إحياء مزارات نجيب محفوظ بالقاهرة التاريخية

قصر «بشتاك» وتكية «أبو الدهب» يتنازعان استضافة متحفه

قصر بشتاك وتكية أبو الدهب.. مكانان مفترضان لمتحف نجيب محفوظ
TT

يعكف فريق من الخبراء بوزارة الثقافة المصرية ومحافظة القاهرة، كل على حدة، لإحياء مزارات أديب «نوبل» الراحل، نجيب محفوظ، وهذه المزارات بمثابة محطات ذكرها محفوظ في رواياته، وكانت مسرحا للكثير منها، كما كان يكتب في بعضها.

وستقوم وزارة الثقافة من جانبها، بصيانة المواقع التي تندرج تحت قانون الآثار، أو التي سيتم تسجيلها في عداد الآثار التاريخية، بالإضافة إلى إنشائها لمتحف يضم مقتنيات الأديب الراحل، بأحد المواقع الأثرية. أما محافظة القاهرة فستعمل على ترميم المواقع غير الأثرية، التي تناولها الأديب الراحل في رواياته، أو التي كان يمر بها، وجلس فيها.

وتمتد مزارات نجيب محفوظ من حي الجمالية، بالقاهرة التاريخية، إلى حي الحسين، مرورا بالشوارع الجانبية من شارع المعز، والمواقع التاريخية الواقعة في منطقة خان الخليلي، ومنها بين القصرين، قصر الشوق، السكرية، زقاق المدق.. وغيرها، بالإضافة إلى الشوارع والحارات والأزقة التي تشكل معالم إبداع نجيب محفوظ، فضلا عن المواقع الأخرى، التي كان يتردد عليها الأديب الراحل في الإسكندرية، التي تحتاج إلى مشروع آخر، خارج نطاق مشروع محافظة القاهرة، أو وزارة الثقافة.

ويستهدف إحياء المشروع، صيانة جميع الأماكن والبيوت التي عاش فيها نجيب محفوظ، أو التي تناولها في رواياته، وتحديد هوية كل موقع وحالته المعمارية وتوظيفه مستقبلا.

ومن بين المشاريع التي تقوم بها وزارة الثقافة لإحياء مزارات نجيب محفوظ، إنشاء متحف يضم مقتنيات الأديب الراحل، وينحصر التفكير حاليا على موقعي «قصر بشتاك»، و«تكية أبو الدهب»، بالقاهرة التاريخية ليكون أحدهما موقعا لمتحف نجيب محفوظ. إلا أنه، ومع مرور عامين على فكرة إنشاء المتحف، وعدم تنفيذ الوزارة له، ينفي فاروق عبد السلام، المشرف على تنفيذ مشروع القاهرة التاريخية، تجميد فكرة إنشاء المتحف، مؤكدا أنها لا تزال قائمة.

ويشرح لـ«الشرق الأوسط» أسباب تأخر الوزارة في تنفيذ مشروع المتحف قائلا: «سبق أن قمنا بتشكيل لجنة للإعداد لسيناريو العرض المتحفي، إلا أننا فوجئنا بأن أعضاء اللجنة وضعوا تصورات خاطئة، عندما طالبوا بفتح ممرات في (قصر بشتاك) و(تكية أبو الدهب)».

ويتابع: «إنه نظرا لهذا الغرض فقد تم رفض هذه الأفكار من خلال لجنة علمية وأثرية، والتفكير في (سيناريوهات) أخرى للعرض المتحفي بـ(قصر بشتاك) أو (تكية أبو الدهب)، أو البحث عن موقع آخر لإقامة المتحف التاريخي، بما يليق بأديب (نوبل) الراحل».

ويأتي اختيار قصر الأمير بشتاك الأثري لكونه يقع على بعد خطوات من المكان الذي ولد فيه محفوظ، حيث يتوسط منطقة الجمالية التي كانت حاراتها مسرحا لعدد كبير من أعماله القصصية والروائية، ومنها «خان الخليلي»، و«الثلاثية» (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية).

ويعد القصر، حسب الأثريين، قيمة معمارية وجمالية نادرة في منطقة القاهرة الفاطمية، أو التي صار يطلق عليها القاهرة التاريخية، حيث يقع في شارع بين القصرين، وهو الشارع الذي يضم الكثير من المباني والبيوت التي ترجع إلى العصرين المملوكي والفاطمي، وذكرها الراحل في رواياته.

أما الموقع الثاني، المرشح كمتحف للراحل الكبير، فهو «تكية أبو الدهب» في شارع المعز، ويأتي اختيارها كونها ثاني أهم مجموعة أثرية في العصر الإسلامي، بعد مجموعة الغوري، ونظرا لتكاملهما ما بين جامع وتكية.

والمتحف الذي أصبحت فكرته مفترضة، ولم يتم الاستقرار على تنفيذه، سيضم مقتنيات الأديب الراحل، وفق ما توافق عليه أسرته، على أن يضم هذه المقتنيات، فضلا عن مؤلفات وأعمال الأديب الراحل الروائية.

ومن المقرر أن يضم المتحف المفترض مقتنيات الأديب الراحل، لتكون، لاحقا، نواة لمركز ثقافي متنوع الأنشطة، وليصبح المتحف بمثابة مركز لأنشطة متصلة بالأدب عموما، فضلا عن مقتينات تخص نجيب محفوظ، سواء كانت في حوزة معارفه وأصدقائه، ومنها «قلادة النيل» التي حصل عليها عقب فوزه بجائزة «نوبل»، وتعد هذه القلادة أرفع وسام تمنحه الدولة المصرية.

ومن جانبه سيقوم محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب المصريين، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، بإهداء المتحف نصوصا بخط نجيب محفوظ، فضلا عن تسجيلات بصوته عندما كان يملي عليه نصوص «أحلام فترة النقاهة»، التي توالى نشرها بجريدة «الأهرام» المصرية، في أعقاب محاولة اغتياله في عام 1994، وكذلك العصا التي كان يتوكأ عليها بعد تعافيه من آثار هذا الحادث.