في عالم عشاق القهوة في أوروبا يتصدر الفنلنديون القائمة على عكس المتوقع من أن يحتل الإيطاليون المركز الأول وذلك حسب ما صرح به جياكومو بيفيانو رئيس أسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «ايلى» الإيطالية لصناعة الإسبريسو لوكالة الأنباء الألمانية.
وقال بيفيانو إن «شمال أوروبا هو أكثر الأسواق أهمية بالنسبة لمشروب القهوة عموما» غير أنه خص الفنلنديين بأنهم يشربون «كميات هائلة من القهوة».
أما بالنسبة للشاي، فالنتيجة قد تكون مخالفة للظن الشائع بأن يتصدر البريطانيون القائمة فقد جاءت أيرلندا في المقام الأول، تلتها تركيا، ثم بريطانيا، تأتي بعدهم بفارق بسيط روسيا وبولندا، بحسب ما صرح ميشيل لوينسي مدير التسويق العالمي بشركة «ليبتون» للشاي التابعة لشركة «يونيلفر» المتعددة لوكالة الأنباء الألمانية.
وعندما تتحدث عن المشروبات الساخنة، فإنك يمكن أن تجادل في أن مجموعة متنوعة في أوروبا تقود المشهد. ففنلندا هي أكبر مستهلك في القارة للقهوة، حيث يستهلك المواطن 12 كيلوغراما من القهوة سنويا، وهو أعلى معدل في العالم ويبلغ ضعف المعدل بين الإيطاليين. والنرويجيون والدنماركيون لا يبتعدون كثيرا.
لكن دول الشمال الأوروبي تميل للقهوة الضعيفة نسبيا والمقطرة، بينما دول المنطقة المتوسطية تفضل التأثير القوي لقهوة الإسبريسو المركزة.
في إيطاليا على سبيل المثال، فإن الإسبريسو هي الشكل المهيمن للقهوة؛ تشير التقديرات إلي أن الإيطاليين يستهلكون نحو 14 مليار إسبريسو، وهو ما يعادل 168 حمام سباحة أولمبي في العام.
ويشكل خليط الالبان مثل الكابتشينو والقهوة باللبن خمس الاستهلاك الإيطالي «لأن الإيطاليين يشربون الكابتشينو فقط في الإفطار».
وربما يوحي هذا بأن شمال أوروبا يفضل المشروبات الساخنة الضعيفة. وإذا كان مشروب القهوة يبدأ قويا في الجنوب ويزداد ضعفا كلما اتجهنا نحو الشمال، فإن العكس صحيح بالنسبة للشاي.
يقول لينسيه إن «كوب الشاي في السوق البريطاني يحتوى على 3 غرامات من الشاي مقابل 2 في فرنسا و5.1 في إيطاليا»، ومرة أخري يعود هذا بشكل كبير إلى اللبن؛ فالبريطانيون والأيرلنديون يشربونه عادة مع الشاي، بينما في الدول الواقعة في الجنوب والشرق مثل إيطاليا وروسيا وتركيا فغالبا تشرب الشاي بالليمون أو من دون إضافات. وبينما تفضل الدول المستهلكة تقليديا للشاي مثل بريطانيا وروسيا الشاي الأسود، فإن شاربي الشاي في الدول التي تفضل بشكل معتاد القهوة غالبا ما يحيدون عنه.
يقول لينسيه لوكالة الأنباء الألمانية: «في روسيا وبريطانيا يشكل الشاي المزود بنكهة نسبة بسيطة من المبيعات الكلية. لكن في فرنسا لا يركزون كثيرا على الشاي الأسود لأن الشاي غالبا يتم تناوله عند الساعة الرابعة مع الحلوى».
وفي ظل الموجة الحديثة من العولمة، فإن هذه الفروق الإقليمية بدأت في الانحسار، حيث تكسب أنواع القهوة، على غرار الإسبريسو، وأنواع الشاي الأخرى مزيدا من الأرض.