مصر: افتتاح أقدم كنيسة تاريخية أواخر 2009

خبراء روس وإيطاليون لعمليات الصيانة والتكييف

تقع الكنيسة المعلقة في منطقة تعرف باسم مجمع الأديان وعلى مقربة من جامع عمرو بن العاص («الشرق الأوسط»)
TT

سيتم الانتهاء من مشروع ترميم أقدم كنيسة تاريخية في مصر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك بعد اكتمال مشروع التأمين والإنذار المبكر ضد الحرائق الذي يشمل أيضا جميع الكنائس المحيطة بالكنيسة المعلقة.

وقال الدكتور زاهي حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إنه تم استقدام خبراء إيطاليين متخصصين في مجال التكييف لوضع أفضل نظام لتبريد الكنيسة المعلقة بمصر القديمة في القاهرة بما يضمن سلامة أيقوناتها ومحتوياتها الخشبية، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الكنيسة الخاصة واستخدام البخور والشموع الذي يتطلب نوعا دقيقا من نظم التكييف حتى لا تؤثر أدخنة البخور على طريقة عمل التكييف.

وأشار حواس إلى أنه تمت الموافقة على هذا النظام بمعرفة كهنة الكنيسة المعلقة، وبعد عرضه على اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في اجتماعها الأخير.. مضيفا أن جميع أعمال الترميم الفني الدقيق تمت بواسطة خبراء روس بناء على طلب القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة.

وأوضح أن الأعمال النهائية في المشروع بدأت منذ خمسة أشهر بعد أن تسلمت الشركة المنفذة الموقع لعمل نظام الإنذار والتأمين ضد الحريق وتنفيذ مشروع البانوراما الخارجية للكنيسة والمناطق المحيطة بها، وأنه بانتهاء هذه الأعمال فإن المجلس يكون قد نجح في إنقاذ أقدم الكنائس المصرية التي تأثرت معماريا وأثريا على مدار القرون الماضية خاصة في العقود القليلة الماضية التي شهدت ارتفاع منسوب المياه الجوفية وزلزال عام 1992. تقع الكنيسة المعلقة في حي مصر القديمة، في منطقة القاهرة القبطية الأثرية المهمة، في منطقة تعرف باسم مجمع الأديان، وعلى مقربة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون، وكنيسة الشهيد مرقوريوس (أبو سيفين)، وكنائس كثيرة أخرى، لكنها تعتبر أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر.

ويرجع سبب تسميتها بـ«المعلقة» إلى أنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني (حصن بابليون)، والذي كان قد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي.

وتذهب بعض الروايات إلى أن الكنيسة بنيت على أنقاض مكان احتمت فيه العائلة المقدسة خلال السنوات الثلاث التي قضتها في مصر هربا من هيرود حاكم فلسطين، الذي كان قد أمر بقتل الأطفال تخوفا من نبوءة وردته، فيما ترى روايات أخرى أنها مكان لقلاية (مكان للخلوة) كان يعيش فيه أحد الرهبان النساك، في واحد من السراديب الصخرية المحفورة في المكان.

جددت الكنيسة عدة مرات خلال العصر الإسلامي، مرة في خلافة هارون الرشيد حينما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالي الإذن بتجديد الكنيسة، وأخرى في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي سمح للبطريرك افرام السرياني بتجديد جميع كنائس مصر وإصلاح ما تهدم، والمرة الثالثة كانت في عهد الظاهر دين الله.

كما اتخذها الكثير من البطاركة مقرا لهم منذ القرن الحادي عشر، وكان البطريرك خريستودولوس هو أول من اتخذ الكنيسة المعلقة مقرا لبابا الإسكندرية، ودفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع. وشهدت الكنيسة أيضا محاكمات للكهنة والأساقفة ومحاكمات المهرطقين، فضلا عن أنها تعتبر مزارا مهما للأقباط نظرا لقدمها التاريخي، وارتباط المكان بالعائلة المقدسة، ووجودها بين كنائس وأديرة لقديسين، فتسهل زيارتهم أيضا.