المصورة آني ليبوفيتز تعاني من مشكلات مالية كبيرة

حقق كتابها الأخير «في العمل» أعلى مبيعات.. وتتقاضى راتبا من 7 أرقام

دخلت ليبوفيتز أخيرا في نشاط إعلاني وقامت بتصوير كيث ريتشاردز وصوفيا فرانسيس فورد كوبولا ومجموعة من رواد الفضاء السابقين لإعلانات لويس فويتون (نيويورك تايمز)
TT

لو كان المال والشهرة هما مقياسا النجاح، لكانت المصورة آني ليبوفيتز واحدة من أكثر المصورين نجاحا في التاريخ، حيث تحصل على راتب مكون من سبعة أرقام من «فانيتي فير»، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الدولارات يوميا من عملاء إعلانات مثل «لويس فويتون». وحقق كتابها الأخير «في العمل» أعلى مبيعات، وطاف معرض صورها الكلاسيكية العالم على مدى عامين، وكان من بين الصور واحدة للممثلة ديمي موور وهي عارية وحامل، وميخائيل باريشنيكوف وهو على الشاطئ.

ولكن، في 29 يوليو (تموز)، رُفعت دعوى قضائية ضد ليبوفيتز أمام المحكمة العليا بالولاية لعدم ردها أموالا، كانت حصلت عليها كقرض من شركة، تبلغ 24 مليون دولار. وتطلب الشركة أن تتمكن من منازل ليبوفيتز لتبيعها وتحصل على قيمة الدين. وحصلت ليبوفيتز على القرض العام الماضي، مع ضمان عقارات لها في غرين ويتش فيلدج ورينبك بنيويورك، وضمان الصور السلبية الخاصة بها، والحق في الصور التي تلتقطها. وتزعم الشركة المقرضة «آرت كابيتال غروب» أن ليبوفيتز متأخرة في دفع مئات الآلاف من الدولارات في صورة رسوم ذات صلة بالقروض.

ورفضت المصورة، التي تبلغ من العمر 59 عاما، التعليق على ذلك. ويقول أصدقاء وزملاء لها إنه على الرغم من النجاحات التي تحققها ليبوفيتز، فإن لها باعا طويلا في إجراء صفقات مالية لا تتوخى فيها الحذر. وتظهر السجلات العامة أنه خلال العامين الماضيين واجهت ليبوفيتز حقوقا بالحجز على ممتلكاتها للحصول على ضرائب تبلغ قيمتها 1.4 مليون دولار، كما رُفعت ضدها دعوتان قضائيتان بزعم أنها لم تدفع فواتير تبلغ قيمتها أكثر من 70000 دولار لخدمات تصوير.

ويقول غرايدون كارتر، محرر «فانيتي فير»: «العقل الذي يلتقط هذه الصورة الرائعة ليس بالضرورة قادرا على إدارة الأموال بكفاءة».

ويقول أصدقاء قريبون منها إن الكثير من المواقف الشخصية جعلت من حياة ليبوفيتز المعقدة أكثر صعوبة، فخلال الأعوام الخمسة الماضية فقدت ليبوفيتز أباها وأمها وصديقتها سوزان سونتاغ، ووضعت طفلين توأمين، وأشرفت على عملية ترميم مكلفة، ومثيرة للجدل، لثلاث عقارات في غرين ويتش فيلدج.

ويقول تشارلي سكيبس، المدير السابق لأرشيف الصور بـ«كوندا ناست»، الذي ساعد ليبوفيتز على عقد صفقة العام الماضي مع دار مزادات لتبيع مطبوعات من صورها، إنه عندما تحدث إليها مؤخرا، قالت له: «في الواقع، أشعر بمعاناة شديدة، فلدي ثلاثة أطفال، وفقدت زوجي، ولدي الكثير من العمل.. إنها فوضى».

ووجه ماتثيو هيلتزيك، وهو متحدث باسم ليبوفيتز، أصابع الاتهام إلى «آرت كابيتال غروب»، وهي شركة في نيويورك لديها تاريخ طويل في رفع دعاوى قضائية على خلفية قروض تقدمها إلى فنانين، وتجار، ومقتني الأعمال الفنية، ويحصلون على هذه القروض بضمان الأعمال الفنية الخاصة بهم. ويقول هيلتزيك: «تعاني آني نفس مصير عدد كبير من الناس يتعاملون مع (آرت كابيتال)».

ويتم تشبيه الشركة، التي تقع مكاتبها في مبنى سابق لـ«سوثبيز» على شارع ماديسون، بمتجر كبير للرهانات. وقد قامت الشركة برفع دعاوى قضائية، ورُفعت ضدها دعاوى قضائية من قبل عدد من العملاء والشركات، ومنهم جوليان سكنابل، ومحامون وموظفون كانوا يعملون لديها.

