إحياء موسيقى الثقافات الثلاث التي تعايشت في الأندلس

تقدمها اليوم فرقة ابن بطوطة وتستمر لمدة أسبوع

TT

تحيي مدينة طليطلة، وسط إسبانيا، حفلات موسيقية تعكس تعايش اليهود والمسيحيين والمسلمين في الأندلس إبان الحكم العربي، وتستمر أسبوعا كاملا. وقد خصص اليوم (الاثنين) للموسيقى الأندلسية وتقدمها فرقة ابن بطوطة، ويوم الثلاثاء للموسيقى المسيحية وتقدمها فرقة اكيتانيا، وتشارك فرقة شرق وغرب في هذه الاحتفالات يوم الأربعاء. وخصص يوم الخميس لموسيقى السفرديم، أي اليهودية الشرقية، بمشاركة فرقة بلكان ميافارد. وفي يوم الجمعة يقدم لويس ديلغادو موسيقى الثقافات الثلاث. وفي يومي السبت والأحد ستعرض نماذج من الموسيقى الإسبانية القديمة، حيث سيقوم ادواردو بانيغوا المتخصص بموسيقى العصور الوسطى، بعرض قطع تلك الموسيقى وتختتم الاحتفالات يوم الأحد المقبل بعرض تقدمه فرقة كالندا مايا.

معلوم أن الثقافات اليهودية والمسيحية والإسلامية كانت متعايشة فيما بينها إبان الحكم العربي في إسبانيا، وكان التسامح سائدا بين الأديان الثلاثة، لكن الخلافات والنزاعات السياسية والخلافات الشخصية أسهمت بشكل كبير في دفع كل طرف إلى الانعزال ومن ثم التصادم مع الطرف الآخر، حتى انتهى الأمر بانتصار إيزابيل الكاثوليكية على آخر الممالك العربية الإسلامية المتمثلة في مملكة غرناطة، جنوب إسبانيا، عام 1492، فأصدرت الملكة الإسبانية أمرا بطرد اليهود من إسبانيا إذا لم يتحولوا إلى المسيحية، وبعد أكثر من مائة عام، أصدر ملك إسبانيا فيليبي الثالث، عام 1609، أمرا بطرد العرب من إسبانيا، لينهي بشكل تام فترة التسامح والاختلاط والتعايش بين أديان وأجناس عديدة في هذا البلد استمرت قرونا عديدة، وأسهمت بشكل فعال في ازدهار وتقدم الحضارة الإنسانية.