الفراعنة حرصوا على توثيق عقود الزواج ضمانا لحقوق المرأة

ندوة في هيئة الكتاب المصرية تكشف حقائق اجتماعية مدهشة

أوان كانت تستخدمها المرأة الفرعونية في مطبخها («الشرق الأوسط»)
TT

حقائق اجتماعية بالغة الدهشة حول المكانة المتميزة التي احتلتها المرأة في الحضارة الفرعونية، كشفت عنها ندوة علمية بالقاهرة، حيث أكد خبراء ومختصون في علم المصريات أن وثائق الزواج لم تظهر إلا في العصر الفرعوني، وأن الزوج كان يدفع للفتاة عند زواجها «مهرا»، ويتم تسجيله في عقد الزواج، وأن أي مساهمات مالية أخرى كان يتم تسجيلها في العقد الذي يتم تحريره لضمان حقوق المرأة.

ولفت المشاركون في ندوة الهيئة المصرية العامة للكتاب الأسبوعية إلى أن والد العروس كان يتسلم «المهر»، وأنه كان يتم تسجيل الأثاث وكل ما هو قيم في قائمة المنقولات للعروس، وعندما تطلبه المرأة كان يجب على الزوج أن يعطيه لها أو ما يقابله من أموال.

وأوضح المشاركون أن المرأة كان لها الحق في طلب الطلاق وأن تأخذ «المهر» وأملاكها، وإذا طلب الزوج الطلاق تأخذ «مهرها» وممتلكاتها وثلث الكسب المادي المشترك بينهما، وأنه كان يتم تزويج الفتاة في سن 14 سنة والفتى في سن 20 سنة.

وأشار حضور الندوة إلى أنه على الرغم من أن المعتقدات الفرعونية لم تكن تحكم الزواج، إلا أن المصري القديم كان يفضل أن يكون الزواج في إطار شرعي معلن، وكان يفضل الزواج من نفس محيط الأسرة لكي تشاركه في العمل، وأن الأب كان يزوج ابنته من يعمل بنفس مهنته.

ومن جانبه تناول د.أحمد مرسى، أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة، التواصل في المأثورات والأمثال الشعبية، وما يجمع النقيضين الحياة أو الموت وقال: إن الإنسان هو حصيلة تراكم ثقافي وتاريخي يترسب في ذهنه ويخرج عندما تدعو الحاجة لذلك. واصفا الإنسان المصري بأنه ظل محافظا على عاداته وتقاليده، «وأن أمثال المصري القديم تشابهها أمثال أخرى استخدمتها شعوب كثيرة بدول العالم، وفق ما هو متناظر بين المثلين «خذوا فالكم من عيالكم» وفى بلاد أخرى «خذوا الحكمة من أطفالكم»». وذكرت الدراسات أن المرأة الفرعونية كانت زوجة مثالية وربة منزل من الطراز الأول، وكانت تقضي معظم وقتها في المنزل، لتعد لزوجها الطعام المفضل له، حتى لو كان لديها خدم.

وقال الأثري عبد المنعم عبد العظيم، في دراسة له إن المرأة الفرعونية كانت زوجة مثالية وربة منزل من الطراز الأول، وكانت تقضي معظم وقتها في المنزل، لتعد لزوجها الطعام المفضل له، حتى لو كان لديها خدم.

واستند عبد العظيم في دراسته للنقوش التي تم العثور عليها بجدران المقابر الفرعونية، وتبين مناظر عليها نساء ينزعن ريش البط والإوز ويقمن بتنظيفها، ووضعها في أسياخ، ومناظر أخرى لطاهية تمسك في يدها بطة تقوم بشيها على نار الفحم، وتحمي بيدها الأخرى وجهها من النار. وأوضحت الدراسة أن المرأة الفرعونية كان لها إعجاب شديد بنبات الخس، حيث كانت تقشره وتنقعه في الماء، وتضيف عليه زيت الزيتون كمقو ومنشط.

وأكدت الدراسة أن الزوجة الفرعونية عرفت الشوك والسكاكين والملاعق المصنوعة من العاج، واستخدمت أنابيب رفيعة من أمعاء الحيوانات لتناول الحساء. كما عرفت المصفاة والصواني والأكواب النحاسية.

وذكرت الدراسة أن المطبخ الفرعوني كان عادة يقع في الجزء الخلفي من المنزل، حتى لا تؤثر رائحة الطعام في حجرات المنزل، وكان النساء يضعن فيه الكثير من نباتات الزينة، كما كن يحرصن على وضع بعض التماثيل للعقارب والثعابين اعتقادا منهن بأنها تطرد الأرواح الشريرة. كما عرفت المرأة الفرعونية من الفواكه الدوم والجميز والخروب. وأكد الباحث أن المصريين القدماء استوردوا البلح من العراق، ثم زرعوه بمصر، إلى أن أصبح فاكهة محلية في عصر الملك «رمسيس الثاني».