في ثورة جديدة: غوغل ميل وياهو ميل وهوت ميل.. قنوات لنقل المعلومات

برنامج جديد يحد من سلطة دول مثل إيران والصين السيطرة على الإنترنت

TT

في مسعى للحد من الرقابة على الإنترنت، أعلنت الوكالة الأميركية لإدارة المعلومات الممولة حكوميا على الإنترنت، أنها ستعد أدوات للالتفاف على الرقابة المفروضة على الإنترنت في دول مثل الصين وإيران وبورما وكوريا الشمالية، وغير ذلك من دول العالم.

وذكرت شبكة «بورد أوف غارفنرز» (بي بي جي) أنها بصدد الانتهاء من برنامج «للبث عبر البريد الإلكتروني» («إف أو اي») قادر على تحويل خدمات البريد الإلكتروني الأكثر شعبية على غرار «غوغل ميل» و«ياهو ميل» و«هوتميل» إلى قنوات لنقل للمعلومات.

وقال المسؤول التكنولوجي عن الوكالة كين بيرمان لفرانس برس «إنه (نظام) قوي جدا لكنه ليس جاهزا بعد لاختباره على النسخة بيتا» الأولية على الإنترنت. وأضاف «لم نبلغ هذه المرحلة بعد، فهو مجرد شيء فائق نعمل عليه». وأوضح بيرمان أن نظام «إف أو اي» يستخدم أنظمة تشفير خدمات البريد المجانية من أجل خلق شبكات لنقل المعلومات الموجودة بالفعل على الإنترنت. وأضاف «بعض الدول تمنع وصول المعلومات، وفريقي يحاول أن يخلق أدوات للتغلب على الرقابة على الإنترنت».

وأوضحت شبكة «بي بي جي» أنه سيتم اختبار النظام في الصين وإيران عندما يصبح جاهزا. وأكد بيرمان أن «الصين هي النموذج (لاختبار البرنامج)، نظرا لرقابتها القياسية على الإنترنت»، مضيفا أنه يهدف إلى «إنارة حرية الصحافة لهؤلاء الذين يرغبون بمعرفة المزيد». وتدير شبكة «بي بي جي» برامج إخبارية ممولة من قبل السلطات الأميركية على غرار «راديو أوروبا الحرة» و«راديو آسيا الحرة» و«صوت أميركا» و«شبكة الشرق الأوسط». وتبث هذه البرامج بستين لغة ويبلغ عدد متابعيها نحو 175 مليون شخص أسبوعيا، عبر التلفزيون والإنترنت والراديو وغيرها من الوسائط، على ما أوضحت «بي بي جي».

ويتيح البرنامج الجديد خرق حواجز تضعها بعض الحكومات للحد من وصولهم إلى أخبار على الإنترنت. وقال كين بيرمان رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في مجلس محافظي البث الإذاعي التابع للحكومة والذي يختبر النظام أن نظام «الإمداد عبر البريد الإلكتروني» أو (في.أو.اي) ينقل أخبارا وملفات وسائط متعددة وبيانات عبر تقنية تتجنب البروتوكولات المقيدة للشبكة التي تفرضها بعض الأنظمة الحاكمة.

ويتم إرسال إمدادات الأخبار من خلال حسابات البريد الإلكتروني بما في ذلك هوتميل وجي ميل وياهو. وقال بيرمان الذي تدير وكالته إذاعة صوت أميركا لـ«رويترز» «لدينا أشخاص تختبره في الصين وإيران» وقدم تفاصيل قليلة حول النظام الجديد الذي لا يزال في مراحل اختباره الأولى. وقال إن من المهم وجود شيء من السرية لتجنب اكتشاف الحكومتين للنظام.

وأصبحت شبكة الإنترنت أداة قوية للمواطنين في دول تفرض حكوماتها رقابة بصورة منتظمة على وسائل الإعلام وتتيح الشبكة لهم المعرفة بالأحداث السياسية والاجتماعية الكبرى والتفاعل معها. واستخدم الشبان الإيرانيون خدمات شبكتي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» بالإضافة إلى الهواتف المحمولة لتنسيق احتجاجات والإبلاغ عن مظاهرات عقب انتخابات الرئاسة المتنازع عليها التي جرت في يونيو (حزيران). وفي مايو (أيار) وقبل الذكرى السنوية العشرين لحملة القمع في ميدان تيانانمين أعاقت الصين الوصول إلى «تويتر» و«هوتميل».

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قال شو هو الذي ساعد في تطوير برنامج الإمداد عبر البريد الإلكتروني، إنه يمكن تعديل النظام بسهولة ليعمل على غالبية أنواع الهواتف المحمولة.

وتقدم الحكومة الأميركية أيضا خدمة مجانية تتيح للمستخدمين بالخارج الوصول فعليا لأي موقع إلكتروني على الإنترنت بما في ذلك من يعارضون الولايات المتحدة. وقال بيرمان «نحن لا ندلي بأي بيان سياسي عما يزوره الناس. نحن نحاول الترويج لفكرة أنه كلما زادت معرفتك كان هذا أفضل». وقال إنه بالإضافة إلى الصين وإيران تشمل أهدافا تقنية الإمداد عبر البريد الإلكتروني ميانمار وطاجيكستان وأوزبكستان وفيتنام.

لكن بيرمان قال إنه سيكون هناك ترشيح بسيط للمواد الإباحية على النظام. وقال «يوجد حد على أوجه إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين».