سعوديتان تخوضان مسابقة لـ «تحدي الوصفات» في الطبخ

الشيف أسامة لـ«الشرق الأوسط»: وصلتنا طلبات مشاركة من الرجال

المتسابقتان مع الشيف أسامة السيد («الشرق الأوسط»)
TT

خاضت سيدتان سعوديتان عشية أول من أمس منافسة محمومة من أجل الفوز ببطولة مسابقة الوصفات في الطبخ التي أقيمت في جدة بحضور الطباخ الشهير الشيف أسامة السيد وذلك في مطعم سبيرز بفندق إنتركونتيننتال في مدينة جدة.

وحظيت المتسابقتان بتلك الفرصة عن طريق إرسال وصفتين لطبقين من ابتكارهما على الموقع الإلكتروني للشيف عقب الإعلان عن استقبال طلبات المشاركة بتلك المسابقة، إذ تقدمت شريفة بن علي التي فازت باللقب بوصفة إعداد طاجن كفتة بالصلصة الحمراء على طريقتها الخاصة.

وقالت بن علي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن اشتراكي في تلك المسابقة يعد أساسيا بغض النظر عن النتيجة التي حصدتها، لا سيما أنني اكتسبت خبرة في ظل وجود شخصية لها وزنها في هذا المجال، مما يجعلني أستفيد وأتعلم المزيد.

وأوضحت أن المسابقة منحتها الجرأة والثقة في النفس، رغم أنها لم تستطع إخفاء خوفها وارتباكها من كاميرات التصوير التي كانت ترصدها طيلة ساعة كاملة استغرقتها لإعداد وصفة حددها الشيف أسامة السيد للمتسابقتين، والمتمثلة في مفروم كفتة بالجبنة الحلّومي، ومن ثم إخضاع الطبقين إلى التقييم من لجنة التحكيم المؤلفة من ثلاثة طباخين تابعين لفندق إنتركونتيننتال.

وأضافت بن علي «أثناء إعدادي للوصفة قررت الاستغناء عن المكوّنات التي قد تتسبب في إرباك وضع الطهي، خصوصا أن بنود المسابقة سمحت لنا بإضافة أو استبعاد بعض المكوّنات شريطة المحافظة على النكهة الأصلية».

وترى الفائزة باللقب أن مثل تلك المسابقات من شأنها أن تغيّر نظرة الفتاة السعودية للطهي، إلى جانب أن المسابقة تمنح المشاركات مزيدا من القدرة على ابتكار المأكولات والاستفادة من ملاحظات المختصين والمشرفين عليها وتعلم كيفية توظيف مكوّنات الطعام بشكل سليم في الطبخ.

وأكدت السيدة شريفة على أن الساعة التي قضتها مع الشيف أسامة كانت كافية لتضيف إلى قاعدة معلوماتها في الطهي بنسبة تتجاوز 100 في المائة، مبيّنة أنها تتخذ عادة من المطبخ وسيلة للعب مع أطفالها والتواصل فيما بينهم باعتبارها موظفة يتوجب عليها تعويض منزلها غيابها عنه.

ولفتت إلى أن المرأة السعودية تفتقد تواجدها في برامج الطبخ على شاشات التلفزيون، لا سيما أن هناك الكثير من الأطباق المحلية التي تستحق الإبراز من مختلف مناطق السعودية، مؤكدة أنه من الممكن ظهور المرأة عن طريق الصوت فقط دون الحاجة إلى الوقوف أمام الكاميرا إذا لم تكن ترغب في ذلك. بينما أشار فهد عطار زوج السيدة رباب الجهني، المتسابقة الثانية، إلى أن المجتمع السعودي بحاجة إلى رجال محترفين في مهنة الطبخ، خاصة أن ذلك المجال يعد مصدر رزق قويا في الدول الأخرى.

وقال لـ«الشرق الأوسط» «ثمة من تعلم هذا الفن منذ بداية حياته واستطاع من خلاله إنشاء سلسلة مطاعم شهيرة أصبح لها وزنها على مستوى العالم»، مطالبا بضرورة وجود دورات وبعثات للشباب السعودي من أجل تعلم مهنة الطهي في ظل ندرة وجود طباخين سعوديين في البلد.

من جهته أفاد الشيف أسامة السيد بأن المسابقة تهدف إلى المشاركة بوصفات سهلة وسريعة شريطة أن تكون من ابتكار المتسابقة نفسها، مبينا أنها لقيت إقبالا كبيرا من خلال إرسال الكثير من الطلبات على الموقع الإلكتروني والتي لم تخل من رغبة العنصر الرجالي في المشاركة أيضا.

وقال السيد لـ «الشرق الأوسط» «تم استقبال وصفات مختلفة من بلدان كثيرة، إلا أن المسابقة اقتصرت على السعودية بعد أن تم إطلاقها أخيرا في الإمارات، إلى جانب محاولتنا تقليل عدد المتسابقات لضمان سهولة سيرها بشكل سليم».

وأضاف «تم الاعتماد في اختيار المتسابقات على سهولة إعداد الوصفة وطريقة تنفيذها وتقديمها بشكل جذاب، إلى جانب تخصيص نحو 25 درجة يتم رصدها أثناء عمل المتسابقتين في المطبخ،» مرجعا سبب اختيار اثنتين من المتقدمات إلى صغر المساحة المحددة والإمكانيات والوقت.

وبيّن السيد أن هذه المسابقة تعد الفعالية الوحيدة التي يشارك بها في السعودية لهذا العام، لافتا إلى أنه سيعمل على إنشاء مدونات للطبخ وجميع المواضيع المتعلقة به والتي ستكون موجودة على الموقع الإلكتروني الخاص به. يشار إلى أن المتسابقتين حصلتا على مجموعة من الجوائز تضمنت إقامة ليلة واحدة في فندق إنتركونتيننتال وجهاز محضّر الطعام، إلى جانب كتب طبخ للشيف أسامة السيد ومجموعة من الطهاة العالميين.