السعودية: اعتزاز بالنخلة والحرفيين في معرض «عدسات أحسائية»

جبل القارة يغري المصورين في أكثر من 40 عملا

جانب من معرض «عدسات أحسائية» («الشرق الأوسط»)
TT

تظهر الأعمال الفنية المشاركة في معرض «عدسات أحسائية» في مجمع «العثيم مول» في الأحساء شرق السعودية، افتتان المصور بالطبيعة في بيئته وارتباطه العميق بالأرض. فمن خلال أكثر من 40 عملا فنيا في معرض فوتوغرافي نظمته جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، غلبت على الأعمال المشاركة صور النخيل والجبل والمياه والأبنية القديمة، صور فنية جامدة، تكاد تخلو من وجود الإنسان ما عدا صور الحرف اليدوية، إلا أن بعض المصورين استطاع أن يضيف على عمله شيئا من الحيوية من خلال حسن اختياره لزاوية التصوير، والاختيار المناسب لوقت التصوير، قد يكون فجرا أو قبل الغروب حيث تنعم السماء بألوانها الجميلة فيقتنص المصور هذه اللحظة كي يتوفر اللون الفني الذي يضفي على العمل رونقا وجمالا.

معرض «عدسات أحسائية» أقامته أمانة الأحساء أولا ضمن أنشطة مهرجان «حسانا فَلة» في صيف هذا العام بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وتم نقله حاليا إلى مجمع «العثيم مول»، ويشير سامي الجمعان مدير الجمعية أن الهدف من عرضه في مجمع «العثيم مول» هو الذهاب إلى الناس، حيث يوجدون في الأماكن العامة لتعويدهم مشاهدة الأعمال الفنية، وكذلك التعريف بفن التصوير الضوئي في الأحساء الذي أخذ انتشارا عالميا، من خلال الجوائز العالمية والدولية التي حققها أبناء الأحساء من خلال مشاركاتهم في هذه المسابقات، حيث حققوا في عام 2008 أكثر من 60 جائزة عالمية ودولية ومحلية. كما أرادت الجمعية أن تعرف بهؤلاء المصورين، وكذلك أن تعطي الفرصة لأسماء جديدة للمشاركة في هذا المعرض.

ومن خلال الأعمال المعروضة يتعرف المشاهد على طبيعة الأرض في الأحساء، حيث تحضر النخلة في الكثير من الأعمال الفنية، ويظهر بشكل واضح الاعتزاز بالنخلة، وإبرازها بشكل جمالي، من زوايا مختلفة. ولا يقتصر تصوير النخلة المثمرة فقط، بل النخلة اليابسة في الصحراء، التي هي بلا رأس وبلا ثمر، في صحراء قاحلة، بلا تربة ولا ماء، توحي صورتها بالضعف والانكسار والقسوة، ولكن المصور يلتقطها من الأسفل فتظهر في الصورة شامخة، قوية وعزيزة، فكأنما المصور لا يرضى ولا يريد لها أن تموت، حتى لو لم يتوفر لها الماء والفلاح. كذلك الفلاح يظهر في الصورة بأنه شجاع وعزيز وغني، من خلال التركيز على ملامحه الصارمة والواثقة أو تصويره وهو فوق النخلة كأنما يرتقي عرشا.

الصفات نفسها تنطبق على الحرفيين، حيث عرضت 8 أعمال تركز على الحرف اليدوية والحرفيين بصبرهم وتعابير وجوههم الموغلة في السنين، وبجانب النخلة يحضر جبل القارة في أعمال متنوعة ومتعددة، كقطعة من الجمال الفاتن للمصور، حيث يجد المصور ضالته في تشكيلات صخور هذا الجبل بشكله البديع، حيث يغري المصور بأن يداوم على تصويره في أوقات ومن أماكن مختلفة، رغبة في الفوز بصورة مبدعة يتباهى بها أمام زملائه المصورين.

43 عملا فنيا، بعضها تناول البحر وقنوات مياه الري والصحراء والأبنية القديمة المهجورة ونقوش أبواب الخشب، قدمت بأفكار حديثة في التصوير الضوئي، لا تخلو من تدخل المصور في تعديل درجات اللون بواسطة برنامج «الفوتوشوب».