الدمشقيون يستقبلون شهر رمضان مبكرا

بالعودة إلى الأدوات التراثية التي نافستها في السنوات الماضية منتجات الزينة الصينية

صور من مظاهر الاستقبال المبكر لشهر رمضان في دمشق («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت مظاهر استقبال شهر رمضان المبارك في العاصمة السورية دمشق منذ بداية النصف الثاني من شهر شعبان حيث يتهيأ الدمشقيون لاستقبال الشهر الكريم بتزيين منازلهم ومحلاتهم بعبارات الترحيب. ويلاحَظ هذا العام عودة تجار وحرفيي المهن اليدوية الدمشقيين للاستفادة من منتجاتهم في وضع عبارات الترحيب بالشهر الفضيل بعد أن نافستها في السنوات الماضية المنتجات الصينية المستوردة والتي تُستخدم الإنارة التزيينية والاهتمام بالألوان البراقة بأسعار مقبولة.

والمتجول في الأسواق القديمة والشعبية الدمشقية يشاهد أنواعا متعددة من المنتجات اليدوية مثل البُسُط المصنعة على النول اليدوي وذات الألوان الحمراء المزركشة والمكتوب عليها وباليد «أهلا رمضان».

ويقول أحمد الميداني، وهو بائع شرقيات في سوق مدحت باشا بدمشق القديمة، إن الإقبال على شراء هذه المنتجات اليدوية هذا العام أفضل من الأعوام الماضية خصوصا وأن من يشتريها يمكنه أن يحتفظ بها لسنوات قادمة، في حين أن المنتجات التزيينية الصينية التي تباع في سوق الكهرباء قرب ساحة المرجة لا تستخدم سوى مرة واحدة أو لموسمين فقط، وتتميز المنتجات اليدوية أيضا، يتابع ميداني، «بشكلها التراثي الجميل، فهي إما مصنعة من الأنسجة وإما من القصب، وتشكل لوحة فنية يمكن تعليقها في الصالونات ومداخل الأبنية وواجهات المحلات والمطاعم».

كذلك من عادات استقبال شهر رمضان لدى الدمشقيين تقليد قديم يسمى «تكريزة رمضان». كما يقول المؤرخون إن التكريزة اختص بها أهل دمشق، فيما هناك تقليد مماثل لدى سكان مدن شمال سورية يطلق عليه اسم «شعبونية»، وهو عبارة عن السيران الذي تعود عليه الدمشقيون ربيع وصيف كل عام. وتتم التكريزة في الأسبوع الأخير من شهر شعبان حيث يودعون موسم السيران بالتكريزة، فيخرجون بشكل مكثف إلى المصايف القديمة وبخاصة الغوطتان الشرقية والغربية ويتناولون أطيب المأكولات الدمشقية التي تحضرها النساء، ومنها بشكل خاص ما تشتهر به السيران كمقالي البطاطا والباذنجان والكوسا والمشاوي والتبولة والفتوش وسلطات الجرجير والخس، مع لعب الورق وطاولة الزهر، وحديث النساء عن المأكولات التي ستكون حاضرة على موائد الإفطار الرمضانية. وأصبحت المسلسلات التلفزيونية التي سيتابعونها في الشهر الكريم حديث الساعة. وما يفضله البعض منهم من السهر وتناول السحور في الخيام الرمضانية والتقاليد الدمشقية التي تقدمها هذه الخيام الرمضانية. وتتزايد السيرانات بشكل يومي حتى موعد إثبات بدء شهر رمضان ليتبادل الدمشقيون التهانئ بقدومه.