جامع وثائق يعثر على صور نادرة تعود لمصور الملك فؤاد

منها 20 ألبوما تضم صور زفاف الملكة فريدة

العاملون بمهنة السقا يملأون قربهم بمياه النيل («الشرق الأوسط»)
TT

لقطات وصور فوتوغرافية تعود للقرن التاسع عشر ترسم ملامح الحياة في مصر المحروسة.. بورتريهات لوجوه لفحتها أشعة الشمس تملؤها التجاعيد والخطوط التي خطها كفاحهم مع الزمن، وصور لحرفيين يزاولون مهنا انقرضت، اقتنصها ألبان Alban أشهر المصورين الفوتوغرافيين في مصر وكان مصور الأسرة المالكة بدءا من عهد الملك فؤاد ملك مصر الراحل ورافق الملك في كل جولاته داخل وخارج مصر وحتى بداية عهد خلفه الملك فاروق الأول.

يقتني هذه المجموعة حاليا مكرم سلامة، جامع الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية الشهير، الذي يمتلك أكثر من 10 آلاف أفيش سينمائي وعشرات الآلاف من الصور الخاصة بالسينما والمسرح.

وحول قصة هذه الصور الثمينة يقول سلامة لـ«الشرق الأوسط»: «ألبان مصور أرمني الأصل عاش في الإسكندرية وكان يملك ثاني أقدم ستوديو تصوير فوتوغرافي بعد ستوديو «عزيز ودوريس» وكان مقره في محطة الرمل، اتخذه الملك فؤاد مصورا خاصا له ولم يفارقه في كل المناسبات والزيارات والجولات الميدانية، ورافقه في أسوان والأقصر والفلبين وباريس».

وأوضح سلامة أن من بين الصور النادرة التي عثر عليها لقطات تجسد عودة الملك فؤاد إلى الإسكندرية بعد رحلة أوروبا سنة 1936، كما قام بتصوير اللحظات المثيرة لاكتشاف كارتر كنوز مقبرة توت عنخ آمون، كما أن الأسرة المالكة أوكلت إليه أيضا مهام تصوير الأفراح والليالي الملاح، وأشهر الصور التي التقطها صورة للملكة فريدة ليلة زفافها على الملك فاروق. وعثر سلامة على تلك المجموعة الفوتوغرافية التي لا تقدر بثمن عند أسرة الأرمني هايك دايليكيان، مساعد «ألبان» الذي ورث عنه كل مقتنيات الاستوديو، ثم باعت أسرته كل ما يملكه من أفلام نيجاتيف وصور فوتوغرافية والتي حصل منها على 2000 صورة و20 ألبوما تحمل بين طياتها تاريخ مصر. ويؤكد سلامة أن الصور تنم عن لمسة فنية وحرفية شديدة ونظرة ثاقبة حيث التقطها «ألبان» وكأنه يعلم أنها ستؤرخ لحياة المصريين في تلك الفترة، فأخذ يصور مظاهر الحياة اليومية سواء في الريف أو في المدن المصرية، وخص الإسكندرية بمجموعة متنوعة من الصور تعكس مظاهر الحياة الكوزموبوليتانية فيها، وحياة البحر التي تميز المدن الساحلية، والحرف والأزياء التي كان يرتديها المصريون والأجانب، كما التقط صورا لأهم المباني والتي ما زال الكثير منها موجودا حتى الآن، ومن أهمها: كلية سان مارك، والمتحف اليوناني الروماني، وقلعة قايتباي، وقصور الأمراء والأسرة المالكة التي تحولت إلى مبان حكومية.

ومن أهم الصور اللافتة للنظر في الألبومات التي يقتنيها مكرم سلامة صور لصندوق الدنيا تعود لعام 1917، وهو الصندوق الخشبي الذي كان يعرض عددا من الصور الثابتة وكان يمثل اختراعا مذهلا يلتف حوله الأطفال يشاهدون الصور في سعادة شديدة مقابل الملاليم وذلك قبيل ظهور التلفزيون، أيضا صور للسقاة أثناء تعبئة القرب بالماء من الترع واستعدادهم للتجول في حواري مصر.