مبنى مقر منظمات الأمم المتحدة في النمسا يحتفل بمرور 30 عاما على إنشائه

إيجاره الشهري شلن نمساوي

مقر منظمات الأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية فيينا («الشرق الأوسط»)
TT

30 شمعة أطفأها مقر منظمات الأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية فيينا الـ«VIC» كما يختصر الموظفون الدوليون اسم مبناهم، و«الأونو سيتي» كما يناديها النمساويون. المنطقة حول المبنى الواقعة على الضفة الشمالية من نهر الدانوب، قد توسعت بصورة أصبحت معها وكأنها مدينة داخل مدينة فيينا، تمتاز بطابع مبانيها الحديث الخاص، ومدارسها الدولية التي تنطق بأكثر من لغة، وأسواقها نمساوية المنشأ عالمية البضائع.

تم افتتاح المبنى الذي أجرته الحكومة النمساوية للأمم المتحدة بمبلغ شلن نمساوي واحد في العام، ما يعادل 0,07 يورو، ولمدة 99 عاما في 23 أغسطس (آب) 1979.

هذا الإيجار الرمزي، تلاشت المطالبة به مؤخرا، كما أعلن بان كي مون سكرتير عام الأمم المتحدة. مؤكدا أن النمساويين لم يعودوا يطالبون بأي إيجار سواء شلن أو يورو. وكما أوضح وزير الخارجية النمساوي مفتخرا فإن المقر لم يجلب لفيينا الكثير من مظاهر ودعائم الحضور العالمي، والمشاركة الدولية الفاعلة والمحسوسة فحسب بل يجلب لها سنويا أكثر من 400 ألف يورو. و للاحتفال بالمناسبة أقام المسؤولون عن بالتعاون والتنسيق مع عمودية المدينة حفلا راقيا جرت مراسمه في أحدث قاعاته، وهي قاعة اجتماعات ضخمة مزودة بالطاقة الشمسية. حضر الحفل بان كي مون سكرتير عام الأمم المتحدة وحرمه، والرئيس النمساوي هاينز فيشر، وباربرا برامر رئيسة البرلمان النمساوي، وميخائيل هويبل، عمدة فيينا، ووزير الخارجية النمساوي بالإضافة لمديري المنظمات الدولية العاملة بالمقر وعدد غفير من السفراء والدبلوماسيين، ومنسوبي تلك المنظمات، مندوبي وكالات الإعلام الدولية والمحلية. هذا ولم يغنِّ الحضور كما جرت العادة في حفلات أعياد الميلاد أغنية «سنة حلوة يا جميل» أو «هابي بيرث داي تو يو»، بل تابعوا بالغناء والدعاء فرقة موسيقية شبابية قدمت أغنية بعنوان «وقعوا الاتفاق» (Seal the Deal) داعية الدول إلى المشاركة في المؤتمر العالمي الخاص بقضايا التغير المناخي، المقرر عقده نهاية العام بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن. تدعوا كلمات الأغنية الزعماء والقادة إلى إنقاذ البشر بإنقاذ العالم بالحفاظ على بيئته وصحته وتطوره، مترنمة بكلمات تدعو أن ينجح المشاركون يومها في التوقيع على اتفاقية عالمية فاعلة تلزم بالعمل على مراعاة التغيرات البيئية والمناخية ما يؤهل البشر جميعا لحياة صحية مرفهة ومتطورة وسعيدة. هذا كما شارك الحضور بالغناء فرقة موسيقية أخرى، اختيرت بعناية فائقة، لترمز إلى إمكانية التعايش في سلم وأمان رغم كل الفروقات والاختلافات بين الشعوب، إذ ضمت عازفين ومغنين عربا ويهودا وجنسيات أخرى.

الجدير بالذكر أن مبنى الأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية فيينا يضم رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئاسة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ورئاسة منظمة مكافحة الجريمة والمخدرات، ورئاسة منظمة حظر التجارب النووية، بالإضافة إلى عدد من مكاتب يتبع منظمات أخرى. ويعمل بها أكثر من 4 آلاف موظف وموظفة من أكثر من 100 دولة.

من جانبها وكما أشار الرئيس النمساوي، فإن النمسا تفتخر كثيرا بكونها العاصمة الأوروبية الوحيدة بين عواصم الاتحاد الأوروبي التي تُعتبر مدينة دولية. مضيفا وهو يبتسم أن لفيينا نكهة خاصة يعرفها الجميع، وطلة وحضورا ينداح بين أروقة الدبلوماسية العالمية يشار إليها بـ«روح فيينا الوفاقية»، التي تمكّن وتساعد على ممارسة الحوار بين الأطراف كافة، وتوسعته وقبوله لحلحلة الأزمات، والتحديات الدولية التي توجه الدول أعضاء الأمم المتحدة وشعوبهم قبل حكوماتهم.