التمييز ضد المرأة ما زال يمثل الثقافة السائدة في الحي المالي

الكفاءات للنساء تساوي 20% فقط مما يتقاضاه الرجال

TT

في أكبر مسح تشهده المؤسسات المالية البريطانية في تاريخها، والحي المالي اللندني (سيتي أوف لندن)، تبين أن هذا القطاع، الذي أثار جدلا واسعا خلال السنة الماضية منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية بخصوص الكفاءات المالية للمديرين التنفيذيين، هو من أكثر القطاعات التي تسيطر عليها ثقافة التمييز ضد النساء في ما يتقاضينه من رواتب وكفاءات.

وتبين من خلال هذا المسح، الذي نشرت نتائجه أمس، أن «الرجولة» و«الانتماء إلى شبكات ذكورية» هي الثقافة السائدة التي تتحكم في نظام الرواتب والدفع بشكل عام، مما جعل الرواتب والمكافآت السنوية المالية لما تتقاضاه النساء العاملات في القطاع لا يتعدى 20 في المائة مما يتقاضاه زملاؤهن من الرجال.

وقالت بعض النساء العاملات في القطاع المصرفي لـ«مؤسسة المساواة والحقوق الإنسانية» البريطانية، التي قامت بهذا المسح، إن الموظفة التي تصبح حاملا خلال وجودها في الوظيفة تواجه دائما خطر فقدان الوظيفة، وإن التوظيف يتم دائما لاعتبارات ذكورية. كما أن وسائل الترفيه التي تدخلها بعض المؤسسات المالية تستثني النساء من النشاطات، وذلك بسبب الخيارات المفتوحة، إذ يتم تكريم زبائن المؤسسات في نواد ليلية تستخدم النساء فيها للترفيه عن الرجال، وكذلك يتم استئجار ملاعب الغولف للأغراض نفسها، وهذه عادة رياضة يمارسها الرجال أكثر من النساء، ولهذا يتم استثناء النساء بشكل تلقائي من هذه النشاطات.

وقالت إحدى النساء، كما ذكر التقارير: «كل نشاط تقوم به المؤسسة، سواء كان ذلك لصالح الزبائن أو من أجل زيادة التآلف بين العاملين في المؤسسات، تجده يتمحور حول مفهوم الرجولة، ولهذا تستثنى النساء تلقائيا من النشاطات والعمل».

ويقول التقرير إن «الثقافة السائدة في مكان العمل تحط من قيمة بعض الوظائف التي تصبح متعلقة بعمل النساء، وهذه يبتعد عنها الرجال، مما يخلق نوعا من الغيتو النسائي، وفصلا بين الجنسين في الوظائف». وبسبب سياسة التمييز، قال التقرير إن النساء يمنعن من الحصول على رواتب عالية.

وقالت إحداهن إنها عندما تقدمت إلى رئيسها تطالب مناقشة راتبها وتقدمها في سلم الوظائف في الشركة قيل لها إن عليها أن ترتدي ملابس جذابة تظهر محاسنها قبل مناقشة الموضوع.

وقالت أخرى إن المرأة عليها أن تشارك في حفلات الشراب مع الرجال، وأن تلعب البلياردو معهم، وأن تتكلم وتتصرف مثل الرجال (أن لا تبكي أو تشكو أو تطالب بأخذ بعض الوقت لتكون مع عائلتها) حتى تتأكد من الحصول على بعض المكاسب الوظيفية والمالية.

وقال التقرير إن النساء تتقاضى أقل من 47 في المائة مما يتقاضاه الرجال في حي لندن المالي، بينما تجد أن الفجوة بين الجنسين في القطاعات الأخرى هي 28 في المائة فقط. كما اعتبر التقرير أن الفروقات في الكفاءات بين الجنسين في الحي المالي خلق فروقات شاسعة بين الرجال والنساء في مكان العمل وفي التقدم الوظيفي.