العراق: العرسان الجدد يلوذون بالفنادق هربا من الحر وانقطاع الكهرباء

عريس لـ «الشرق الأوسط» : إما إنفاق ألف دولار أو تحمل درجات حرارة مرتفعة

عروسان يدخلان فندقا ببغداد، فيما يقف رجل أمن عند المدخل (أ.ف.ب)
TT

أجرى عمار قاسم (22 عاما)، الذي قرر الزواج مؤخرا، مقارنة بسيطة بين إقامة حفل الزفاف في بيته وتحمل أول ليلة في حياته الجديدة مع شريكة حياته من دون كهرباء وفي درجة حرارة تفوق الـ43 درجة مئوية، أو هدر مبلغ 1000 دولار لتأجير سيارة الزفاف وأجرة ليلتين في فندق (درجة أولى)، ومصاريف أخرى سيجبر عليها، مثل الخروج لمطعم، والتنقل داخل بغداد وغيرها.

ويقول عمار: «قررت الاستغناء عن شراء جهاز تلفزيون لغرفة النوم، والاقتراض من أحد الأقارب مقابل التنعم بجو مكيف، ولو لليلتين فقط، ولن أكرر هذا مرة ثانية»، مؤكدا أن «هذا الأمر فكر فيه الكثير من المتزوجين فليس أمامهم حل آخر».

الهروب من الحر والكهرباء أنعش قطاع الفنادق السياحية مؤخرا في بغداد، وبعض المناطق الأخرى، فأصحاب الفنادق عمدوا إلى الاهتمام بمكيفات الهواء لفنادقهم، حتى أكثر من الاهتمام بالخدمات الأخرى.

المسؤول في وزارة السياحة والآثار العراقية، عبد الزهرة الطلقاني، أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «فنادق الدرجة الأولى في بغداد وحدها استقبلت أكثر من 600 موكب زفاف خلال الشهر الماضي، وإذا احتسبنا حفلات الزفاف الأخرى في بقية المحافظات سنجد أن الأعداد ستتضاعف لخمس أو ست مرات».

ويقول الطلقاني إن «سبب هذا الإقبال على الفنادق يعود لموجة الحر غير الطبيعية التي شهدها الشهر الماضي، وأيضا انقطاع التيار الكهربائي، والعامل الأهم هو التحسن الأمني، فكان المواطنون يخشون إقامة حفلات الزفاف خارج بيوتهم خوفا من الأوضاع غير مستقرة».

وأكد الطلقاني أن «مثل هذه المظاهر المفرحة فقدتها العاصمة بغداد منذ سنين طويلة، وعادت الأفراح شيئا فشيئا للمدينة بعد الدمار الذي لحق بها سابقا، ونحن كوزارة نشجع مثل هذه المبادرات الإيجابية التي تبعث على الاطمئنان في نفوس العراقيين».

من جهة أخرى أوضح المسؤول في وزارة السياحة، نقلا عن مدير هيئة الفنادق، أن «فنادق الدرجة الأولى بدأت مؤخرا باستقبال المجاميع السياحية الأجنبية، وهذه بوادر عافية للقطاع السياحي، وكذلك استقبال الندوات والورش والمؤتمرات».

وذكر أن «فندق المنصور شهد ارتفاعا في حجم العمل بلغ أكثر من 56%، بينما لم يتعدَ التحسن العام الماضي 20%، ويتوقع مدير الفندق ارتفاع العمل إلى 90% نهاية العام الحالي، والنسب أقل في فندقي فلسطين (ميريديان) و(الشيراتون)»، وأضاف أن «عودة مرافق سياحية للحياة أمر إيجابي وسيساعدهم على تخصيص جزء من العوائد لتحسين وتأهيل الفنادق أو إقامة أخرى، كما تتبنى الوزارة مثل هذه المشاريع».

وأكد الطلقاني أن وزير السياحة وقع مؤخرا اتفاقية مع شركة أسترالية بشأن إنشاء منتجعات سياحية في بغداد، وفنادق درجة أولى عرضت سابقا للاستثمار، ونقل عن الوزير اقتراحه الاستفادة من قانون الاستثمار العراقي الجديد الذي يضم تسهيلات كثيرة للمستثمر الأجنبي. وقال إن القروض فتحت أمام المستثمرين من مصارف عراقية، ناهيك عن تسهيل حركة انتقال رؤوس الأموال.

وقال الطلقاني إن «فرص الاستثمار الحالية أفضل من القادمة لأنها تقل شيئا فشيئا أمام المتأخرين في الدخول للعراق والاستثمار فيه»، وأضاف بأنه أوعز إلى جميع المحافظات بتخصيص أراض بمواقع جيدة لغرض استثمارها في القطاع السياحي وإعطائها للمستثمرين.