ولكن من المفترض أن ذلك كان معروفا لليبوفيتز قبل أن تتوجه إلى «آرب كابيتال» في عام 2008 للحصول على خط ائتمان قيمته 22 مليون دولار، الذي ارتفع بعد ذلك إلى أكثر من 24 مليون دولار. وحُدد موعد لسداد المبلغ بالكامل، بالإضافة إلى الرسوم والفوائد، أقصاه الثامن من سبتمبر (أيلول)، حسب ما ذكر في الدعوى القضائية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو، ما السبب الذي جعلها تحتاج إلى هذا المبلغ الكبير. ويقول هيلتزيك إنها رفضت التعليق على ذلك.

ويوافق الأصدقاء والزملاء على أن الولع بالأشياء ليس هو السبب في المشكلات المالية التي تعاني منها ليبوفيتز. وعلى الرغم من أنها معروفة بالإنفاق الكبير خلال عملها، فإن أصحاب العمل هم من يدفعون ما تنفقه على العمل. وتقول تينا براون، التي كانت تحرر «فانيتي فير» في الفترة من 1984 حتى 1992: «لا تنفق آني كثيرا على نفسها، وهي تقضي وقتا طويلا مع أطفالها، ولا تقضي وقتا طويلا في الحفلات».

ويشار إلى أن ليبوفيتز بدأت العمل في «فانيتي فير» بعد أن كانت تعمل في مجلة «رولينغ ستون».

وفي فيلم وثائقي عن ليبوفيتز أخرجته أختها باربارا ليبوفيتز، ويحمل عنوان «الحياة من خلال عدسة»، قال جان وينر، مؤسس «رولينغ ستون» إنه رأى أن انتقالها إلى «فانيتي فير» في عام 1983 كان شيئا جيدا بالنسبة لها، لأنها كانت في «ذروة تعاطيها للمخدرات، وكانت تتصرف بلا إحساس بالمسؤولية، وتترك السيارات المستأجرة في أي مكان، ولا تعيد الأشياء في وقتها».

وعلى مدار الأعوام التي قضتها في «فانيتي فير» أصبحت صورها أكثر تعقيدا وأغلى ثمنا، وغالبا ما تكون بها تفاصيل مثل لقطات فيلم. وقالت جين ساركين، محررة التحقيقات في «فانيتي فير»، في الفيلم الوثائقي: «بمرور الأشهر، أصبحت كل صورة أكثر تعقيدا نوعا ما، وأصبحت طلباتها أكثر.. نار، وأمطار، وسيارات، وطائرات، وحيوانات سيرك.. كانت تحصل على ما كانت تريد».

وعندما أصبحت ليبوفيتز أكثر شهرة ونجاحا، عملت لدى «أميركا إكسبريس»، و«غاب»، و«ذي ميلك بورد» في حملات إعلانية بارزة، وأصبحت حياتها العملية والشخصية أكثر تعقيدا.

وفي هذه الأثناء، كانت تدير استوديو في مرأب سيارات، كانت تمتلكه في تشيلسي، حيث قامت بعمل الكثير من الصور. وقال زميل عمل قريب منها، طلب عدم ذكر اسمه للحفاظ على العلاقة المهنية، إن ليبوفيتز كانت تتعامل بكسل فيما يتعلق بحفظ سجلات نفقات الاستوديو ليدفعها العميل. وفي كتاب عام 2008، تحدثت ليبوفيتز عن استوديو تشيلسي وقالت: «لدينا الكثير من المعدات، وكانت تخرج أشياء من السيطرة».

وأنجبت ليبوفيتز طفلتها الأولى سارة كاميرون ليبوفيتز في عام 2001. وفي الوقت نفسه تقريبا بدأ والدها صامويل ليبوفيتز يعاني من المرض، وكانت سونتاغ تعاني من ظهور السرطان. ويقول زملاء العمل إن ليبوفيتز لم تبخل بما كانت تحصل عليه من صور المجلة، وكانت تدفع مقابل الحصول على أسرّة في المستشفيات كي ترى والدها وسونتاغ.

وفي عام 2005، وبعد مرور 37 يوما على وفاة سونتاغ، قضى والدها نحبه. وبعد مرور ثلاثة أشهر وفي 12 مايو (أيار)، وضعت ليبوفيتز طفلين توأمين. وتظهر ليبوفيتز في الفيلم الوثائقي تبكي وهي تحمل صور سونتاغ.

وهناك توقعات في المدونات، وفي المقالات الإخبارية، تقول إن المشكلات المالية التي تعاني منها ليبوفيتز كانت بسبب أن سونتاغ تركت لها ميراثا كبيرا وضرائب كبيرة مستحقة.

