أوباما يلعب الرياضة ويقرأ 2300 صفحة ويلتقي مع أصدقائه في إجازته

المشاهير من أبناء الأقلية السوداء مثل سبايك لي وأوبرا وينفري يتوافدون على الجزيرة

الرئيس أوباما يلعب الغولف مع صديقه اريك ويتيكار (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وصل يوم الأحد الماضي إلى جزيرة «مارثاز فينيارد» المفضلة لديه في أول إجازة رسمية له منذ توليه زمام الأمور في واشنطن في يناير (كانون الثاني) الماضي، ينوي تخصيص وقته للراحة والرياضة وقراءة مجموعة من الكتب متعددة المواضيع والاهتمامات يصل عدد صفحاتها إلى 2300 تقريبا. بعضها قد يساعده في سياساته الاقتصادية والبيئية، مثل كتاب «لماذا نحن بحاجة إلى ثروة خضراء» لتوم فريدمان أحد كتاب الافتتاحية في صحيفة «نيويورك تايمز» حول ضرورة تغيير نمط حياتنا من أجل الأوضاع الاقتصادية والحفاظ على كوكب الأرض.

كما أن القائمة تتضمن كتب الإثارة والجريمة، ومنها رواية بوليسية لجورج بيليكانوس بعنوان «ذي واي هوم» (الطريق إلى البيت). وبيليكانوس عادة يكتب عن الجرائم والتوترات في شوارع واشنطن الخطرة. وسيقرأ كذلك كتاب «لاش لايف» لريتشارد برايس حول عملية قتل في منهاتن ورواية «بلاين سونغ» لكنت هاروف، التي تدور في مناظر كولورادو الشاسعة (غرب الولايات المتحدة). وثمة أيضا سيرة جون آدامز أحد مؤسسي الولايات المتحدة للكاتب ديفيد ماكولوف الذي يعيش بشكل دائم في جزيرة «مارثاز فينيارد».

كما مارس الرئيس أوباما الرياضة خلال أول أيام إجازته، حيث لعب كرة المضرب وكذلك الغولف وتصفح عددا من الكتب المتنوعة. وبعد سبعة أشهر من التفرغ للأزمة الاقتصادية ومشكلات السياسة الخارجية، بدأ باراك أوباما يومه بجلسة عمل في المنزل الذي استأجره في مارثاز فينيارد (ماساتشوسيتس، شمال شرق).

ومن غير المقرر أن يشارك باراك أوباما في أي مناسبة عامة خلال أسبوع العطلة هذا وهو الأول له منذ تسلمه السلطة. وهو مع ذلك سيجري مكالمات هاتفية مع بعض البرلمانيين كي يتأكد من حسن سير مشروع الإصلاح المتعلق بالضمان الصحي. وفي الأمس عقد مؤتمرا صحافيا في الجزيرة ليؤكد استمرار بن بيرنانكي في منصبه كرئيس للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي).

وبدأ الرئيس أوباما وعائلته، امرأته ميشيل وبنتاه ماليا وساشا، الإجازة بعشاء في الفيلا «مزرعة بلو هيرون، التي استأجرها من رجل أعمال ينتمي للحزب الجمهوري وأحد كبار المتبرعين للحملات الانتخابية لمنافس أوباما على كرسي الرئاسة السناتور جون ماكين. وشارك عائلة الرئيس العشاء بعض الأصدقاء من ولاية شيكاغو (الآنسة غاريت وعائلة اريك ويتيكار). ومارس الرئيس لعبة كرة المضرب مع زوجته ميشيل قبل أن ينتقل إلى لعبة الغولف مع عدد من الشركاء ومن بينهم رئيس مجلس إدارة مصرف «يو بي إس» السويسري روبرت وولف، وأيضا مع عضو الكونغرس الأسود جيمس كليبيرن من ولاية ساوث كارولينا، وشاركهم هذا اللقاء الرياضي مارفين نيكولاس مدير الرحلات في البيت الأبيض. وحيا باراك أوباما الذي كان يرتدي بنطالا بنيا وقميصا أسود، الذين كانوا ينتظرونه وقال لهم «شكرا».

وقال بيل بورتون المتحدث باسم البيت الأبيض إن باراك أوباما جاء بين خمس وست مرات إلى مارثاز فينيارد في السنوات العشر الأخيرة. وأضاف «أنه يعشق هذا المكان (...) الشواطئ جميلة والناس ودودون».

وأضاف المتحدث أن الرئيس وبسبب عدم انشغاله بأمور عامة كثيرة فإنه «يقرر برنامج يومه بنفسه. يستيقظ صباحا ويتناول الفطور ويقوم ببعض التمرينات الرياضية، ويمضي بعض الوقت مع أفراد عائلته».

الاعتقاد السائد أن وصول الرئيس الأميركي وعائلته إلى الجزيرة سيزيد من أعداد الأميركيين من أصول أفريقية من أبناء الطبقة الوسطى، مع العلم أن الجزيرة استقطبت في السابق هذه الشريحة الاجتماعية، من المشاهير في مجال الترفيه والأكاديميين والتنفيذيين العاملين في القطاع الخاص. واختارت القناة السوداء لتلفزيون الترفيه (بلاك إنترتينمينت تيليفجين) الأسبوع الماضي الجزيرة، بدلا من نيويورك، لإطلاق قناة جديدة موجهة إلى أبناء الطبقة الوسطى من أبناء الأقلية السوداء. ويوجد الآن على الجزيرة العديد من الأميركيين من أصول أفريقية، منهم مخرج الأفلام سبايك لي ومشاهير مقدمي النشرات الإخبارية مثل شارلين هانتر ـ غولت وكارول سيمبسون.

كما شوهد رجال الأمن وهم يراقبون بيت الكوميدي ديفيد ليترمان، حيث التوقعات أن مقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري ستحل ضيفة على المكان خلال وجود أوباما وعائلته في الجزيرة. كما سيكون في الجزيرة أيضا أستاذ هارفارد الأسود صديق أوباما هنري لويس غيتس الذي أثار ضجة عندما تم التحقيق معه خطأ من قبل شرطي أبيض، وأستاذ القانون في جامعة هارفارد أيضا تشارلز اوغلتري.

وكان قد قال الكاتب الأسود توري في مقال في «نيويورك مغازين» إن الجزيرة لا تتمتع بالاختلاط العرقي بين البيض والسود كما قيل عنها. «هناك تآلف بين البيض والسود في الجزيرة، إلا أنهم لا يختلطون مع بعضهم بعضا اجتماعيا».