7 أيام من العزف المنفرد لسلطان الموسيقى العربية

الدورة الأولى لمهرجان العود في تونس

ملصق مهرجان العود بتونس («الشرق الأوسط»)
TT

طرب... عزف منفرد... عزف جماعي... عناوين حالمة لمعزوفات موسيقية تونسية وشرقية... كل هذه الألوان حضرت في الدورة الأولى لمهرجان العود الذي تحتضنه دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة التونسية من 27 أغسطس (آب) إلى 4 سبتمبر (أيلول) بمشاركة عازفين تونسيين متميزين على آلة العود. الفكرة لاقت استحسانا كبيرا لدى الباحثين عن الطرب الأصيل خلال السهرات الرمضانية وتمكن المهرجان من إخراج الكثير من محبي العود من ديارهم والرجوع إلى ذكريات تكاد لا تنسى.

المهرجان جلب مع عازفي العود الكثير من الأحلام فحملت القطع والمعزوفات الموسيقية عناوين تعج بالمشاعر والعواطف فنجد ضمن البرمجة «محاكاة أوتار» و«أوتار الحب» و«درة عيني» و«طرب الأوتار» و«سماعيات» و«أشعار وأغاني» و«ذكريات» و«البطرسي» ليكون مسك الختام «ألوان تونسية».

حول مهرجان العود والبرمجة خلال السهرات المتتالية التي تتحف جمهورا من نوع خاص، قال حمادي المزي مدير دار الثقافة ابن رشيق ومدير الدورة الأولى لمهرجان العود «حاولنا تخطي كل أسباب الفشل في البرمجة ورجعنا إلى آلة العود التي تجلب الجمهور التونسي خلال الليالي الرمضانية بعد أشهر من المهرجانات الصيفية التي تجمع بين الغث والسمين». وأضاف المزي أن الاختيار على العود يأتي في إطار سياق ثقافي متكامل دأبت الدار على تشجيعه وهو يعتمد بالخصوص على الأفكار الإبداعية الهادفة، ومن المنتظر أن يتسع نطاق المهرجان ليصبح خلال الدورات القادمة عربيا يستقطب أمهر العازفين على آلة العود، وربما يتطور لاحقا ليصبح مهرجانا دوليا للعود.

وقال مراد الصقلي عازف العود الذي سيحيي سهرة اليوم 4 سبتمبر (أيلول) إن العود آلة مركزية في فرق الموسيقي العربية وهي حمالة لأوجه عديدة من الإبداع ومن الصعب الاستغناء عن آلة مثل العود. أما عن العرض الذي سيقدمه فقد أكد الصقلي لـ«الشرق الأوسط» انه سيتواصل لمدة 75 دقيقة وسيعرض على الجمهور عرضا بعنوان «ألوان تونسية» وهو عبارة عن مجموعة من المعزوفات الصامتة على غرار معزوفة «حكاية طويلة» وعرض «غمق الورد» وعرض «القيروان الخالدة». وترى عازفة العود التونسية زهرة المدني التي تشارك في المهرجان بعرض «ذكريات» أن المزج بين اللون الموسيقي التونسي واللون الشرقي قد يفرز موسيقى حالمة. وقد اختارت عزف بعض القطع الموسيقية الشرقية مثل «يا مسافر وحدك» لمحمد عبد الوهاب وبعض القطع الموسيقية التونسية.

وتعتبر المدني أن العود آلة قديمة متجددة، بالإمكان أن تعزف عليها موسيقى تقليدية كلاسيكية ولكنها كذلك لها القدرة الكافية على العزف المتطور الذي يجاري نسق الحياة الحالية. وترى من ناحية أخرى أن العود كآلة بسيطة لها القدرة على الكثير من الخلق والإبداع. وتسعى من خلال آلة العود إلى إضافة القليل لما تركه عازفو العود أمثال منير بشير وفريد الأطرش ومارسيل خليفة.

وعدد عازف العود التونسي الهادي قلة الأسماء التي أطلقها الأولون على آلة العود فهو سلطان الآلات الموسيقية العربية وهو آلة العزف والطرب وهو آلة التلحين والآلة المرافقة للطرب. لكل هذا يستحق العود أن يكون له مهرجان بأكمله يحمل اسمه وسط الهجمة التي تعاني منها الموسيقى العربية وآلاتها الأساسية ومن بينها العود. ويرى قلة أن المهرجان قادر على استيعاب المزيد من العازفين والانفتاح بالتالي على التجارب الدولية في مجالات العزف على آلة العود. وعن الاختلافات الموجودة بين المقامات الموسيقية سواء منها الشرقية أو الآتية من بلدان المغرب العربي، يرى قلة أن التراث الموسيقي العربي وأحد أساليبه واحدة وبحوره واحدة ولا يمكن بالتالي الحديث عن فوارق جوهرية.