سيدة «المطبخ» الأولى.. منافسة بين 13 سعودية صماء

(ضم الإبهام والسبابة) شفرة الفوز.. في أول مسابقة طبخ من نوعها في البلاد

TT

للمرة الأولى في مسابقات الطبخ تنافست 13 سعودية صماء في أول مسابقة طبخ تخص النساء اللائي يعانين من الصمم، بينما تضمنت لجنة التحكيم رجالا من الصم أيضا. وكانت حركة ضم إبهام وسبابة اليد هي شفرة الفوز، وتعني بلغة الإشارة كلمة «رائع»، حيث توجت الفائزة بلقب «سيدة المطبخ الأولى» ونالت جائزة عينية، في المسابقة الصامتة التي أقيمت مساء الثلاثاء الماضي، بمناسبة اختتام مهرجان الصم الصيفي، واحتضنها «المركز الثقافي النسائي للصم» بالمنطقة الشرقية.

وأوضح ضيف الله الغامدي، مدير عام الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بالشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، أن مسابقة الطبخ كان لها صدى كبير في نفوس الفتيات الصم، بحيث فاق حجم المشاركة التوقعات المسبقة، خاصة أنها تقام للمرة الأولى، وكشف عن التوجه لإنشاء قسم للطبخ داخل مركز الصم؛ لتقديم دورات تعليم الطبخ للفتيات الصم وتطوير إمكاناتهن في العمل المنزلي، بحيث يضاف قسم الطبخ للأقسام السابقة المعنية بالتجميل والحاسب والرسم والخياطة.

ورصدت «الشرق الأوسط» التي كانت الصحيفة الوحيدة المدعوة للمناسبة، حماسة نحو 35 سيدة من الصم تسمرن أمام شاشة كبيرة لعرض النتائج وأسماء الفائزات بالخط العريض داخل الخيمة التي جمعتهن؛ بعد رفعها من لجنة التحكيم، حيث فازت فاطمة الشهيل بالمركز الأول؛ عن طبقها «المرقوق» الذي نال أعلى الأصوات، والمكون من قطع العجين واللحم والخضراوات المشكلة، فيما اكتفت الفائزة بالتعبير عن فرحتها بابتسامة هادئة وزعتها على زميلاتها ثم شكرتهن بلغة الإشارة.

ومن بين الأطباق الشعبية المتوجة، جاء «الهريس» في المركز الثاني، ويتكون من حبوب الهريس واللحم، في حين احتل طبق «المحاشي» المركز الثالث، وأخيرا طبق الكيك على الطريقة الشعبية بالمركز الرابع، وذلك من أصل 14 طبقا مشاركا في المسابقة، بينما تناوبت بقية الفائزات على تسلم الجوائز العينية التي تضمنت مجموعة من الأجهزة الكهربائية.

وعن أسباب اقتصار أعضاء هيئة التحكيم في المسابقة على الرجال دون النساء، أرجعت نورة القحطاني، سكرتيرة المركز، ذلك للرغبة في الحصول على نتائج محايدة.

من جهتها، كشفت فاطمة العنزي، نائب رئيس المركز الثقافي النسائي للصم بالمنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، عن نية المركز لإقامة أول مهرجان للتمور في الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، بهدف استثمار موسم التمر وفترة نزوله للأسواق عبر إعداد كافة الأصناف والأكلات المحضرة من التمر، كالمعمول وكيكة التمر والتمرية والحنيني وغيرها، وإطلاقها في «ليلة التمر»، وهو ما توقعت أن يحظى باهتمام كبير من النساء.

وكان مهرجان الصم الصيفي الذي استمر ثلاثة أيام متواصلة قد احتضن أكثر من 50 سيدة من الصم، وجاء بمناسبة اختتام دورات الصيف التعليمية، فيما اشتمل يومه الأول على بعض المسابقات الثقافية والألعاب الترفيهية، ومحاضرة عن فضل شهر رمضان، وفي اليوم الثاني تم عرض محاضرة صحية للتوعية بمرض السكر؛ شارك فيها اختصاصيون من شركة «أرامكو» السعودية، وفي اليوم الأخير أقيم بازار لبيع الأكلات الشعبية ومعرض لإبداعات الصم ومسابقة الطبخ؛ إلى جانب تكريم المتميزات اللائي شاركن في المهرجان.

يذكر أن أحدث الإحصاءات تكشف أن عدد الصم في السعودية تجاوز الـ88 ألف أصم، فيما تضم المنطقة الشرقية وحدها نحو 7000 أصم، ويشهد هذا العدد تزايدا مطردا سنة تلو أخرى، وهو ما يرجعه المختصون لانتشار زواج الأقارب وتدني مستوى التثقيف الصحي لدى النساء الحوامل اللائي يتناولن أدوية من دون استشارة الطبيب، مما يعرض الجنين إلى احتمال الإصابة بإعاقة سمعية لا يتم الكشف عنها إلا بعد الولادة.