أكبر عملية سرقة مجوهرات في بريطانيا

حضرا بسيارة أجرة سوداء إلى المكان وغادرا بـ66 مليون دولار

اللصان لدى دخولهما المتجر كما ظهرا في الصور التي سجلتها كاميرات المراقبة التي وزعتها الشرطة
TT

استولى رجلان قاما بعملية سطو على متجر مجوهرات فاخر في حي مايفير العريق في لندن على غلة قدرت بنحو 40 مليون جنيه إسترليني (66 مليون دولار) وهو رقم قياسي لعملية سرقة مجوهرات في بريطانيا.

وقالت الشرطة عن عملية السطو، التي قام بها شابان أنيقان لا يثيران أي شبهات، حدثت الأسبوع الماضي لكنها لم تعط تفاصيل عنها إلا بعد أن كشف عن القيمة الاستثنائية للمجوهرات، والتي تضمنت الساعات الثمينة والخواتم والعقود. وكان الشابان قد وصلا بسيارة أجرة سوداء إلى متجر «غراف دياموندز» في شارع «نيو بوند ستريت» الشهير بمتاجر المجوهرات والمتفرع من شارع «اوكسفورد ستريت»، وبعد أن فتح الباب المحكم الكترونيا لهما أشهرا مسدساتهما في الهواء وطلبا من جميع الموظفين الاستلقاء على الأرض باستثناء موظفة واحدة أجبرت على فتح الخزانة التي تحتوي على المجوهرات الثمينة. وخلال مغادرتهما المتجر الشهير احتجز الرجلان الموظفة وأطلقا رصاصة داخل المتجر تحذيرا قبل أن يفرجا عن المرأة خلال فرارهما. وفرا وبحوزتهما 43 قطعة مجوهرات من خواتم وعقود وأساور وساعات. ولم يسقط أي جريح خلال العملية رغم إطلاق النار مجددا عندما بدل الرجلان سيارة «بي إم دبليو» استخدماها عند بداية فرارهما بسيارة «مرسيدس» قبل أن يصعدا في سيارة ثالثة.

يذكر أن رواد المتجر نخبة من المشاهير أمثال فيكتوريا بيكام وزوجها ديفيد نجم كرة القدم العالمي، ومايك تايسون بطل الملاكمة السابق للوزن الثقيل والعارضة نعومي كامبل. وتعتبر الشرطة عملية السطو هذه الأكبر في مجال المجوهرات في البلاد وثاني اكبر عملية سرقة مطلقا.

ونشرت شرطة لندن أول أمس الثلاثاء صورا ومشاهد التقطتها كاميرات المراقبة داعية الجمهور إلى الاتصال إذا توافرت لديه أي معلومات عن عملية السطو هذه التي وقعت في وضح النهار.

وسبق متجر «غراف دياموندز» أن تعرض لعملية سرقة عام 2003 بقيمة 23 مليون جنيه إسترليني (35 مليون دولار) وهو الرقم القياسي السابق لسرقة مجوهرات في البلاد. وقالت بام مايس في وحدة سكوتلاند يارد التي تحقق حول السرقات المسلحة «الرجلان خطيران للغاية وأطلقا النار مرتين في شوارع لندن المكتظة خلال فرارهما».

وأضافت «لا بد أن أحدا يعرف هذين الرجلين. أطلب من أي شخص تعرف على هوية الأشخاص، أو له معرفة أين ذهبت المجوهرات أن يتصل بنا حالا». وتقول الشرطة إن عدد المتورطين في العملية لا يقل عن خمسة أشخاص. إضافة إلى الاثنين اللذين دخلا المكان، كان هناك شخص ثالث على دراجة نارية، وهذا استلم المجوهرات خلال عملية تبديل السيارات، إضافة إلى اثنين آخرين قادا سيارات الفرار، الأولى كانت من طراز «بي.ام.دبليو» والثانية كانت من طراز مرسيدس. وقالت مايس إن العملية قام بها أشخاص محترفون في السطو، وان عدد الأشخاص والسيارات التي استخدمت في الفرار تبين أن التخطيط للعملية كان في غاية الدقة والاحتراف.

وكانت السرقة الأكبر قد حدثت في الشارع نفسه عام 1997 لمتجر «كارتيه» عندما تمكن لصوص من السطو على ورشة المحل والفرار بما قيمته 30 مليون إسترليني (48 مليون دولار). وتعتقد الشرطة أن اللصوص في عملية السطو التي حدثت الأسبوع الماضي اختاروا المجوهرات الأغلى ثمنا. وقال عضو من فرقة التحري «إن اللصوص كانوا على معرفة بالقطع وما يريدون من المجوهرات. ولهذا نعتقد أنهم رتبوا تسويقها مسبقا».

ووضعت الشرطة الصور التي التقطتها الكاميرات في المتجر والشارع وفي المطارات أو الموانئ البحرية، إلا أنها تعتقد أن اللصوص قد غادروا بريطانيا إلى بلد آخر. ووصفت الشرطة أحد اللصوص بأنه في الثلاثين من عمره ونحيف البنية وبشعر أسود وبلحية قصيرة وطوله بين 175 – 180 سم. أما الآخر فهو اسود البشرة وشعره قصير وفي الثلاثينات من العمر وطوله 180 سم لكنه متوسط البنية. ومن خلال ما رددوه من كلمات فالاعتقاد أنهما يتكلمان بلهجة لندنية.

وبالرغم من التفاصيل الدقيقة التي وضعتها الشرطة حول العملية إلا أن المتجر رفض التحدث حول حيثياتها أو التعليق حول المجوهرات أو عملية السطو.