النهاية خيار «شخصي».

وإلى ذلك قالت محامية تعمل في باريس تُدعى كاترين بوسوخو قامت بـ«رعاية» تمثال أبولون إن عملية تبني الأعمال الفنية المقترحة في فرساي «تناسب كل الميزانيات». تمكن أولئك الذين لا يملكون الإمكانات المادية أو لا يرغبون في المشاركة بعملية ترميم كامل لتحفة فنية، من المساهمة بشكل متواضع في المشروع من خلال دفع مبلغ أقله 150 يوروا إلى «جمعية أصدقاء فرساي» التي تساهم في تمويل ترميم مجموعة من التماثيل.

وتفيد كل هبة من تخفيض ضريبي بنسبة 66 في المائة. وتعلق المحامية: «ينبغي لي دفع الضرائب لكني بت على الأقل أعلم أين تصب»! وبسبب هبة المحامية استعاد إله الحب تألقه قرب حوض المرآة بعدما فقد في السنوات المنصرمة بنصر يده اليسرى وجزءا من ردائه. ووضعت عند قدمَي التمثال لوحة تشير إلى اسم الراعية. وأضافت: «هذه بادرة تقدير». وسمح تكرار هذه الحملة سنويا منذ عام 2005 التي سُميت «تبنّوا تمثالا» بجمع مليونَي يورو وترميم 86 إناء وتمثالا.

وفي يوليو (تموز) عرض قصر فرساي مشروع ترميم 170 مقعدا، وتجاوب عشرات الأشخاص مع هذه الدعوة.