لبنان ضيف الصفحات العشر الأولى في «غينيس» بأكبر صينية كبّة

بعد أضخم كتاب وأطول سندويتش وأكبر جناح ملكي في أحد الفنادق

أم صليبا تمد الكبة
TT

على إيقاع الزغاريد والأقاويل، دخلت بلدة إهدن الشمالية ومعها لبنان موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتحضيرها أكثر ما تشتهر به: الكبّة. وقد جعلت من المناسبة التي عمّها الفرح، عرسا شارك فيه المئات من الأهالي، فضلا عن المغتربين والسياح العرب والأوروبيين. توافدوا إلى ساحة مبنى الميدان في ساحة الكبرى الأثرية بوسط إهدن، حيث لم يكتفوا بالمشاهدة والتصفيق، بل عقدوا حلقات الدبكة مما أضفى مزيدا من الحماسة والفرح على المناسبة.

وقد استخدم لتحضير هذا الطبق 120 كيلوغراما من لحم البقر المدقوق و80 كيلوغراما من البرغل وخمسة كيلوغرامات من الملح وكيلوغرام من البهار و80 لترا من زيت الزيتون. وبلغ قطر صينية الكبة خمسة أمتار فيما وصلت مساحتها إلى 20 مترا مربعا. أما وزنها مع الموقدة التي حضّرها أحد أبناء البلدة فبلغ خمسة أطنان. وبعد الطهو وصل وزن صينية الكبة 233 كيلوغراما.

وأفادت المسؤولة عن هذا النشاط، سناء أبي ديب، أن 25 سيدة من زغرتا والبلدات المحيطة اختارتهن «جمعية الميدان» التي تعنى بتنظيم مهرجان «إهدنيات» للمشاركة في هذا الحدث الذي «أردنا من خلاله أن نصل إلى العالمية ونرسّخ اسم إهدن. لذلك حرصنا على اختيار السيدات ممن يتقنّ تحضير الكبة والرشيقات في المدّ والعجن. وقد تراوحت أعمارهن بين الثلاثين و86 عاما»، كما قالت لـ«الشرق الأوسط». واللافت أن السيدة الأكثر تقدّما في السنّ من بين المشاركات هي أم صليبا، وقد اختيرت لأن «صيتها ذائع في المنطقة بفضل خبرتها الطويلة في تحضير الكبّة، فقد أمضت أكثر من خمسين عاما تعمل في هذا المجال. واستفدنا كثيرا من نصائحها وتعليماتها، لأنها مدّتنا بأفكار عملية لمدّ الكبّة».

وعن مراحل التحضير التي استمرّت ست ساعات، قالت: «كان العمل منظما جدا، ذلك أن السيدات وزّعن المهمات. فتولّت كل مجموعة جزءا معيّنا. وكنّا قبل يومين قد أجرينا تجارب واختارت كل سيدة مهمّة معيّنة». والعرس لم ينته بمجرّد طهو الكبّة، ذلك أن إحدى السيدات تولّت تقطيعها إلى «18 وربة (اي قطعة مثلّثة كما يقول الشماليون) وقد استخدمت لهذا سكّينا طولها متران ونصف المتر، إنما خفيفة لأنها مصنوعة من الألمنيوم خصيصا للمناسبة. وبلغ طول كل وربة مترين ونصف المتر». وأوضحت أبي ديب أن «هذه الفكرة وردت قبل أربع سنوات أو خمس، لكننا كنا ننتظر توافر الظروف المؤاتية. وبعد تواصل مع المسؤولين في غينيس، وجدنا أن لا رقم سابقا تحقّق في الكبة، إنما كان علينا أن نكسر رقما حقّق في الغرب عبر تحضير همبرغر وزنه مائة كيلوغرام». ولفتت إلى أن «ما تردّد في تحضير كبّة في الناصرة، لم يكن بالتعاون مع غينيس لذلك كان خارج نطاق المنافسة». ولدى السؤال عن الكلفة، تبدي سرورا بالقول إن أهالي البلدة والقرى المحيطة عبّروا عن حماستهم «إما عبر التطوّع كالسيدات، وإما عبر تقديم بعض المكونات كالبرغل، وإما عبر بيعنا بعضها الآخر بسعر الكلفة كاللحوم (1120 دولارا) والزيت. كما أن من اعتنى بتحضير الموقدة لم يأخذ بدل أتعابه بل اكتفى بأخذ ثمن كلفة المواد. لذلك نفخر بالقول إن الرقم الذي حققناه هو ثمرة عمل جماعي لأهالي قضاء زغرتا. حتى إن ممثل غينيس، طلال عمر، قال لنا إنها المرّة الأولى التي يشاهد فيها احتفالا يكون المشاركون فيه فرحين لا متشنّجين. وهذا ما دفعه للإعلان أن رقمنا لن يدرج في خانة الطعام كما كان يفترض أن يحصل، بل ضمن الصفحات العشر الأولى التي تضمّ أكثر الأمور تميّزا في العالم». وذكرت أنه إلى جانب عمر «حضر أربعة خبراء من وزارة الصحة العامة اللبنانية للتأكد من صلاحية الكبّة للأكل، إضافة إلى خبيرين من مصلحة الموازين والمكاييل في وزارة الاقتصاد بهدف التأكد من المقاييس والمقادير».

وأشارت إلى أن «عرس الكبّة» استمرّ في اليوم التالي فعملت السيدات المشاركات على تحضير كل أصناف الكبّة التي يشتهر بها الشماليون أمام 5 آلاف شخص. وفازت في المسابقة التي أجريت بالتعاون مع «سوق الطيب» ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لـ«بناء السلام» كل من يولا خضير التي حضّرت أكبر قرص كبّة بلغ 86 سنتيمترا، فيما فازت مارتا إيليا في تحضير أسرع كبة نيئة على الجرن، أما أم صليبا ففازت عن فئة ألذّ كبّة.

يذكر أن لبنان سبق أن دخل موسوعة غينيس وحقّق قائمة من الأرقام القياسية، عبر إعداد قرية كفر قطرة الشوفية أطول سندوتش تجاوز طوله 700 متر. وقد حضّر من خبز الصاج التقليدي وأضيفت إليه اللبنة والبندورة (طماطم) والخيار وزيت الزيتون.

ولم ينحصر تحقيق الأرقام القياسية بالمأكولات أو المناطق، ذلك أن المصوّر اللبناني أيمن تراوي دخل الموسوعة عبر أكبر كتاب مصوّر يزن 1060 كيلوغراما ويبلغ طوله ثلاثة أمتار و85 سنتيمترا وعرضه مترين و77 سنتيمترا، وقد استدعى سواعد 32 رجلا لنقله إلى مكان العرض.

وكان اللبناني توفيق ضاهر دخل الموسوعة عندما صنع من عيدان الثقاب مجسما ضخما لسفينة «تايتانيك»! وحقّق لبنانيون في المهجر وتحديدا في كندا، أطول «دبكة» لبنانية على أنغام «راجع يتعمر لبنان» للموسيقي الراحل زكي ناصيف. وقد بلغ عدد المشاركين فيها 4475 شخصا. كما شق فندق «غراندهيلز فيلاج» في بلدة برمانا الجبلية طريقه إلى الموسوعة عبر إقامته أكبر جناح ملكي في العالم، حلّت فيه لاحقا باريس هيلتون ضيفة.