السعودية: أركان لرعاية الأطفال في المولات حتى انتهاء ذويهم من التسوق

الخدمة بدأت في أسواق جدة.. وعملت أسواق في الرياض على نقلها

مساحات للعب والتعليم داخل المراكز التجارية («الشرق الأوسط»)
TT

«القلعة الصغيرة» و«حضانة السوق» و«الروضة المسائية»، مسميات لأماكن انتشرت أخيرا في جدة للعناية بالأطفال داخل المراكز التجارية، تقوم باستقبال الأطفال لفترة زمنية محددة وحتى انتهاء تسوق ذويهم.

والمكان عبارة عن عدة أركان مقسمة إلى مجموعة غرف صغيرة، ولكل غرفة ديكور خاص ولبس مميز وإيحاءات خاصة بها تجعل الطفل يعيش عالمه الخاص، وجميع هذه الأركان تعليمية، وتكتشف وتنمي مواهب الطفل الداخلية، كما أن هناك أماكن مخصصة للأولاد وأماكن مخصصة للبنات، وهناك غرف مشتركة بينهم، وبعد أن ينتهي الطفل من اللعب في الأركان هناك ساحة خارجية يقوم الأطفال فيها بالاشتراك في عمل نشاط جماعي أو مشاهدة فيلم كارتوني أو قراءة قصة، وهي تعتبر مساحة حرة للحركة.

تقول مها الهويش، صاحبة فكرة الروضات المسائية، وهي معلمة رياض أطفال سابقة صاحبة خبرة في هذا المجال «التعليم بالترفيه» في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «كنت ألاحظ أثناء عملي كمعلمة أن الأطفال يستمتعون بهذا النوع من التعليم، ففكرت في مشروع خاص للأطفال ينمي مواهبهم وفيه نوع من التغيير بدلا من الألعاب الترفيهية التي لا تفيد الأطفال وتضيع وقتهم، خاصة أن الأطفال يذهبون للمراكز التجارية المكيفة والتي بها ألعاب بشكل دائم مع ذويهم، ففكرت في استغلال هذا الوقت لتعليمهم، ولكن بشكل مفيد ولله الحمد المشروع نجح، ووجدت إقبالا كبيرا من الأهل والأطفال عليه».

وتضيف أن «وجود مثل هذه الأماكن له فائدة كبيرة في استقطاب متسوقين يستطيعون قضاء حاجياتهم دون إزعاج من أطفالهم».

وتؤكد «أصبحت الكثير من العائلات تذهب للمراكز التي تحتوي على مثل هذه الأماكن ليتسوقوا بهدوء، وهناك بعض الأهالي يضعون أبناءهم لدينا ويذهبون لأماكن خارج المركز التجاري».

وتبين «كما أنه من الجميل جدا أننا نتعايش مع جميع الأطفال داخل هذا المكان ولا نشعر بأي تعب، فتأتينا حالات لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ونقوم بمشاركتهم اللعب وتعليمهم مهارات كثيرة خلال هذه الفترة البسيطة، ومنذ فترة استقبلنا طفلا مقعدا وجلس معنا وشاركناه فرحته، حيث احتفل بنجاحه مع إخوته وأصدقائه هنا خلال فترة تسوق عائلته في المركز، واستقبلنا طفلا توحديا، وغير ذلك. كما أننا قمنا بعمل أعياد ميلاد لعدد من الأطفال».

وتعلق على ذلك أم ناصر، وهي والدة أحد الأطفال، بقولها «إنها فكرة جيدة جعلتنا نستمتع بالتسوق ونطمئن على وضع أبنائنا في هذه الأماكن، خاصة أنها مغلقة ولا يستطيعون الخروج منها حتى عودتنا واستلامهم».

من جهته يقول لـ«الشرق الأوسط» أحمد مجلد، مدير تسويق «الروشان مول»: «نحن نسعى دائما إلى توفير الراحة للمتسوقين، حيث إن ما يهمنا هو أن يقضي المتسوق أكبر وقت لدينا داخل المركز، لذا وحتى لا يقوم الأطفال بإزعاج ذويهم خلال تسوقهم قمنا بتوفير أماكن مخصصة للاهتمام بهم وتسليتهم طوال هذه الفترة، ووجود مثل هذه الأماكن داخل المراكز التجارية وسيلة جيدة لجلب المتسوقين وجعلهم يقضون وقتا أفضل داخلها».

في حين يعلق إبراهيم العويد، مدير مركز «غرناطة» بالرياض لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الفكرة موجودة لدينا، وفي إطار التنفيذ حال وجدنا من ينفذها بشكل صحيح، فهناك تنسيق مع المسؤولين بالمركز لمعرفة كيفية البدء في تنفيذها، نظرا لما لاحظناه من إقبال كبير على المراكز التي توفر مثل هذه الخدمة، وهي فكرة جيدة وتخدم المركز من حيث جذب المتسوقين وتشجيعهم على البقاء داخله لفترة أطول وهم مطمئنون على أبنائهم».

وأضاف «كنا قد لاحظنا وجود هذه الخدمة بكثرة في المراكز التجارية بجدة، ونحن نحاول الآن أن نوفرها في مركز (غرناطة) بالرياض، لأن راحة المتسوقين تهمنا بالدرجة الأولى، ومتعة الأطفال هي هدفنا، فالفكرة موجودة بالتأكيد وستنفذ في حال وجدنا من يقوم بها بالشكل الصحيح».

فاطمة فداء، إحدى العاملات بالمجال نفسه، وتمتلك ثلاثة أماكن في ثلاثة مراكز تجارية مختلفة، لديها فكرة خاصة تقوم على أساس استئجار مساحة مفتوحة في أحد المراكز التجارية وتخصيصها لتسلية الأطفال لساعات معينة، ولكن تقوم على أساس ماهية الأعمال التي سيقوم بها الطفل، ولكل ركن سعر خاص، هناك ركن بعشرة ريالات، وأكثرها عشرون ريالا. وتضيف أن «أسعارنا مناسبة جدا حتى يتسنى للطفل أن يلعب بأكثر من ركن، وبعد أن ينتهي الطفل من عمله قمنا بوضع شاشة تلفزيونية ليشاهد الأطفال بعض الأفلام الكارتونية أثناء انتظار ذويهم». يشار إلى أن المراكز التجارية (المولات) في السعودية تشهد ازديادا هائلا في عددها، حيث بلغت ما يقارب 3000 مركز تجاري، جمعيها قائمة وفق مفهوم التسوق الحديث، حيث صاحبها تطور في مجال تقديم الخدمات لجذب المتسوقين، ويعد احتواء الأطفال خلال تسوق ذويهم آخر هذه الخدمات.