تحويل بيت مكتشف توت عنخ آمون إلى متحف تاريخي

الآثار المصرية تعيد الاعتبار لاستراحة الإنجليزي هيوارد كارتر

تصميم متوقع للمتحف المنتظر
TT

بدأت هيئة الآثار المصرية أعمال ترميم عاجلة لاستراحة عالم الآثار البريطاني السير «هيوارد كارتر»، مكتشف مقبرة الفرعون الذهبي، الملك الشاب «توت عنخ آمون» في عشرينات القرن الماضي، والقائمة في مدينة الأقصر، جنوب مصر.

وقال د.زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه سيتم الانتهاء من صيانة الاستراحة التي كان يستخدمها الأثريون المصريون كاستراحة مماثلة لهم بعد وفاة «كارتر»، ليتم الاحتفال بها في ذكرى اكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون» في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1922.

وأضاف حواس أنه سيتم تحويل الاستراحة إلى متحف يليق بمكتشف مقبرة الفرعون الشاب الذي تؤكد كافة الشواهد الأثرية أنه توفي في التاسعة عشرة من عمره. لافتا إلى أن إعداد المتحف بعد افتتاحه سيضم مقتنيات «كارتر»، وكذلك إعداد وتطوير «بازارات» سياحية في محيطه، بما يلائم الطبيعة الأثرية للبيت.

ومن جانبه، قال اللواء علي هلال، رئيس قطاع المشروعات بالمجلس، إن أعمال ترميم الاستراحة تجري بالتعاون مع الخبراء الفرنسيين، الذين وضعوا تصميما خاصا للاستراحة، بما يتناسب مع تحويلها إلى متحف، وتبلغ تكلفة المشروع نحو مليون و100 ألف جنيه.

وقال: إن المتحف سيضم جميع مقتنيات مكتشف مقبرة «توت عنخ آمون» التي تم التوصل إليها، وكانت مشونة في مخازن المجلس، وأنه في الوقت الذي تعذر فيه الحصول على بعض المقتنيات، فإنه سيتم إعداد مقتنيات طبق الأصل، ليضمها المتحف، من خلال صور «كارتر» التي وجدت داخل بيته، وكذلك عن طريق جمع المعلومات من جانب الأثريين الذين عاشوا في البيت واستخدموه كاستراحة لهم.

وأضاف أن أعمال الترميم ستراعي تاريخ البيت المبني من الطوب اللبن، وأنها ستعمل على صيانته من نفس الخامات التي بني بها البيت، ليصبح صورة من واقعه، عندما كان يقيم فيه»كارتر».

ولفت إلى أن المتحف في طوره الجديد، سيضم مكتبة لـ«كارتر»، كما كانت قائمة في داره، وإشغال غرف الاستراحة الأخرى بمقتنياته التي كان يضمها البيت، بالإضافة إلى إحياء المعمل الذي كان قد أنشأه لفحص المكتشفات التي كان يتوصل إليها.

ويتكون البيت من خمس غرف وممر ومعمل، ويتمتع بسقف خشبي، سيتم إعداده وفق معمار رائد العمارة الإسلامية حسن فتحي، بحيث تعطي مجالا للتهوية الطبيعية داخل المتحف المرتقب.

وحسب فريق البعثة، فإن أهمية الكشف تكمن في كونه يلخص السنوات التي كان يقوم فيها «كارتر» بحفائره في الوادي، وأنها يمكن أن تكشف أسرارا عن تلك الفترة التي كانت تتحدث عنها الصحف الإنجليزية، أثناء عملية الحفائر، أو عملية اكتشاف المقبرة ذاتها.

ومن بين المقتنيات التي سيضمها المتحف المرتقب عشرات الأعداد من جريدة «التايمز»، التي تم العثور عليها في الموقع، والتي كان يقرأها كارتر وذلك أثناء قيام البعثة بحفائرها في منطقة البر الغربي بالأقصر.

ويعكف فريق من المرممين بالمجلس الأعلى للآثار حاليا على ترميم صفحات الصحيفة الإنجليزية، وترجمة محتوياتها، وخاصة فيما يتعلق بما نشر عن مصر، وتحديدا حفائر ومكتشفات «كارتر» في وادي الملوك بالبر الغربي بمدينة الأقصر.

والمعروف أن «توت عنخ آمون» تولى عرش مصر في عام 1348 ق.م، وكان عمره آنذاك 10 أعوام فقط، واختلف المؤرخون في نسبه حيث رأى بعضهم أنه ابن الملك «أمنحتب الثالث» الذي أنجبه على كبر، وجاء هذا الاعتقاد نتيجة العثور على تمثال في السودان كتب عليه أن «توت عنخ آمون» والده هو «أمنحتب الثالث».

والرأي الأقرب للتصديق، حسب الأثريين، هو أن «توت» ابن لـ«إخناتون»، واختلف المؤرخون حول عمره عند وفاته، حيث أشار بعضهم إلى أنه توفي قبل أن يكمل الثانية عشرة من عمره، بينما رأى آخرون أنه توفي في سن العشرين، ودفن في مقبرة كانت معدة أصلا لخليفته «آي» في وادي الملوك، أما مقبرته الأصلية فكانت تحفر وتجهز في وادي الملوك الغربي.

أما السير «هيوارد كارتر» (9 مايو 1874 ـ 2 مارس 1939) فقد كان عالم آثار إنجليزيا وخبيرا بعلوم المصريات، ولد بمدينة لندن مقاطعة كينسينغتون، وقضى طفولته بشكل أساسي في سوافهام، نورفولك حيث عاش مع عماته، واشتهر بسبب اكتشافه لمقبرة «توت عنخ آمون». كما اكتشف آثارا تعود للملكة «حتشبسوت» في مقبرة بالدير البحري، وفي عام 1899 تم عرض وظيفة على «كارتر» من قبل المجلس الأعلى للآثار المصري، وما لبث أن استقال بسبب خلاف بين حراس موقع أثري مصري وبعض السائحين الفرنسيين في عام 1905.

ويعد اللورد «كارنارفون»، الممول الرئيسي لعملية اكتشاف المقبرة، وكان يعرف عنه بأنه من الهواة المتحمسين والذي كان على استعداد لتمويل بعثات «كارتر» الاستكشافية، حتى أصبح «كارتر» المسؤول عن كل أعمال التنقيب لـ«كارنافون».