أبوظبي تستضيف أول عرض لـ«سحر على الجليد» في الشرق الأوسط

فريق عالمي يؤدي رقصات جماعية وحركات أكروباتية

جانب من عرض «سحر على الجليد»
TT

على مدار ساعة من الزمان يسبح المرء في عالم من الدهشة المثيرة، وتنتابه لحظات من التساؤل عن تلك القدرات العالية التي يمكن فيها للبشر أن يعبّروا بأجسادهم ضمن لغة عالية وفي أرفع درجات الدقة للوحات تخلب الألباب.

ذلك وصف أقل ما يمكن أن يقوله المرء بعد مشاهدة عرض «سحر على الجليد» الذي تنظمه «هيئة أبوظبي للسياحة» للمقيمين في الإمارات وزوارها، وأيضا للراغبين في حضور العرض الأول والوحيد في العالم للسحر على الجليد والذي يأتي للمرة الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط.

وسط موسيقى مؤثرة تتناوب اللوحات فيها بتشكيلات لونية باهرة للأبصار تجمع ما بين الأزياء المنتقاة بعناية والإضاءة المسلطة ضمن إخراج دقيق ناهيك عن الأداء الجسدي الخلاق، إذ يدخل 18 عارضا من أمهر الراقصين إلى حلبة التزلج في مدينة زايد الرياضية في أبوظبي التي تكتظ بالحضور ليقدموا مهاراتهم في الرقص على الجليد والحركات الأكروباتية والانزلاق والتشكيل الجسدي من خلال حالة من الانسجام تكاد تكون مثالية.

عروض فردية تبدو في الصدارة عالميا لا سيما مع مشاركة النجمين العالميين التشيكية ميشيلا كروتسكا والبولندي روجر لوبكتس سافيكي الحائزين على عدة جوائز دولية، وهي تجمع ما بين الرقص والعرض الرياضي وأيضا الألعاب الخطرة، لكنها في النهاية تعكس قدرات إبداعية جسدية لا يمكن وصفها، أما العرض الفردي الخاص بالأطواق الملونة والذي قدمته النجمة أوكسانا أنيشكينا القادمة من خبرات مسرح البولوشوي الشهير فتلك حكاية أخرى إذ تجعل المرء يتساءل: هل حقا يمكن لامرأة مهما أوتيت من قوة الجسد وليونته أن تفعل كل هذه الحركات وترقص مع كل هذه الأطواق دون خطأ واحد؟! أما الرقصات الجماعية التي تضم أيضا مؤدين مهرة من مسرح البولوشوي والذين يعيشون اليوم في الولايات المتحدة الأميركية فهي بحاجة إلى مشاهدة تفصيلية عيانية للتمتع بجماليات تلك اللوحات والتشكيلات المبهجة بصريا وسمعيا.

ولكن الحالة المدهشة الأعلى في «سحر على الجليد» الذي أقيم ضمن فعاليات كرنفال «صيّف في أبوظبي»، هو العرض السحري نفسه الذي ينقسم إلى مجموعة من المشاهد تبدأ من وضع امرأة داخل صندوق زجاجي من العدم وحبسها فيه، وتتواصل مع وضعها على السيف ودخول نصله بالكامل في جسدها، مرورا بإدخال الأطواق المعدنية بعضها في بعض بنوع من التشابك المثير وانتهاء بدخول الساحر نفسه بلباسه الأسود الغامض في صندوق حديدي مغلق بالأقفال ومعرض لسقوط السكاكين الحادة عليه في أي لحظة ليفاجئنا في لحظة ما بأنه خلّص نفسه وأصبح بين الجمهور! الأميركي ستيف ويلر هو منتج العرض والمشارك فيه وأقل ما يمكن وصفه به في النهاية هو ما جاء في «نيويورك بوست»: «إنه حقا عرض مذهل يحبس الأنفاس».