تونس: حملة ترويجية للزي التقليدي

شعارها «اللباس رمز الهوية»

أحد الأزياء التونسية الفائزة بجوائز في مسابقات الخمسة الذهبية («الشرق الأوسط»)
TT

«اللباس رمز الهوية» هو الشعار الذي اتخذه الديوان الوطني للصناعات التقليدية في تونس لترويج اللباس التقليدي التونسي في صفوف الجالية التونسية العائدة من الخارج والسياح الأجانب، معتبرا أن الإقبال على اللباس وارتداءه يجسم الشخصية التونسية في بلدان الإقامة بالخارج. ويفسر الديوان هذه الحملة الترويجية الثانية للباس التقليدي بالإقبال الملحوظ للتونسيين على اللباس التقليدي خلال فصل الصيف وبمناسبة حفلات الزواج والمناسبات المتعددة التي تعرفها العائلة التونسية، والحركية الكبيرة التي تعرفها مختلف المناطق السياحية خلال هذه الأشهر الصيفية.

وتشهد هذه الحملة الترويجية مشاركة أكثر من 250 حرفيا موزعين على مختلف ولايات (محافظات) البلاد، في حين أن قائمة الملابس التقليدية التي تعمل مختلف الأطراف المنظمة لهذه الحملة على التعريف بها تضم الشاشية والجبة والبرنس والبلغة والفرملة والمنتان والبشمار والقفطان والجبة النسائية وكذلك المطرزات. ويشارك في الحملة عدد من مصممي الأزياء المختصين في اللباس التقليدي والمتحصلين على جوائز مسابقة الخمسة الذهبية التي ينظمها ديوان الصناعات التقليدية يوم 16 مارس (آذار) من كل سنة. وتعمل الجهات المنظمة للحملة على التعريف بخصوصيات اللباس التقليدي التونسي وإبراز ضوابط ارتداء اللباس التقليدي وأسرار ارتدائه في مختلف المناسبات. وفي هذا الصدد قال فتحي البوغانمي رئيس المركز القطاعي للتكوين في الاكساء بمنوبة (ضواحي العاصمة التونسية) إن المركز فاز خلال هذه السنة بالجائزة الأولى لمسابقة الخمسة الذهبية، وقد اعتمدت التصاميم المرشحة للجائزة على مجموعة من الألوان الزاهية التي لم تعد تصادفنا كثيرا في ملابس النساء ـ وهي أزياء محلية مستوحاة من «القمجة» والفرملة من اللباس التقليدي القادم إلينا من لباس منطقة رفراف (ولاية بنزرت الواقعة على بعد 60 كلم شمال العاصمة).

وقالت منى الكعلي (مصممة أزياء) إن مساهمتها كانت على مستوى الابتكار، حيث إأن الألوان الزاهية ربطت بين الموضة والأصالة وقد جذبت الانتباه بميلها إلى البساطة وقابليتها للاستعمال اليومي، فاختلفت الألوان بين الوردي والأخضر والأزرق وهي ألوان لها مميزاتها التي لا تضاهى وتتماشى بالخصوص مع المناسبات العائلية. أما رجاء الديماسي (مصممة أزياء)، فقد أكدت على طابع الجرأة في استعمال الألوان، إذ أن الملابس النسائية المعتمدة على الأخضر والوردي والبنفسجي تتطلب الكثير من الذوق حتى لا تكون منفرة للناظرين، ولعل تلك الألوان الزاهية هي التي تجلب اليوم انتباه التونسيين لهذه الموجة الجديدة من الابتكارات. وقالت شيراز بن حمادي (مصممة إكسسوارات) إن بعض الصناعات التقليدية التونسية تعتمد على النحاس المطلي بالذهب كمتممات للأزياء، وهي تفضل الأشكال الهندسية المربعة على غيرها من الأشكال، وتحاول على الدوام أن تكون متناسقة في شكلها وألوانها مع ألوان الأزياء.

ومن جانبها قالت سميرة النصيري، إنها غالبا ما تبحث في التراث الخاص بالجهات على غرار مناطق صفاقس وجزيرة قرقنة الواقعة على بعد 300 كلم جنوب العاصمة وتعتمد في تصميماتها بالخصوص على الخطوط لتزويق الملابس ووجهت اهتماماتها للملابس النسائية واختارت الألوان الزاهية على غرار الأخضر والبنفسجي والوردي والأحمر، وهو ما يضفي بهجة على التصاميم والأزياء التي تسعى إلى تسويقها على نحو واسع وغالبا ما تكون فرصة عودة التونسيين من الخارج وتزايد أعداد السياح، مناسبة للتعريف بمزايا اللباس التقليدي التونسي. وأضافت النصيري أن «الحرام» و«السورية» النسائيتين هما اللتان منحتاها الفوز بالجائزة الثانية للمسابقة الخمسة الذهبية خلال شهر مارس (آذار) الماضي، وذلك بفضل ألوانهما الزاهية. وقال فوزي نوار (مصمم أزياء من مدينة المنستير الساحلية) إنه يصمم الملابس النسائية والرجالية ويراعي عديد الشروط عند تصور اللباس التقليدي من بينها الاحتشام والجمال وسهولة الاستعمال. وفضل نوار لون الصبار المائل إلى الخضرة وهو حسب رأيه يتماشى مع كل الفصول. كما وجه التصاميم نحو الأجيال الشابة الباحثة عن ملابس مريحة جميلة وقابلة اللباس اليومي وهي تتجاوز استعمال التونسيين لتطال كل الفئات، ومن بينها التونسيون العائدون من الخارج والسياح القادمون على تونس. وغالبا ما تعتمد الملابس التقليدية التونسية ومختلف التصاميم والأزياء في نسجها على القطن والحرير وحياكتها وصبغها بطريقة يدوية، كما تعرف الأزهار المختلفة الألوان طريقها إلى التصميم وهو ما أهلها لجلب انتباه التونسيين، وذلك بعد أن حافظت لعقود متتالية على الألوان الطبيعية المعروفة وهي الأبيض والأسود والرمادي.