ولكن، يقول السيد ريف، منفذ وصية أمه، إن جميع ما حصلت عليه ليبوفيتز من سونتاغ كان عبارة عن أشياء رقيقة.

وفي هذه الأثناء، كانت تنفق ليبوفيتز على العقارات، حيث كانت قد اشترت منزلين عام 2002 في ويست 11 ستريت مقابل 4.15 مليون دولار. وخلال عمليات الترميم، رفع جار لها دعوى قضائية ضدها بسبب حائط تهدم، وسحب الجار الدعوى عندما اشترت ليبوفيتز منزله، الثالث لها، مقابل 1.87 مليون دولار. وتعيش المصورة وتعمل في منزلين، وتؤجر المنزل الثالث. ودخلت ليبوفيتز مؤخرا في نشاط إعلاني وقامت بتصوير كيث ريتشاردز وصوفيا فرانسيس فورد كوبولا، ومجموعة من رواد الفضاء السابقين لإعلانات لويس فويتون.

ولم تكن الصفقة التي عقدت مع دار «فيليبس دو بوري» للمزادات لبيع حقائب بها بعض صورها مقابل 33000 دولار، كما هو متوقع، وربما كان سبب ذلك هو أن عملية البيع الأولى حدثت في أكتوبر (تشرين الأول) 2008 في وقت تداعي سوق الأعمال الفنية.

وينقسم أصدقاء وزملاء ليبوفيتز إلى فريقين بخصوص كيفية الخروج من هذه الورطة المالية التي تواجه المصورة الشهيرة. ويفترض البعض أن موهبتها وقدرتها على الكسب سوف تنقذها. ويقول السيد كارتر: «لو كان لأي شخص القدرة على التخلص من هذه الديون عن طريق العمل، فلديها الطاقة والفرصة، حيث إن لديها قدرة غير محدودة على العمل».

ولكن، يقول آخرون إن على ليبوفيتز أن تعيد النظر في نهجها وعاداتها المرتبطة بالإنفاق. ويقول غيرولد مونديز، الذي قدم استشارات لأشخاص بارزين مرتبطة بالديون، وهو لا يعرف ليبوفيتز: «لا تحمي الشهرة أو الموهبة الاستثنائية الفرد من مشكلات الديون».

وفي دعواها القضائية، تزعم مجموعة «آرت كابيتال» أن ليبوفيتز كانت تعرف أنها ستضطر لبيع منازلها وملكيتها الفكرية كلية، أو بصورة جزئية، من أجل دفع دينها البالغ 24 مليون دولار. وتريد المجموعة بدء عمليات البيع قبل الموعد النهائي المحدد لليبوفيتز في 8 سبتمبر (أيلول) للحصول على المبلغ كاملا.

وفي الواقع، يبدو أن «آرت كابيتال» ظلت تسوق الحق في صور ليبوفيتز على مدى عدة أشهر. وفي دعوى قضائية منفصلة رفعتها المجموعة أمام محكمة عليا بالولاية خلال أبريل (نيسان)، اتهمت المجموعة وكالة الصور «غيتي إميجز» بالتراجع بعد بدء محادثات معها بخصوص أعمال ليبوفيتز.

وتقول الدعوى إن مجموعة «آرب كابيتال» أجرت محادثات مع «غيتي» بخصوص بيع أرشيف ليبوفيتز، وقالت إن قيمته تبلغ أكثر من 50 مليون دولار. وتزعم «آرت كابيتال» أنها عرضت أيضا على «غيتي» فرصة كي توظف ليبوفيتز لتعمل في تكليفات حرة. وتتهم الدعوى القضائية «غيتي» بأنها ذهبت مباشرة إلى ليبوفيتز ووقعت معها عقدها بلغت قيمته 1.1 مليون دولار لالتقاط ثماني صور على مدى عامين. وتقول «آرت كابيتال» إن توقيع «غيتي» صفقة مع ليبوفيتز جعل من الصعب عليها بيع أرشيفها.

وفي 31 يوليو (تموز)، رفض القاضي إميلي جان غوودمان طلب «آرت كابيتال» تقديم إنذار قضائي مبدئي ضد العقد بين ليبوفيتز و«غيتي». ورفض القاضي أجزاء من الدعوى القضائية، ولكنه قال إن بنودا أخرى سوف يتم اتخاذ قرار بشأنها في وقت لاحق.

وحتى الوقت الحالي، تصون ليبوفيتز الحق في إعادة إنتاج صورها. وإذا فقدت السيطرة على أرشيفها فإن صورها الشهيرة لووبي غولدبرغ، وجاك نيكولسون، ومن على شاكلتهما يمكن أن نجدها على بطاقات بريدية في ميدان تايمز.

* خدمة «نيويورك تايمز»