هل انفصلت أميرة موناكو عن زوجها الأمير الألماني؟

كارولين أمضت الصيف في يختها ولم ترافقه إلى احتفالات الفاتح في طرابلس

كارولين أميرة موناكو مع زوجها إرنست أوغست أمير هانوفر (رويترز)
TT

رغم ما اشتهرت به أميرة موناكو، كارولين، من تشدد في ملاحقة المجلات الفرنسية التي تتطرق إلى حياتها الخاصة، فإن هذه المجلات ما زالت تترصد أخبارها ولو كلفها السبق الصحافي غرامات باهظة، خلافا للمثل القائل «يا خبر اليوم بفلوس بكرة ببلاش»، وآخر هذه الأخبار أن الأميرة الحسناء التي كانت، ذات يوم، مالئة الدنيا وشاغلة الناس، تعيش شبه معتكفة على متن يختها «باشا 3»، بينما يحل زوجها الألماني، إرنست أوغست، أمير هانوفر، ضيفا على الرئيس الليبي، معمر القذافي، لحضور احتفالات الذكرى الأربعين لثورة الفاتح.

مرة واحدة التقى فيها الزوجان منذ بدايات هذا الصيف، وكان لقاء باردا ليوم واحد، جرى على شاطئ «بونيفاسيو» جنوب جزيرة كورسيكا، بمناسبة عيد ميلاد ابنتهما ألكسندرا، التي أطفأت عشر شمعات في العشرين من الشهر الماضي. وفيما عدا ذلك، واصلت كارولين الإبحار مع ابنتها الصغرى على متن يختها، قبل أن تغادر منزلها في بلدة «فونتنبلو»، قرب باريس، وتعود للاستقرار في قرية «سان ريمي دو بروفانس»، غير بعيد عن مونتي كارلو. وتمتلك الأميرة في القرية الأنيقة الهادئة بيتا ريفيا كانت قد عاشت فيه ردحا من عمرها قبل زواجها من إرنست أُوغست. ولعل عودتها إلى هذا البيت دليل على رغبتها في اللجوء إلى مكان آمن وبعيد عن أنظار المتطفلين، لكي تراجع حياتها وتتعرف على موضعي قدميها قبل اتخاذ أي قرار حاسم. ويبدو أنها تنوي البقاء هناك لفترة قد تطول، خصوصا وأنها ألحقت ابنتها ألكسندرا بمدرسة في موناكو.

وحكاية الأميرة الجميلة التي ما زالت تحتفظ بالكثير من سحرها، رغم تجاوزها سن الخمسين، حكاية طويلة مع الرجال، فهي قد تزوجت ثلاث مرات، وكان زوجها الأول «بلاي بوي» فرنسي يدعى فيليب جونو، خطف قلبها وهي في أول الصبا واقترن بها في مراسم دينية رغم معارضة عائلتها لذلك الارتباط، وخصوصا والدتها النجمة السينمائية الأميركية السابقة، الأميرة غريس كيلي. وسرعان ما زالت غشاوة الغرام عن عيني الأميرة الصغيرة لتكتشف أنها تزوجت رجلا مغامرا يكبرها في السن كثيرا ولا يمكن لها أن تجاريه في أسلوب حياته. ووقع الانفصال بين الزوجين لتعذر الحصول على الطلاق، فهو محرم وفق المذهب الكاثوليكي، وسعت العائلة الحاكمة في موناكو إلى استخدام كل نفوذها لكي تحصل على موافقة من الفاتيكان بإلغاء عقد الزواج، واستغرق الأمر سنوات، فلما تحررت كارولين وجدت ضالتها في زوج ثان يليق بها، هو رجل الأعمال الإيطالي ستيفانو كاسيراغي، وريث أُسرة صناعية شهيرة في عالم الأدوية.

أنجبت كارولين من زوجها الثاني ثلاثة أبناء: بيير، وأندريا، وابنتها شارلوت، التي أصبحت صبية حسناء ونسخة طبق الأصل من والدتها، لكن السعادة لم تكتمل، إذ طرق طائر الشؤم باب الأميرة مرة ثانية عندما لقي ستيفانو مصرعه في حادث اصطدام زورقه السريع، وحملت أميرة موناكو لقب أرملة، وهي في شرخ الشباب، وعزفت عن الزواج وتفرغت للقيام بدور السيدة الأُولى في موناكو، بعد أن فرغ هذا المكان برحيل والدتها المأساوي في حادث سيارة. وفي تلك السنوات ارتبطت كارولين بأكثر من حكاية حب، وطاردتها الشائعات في كل خطوة ورشحتها للزواج من ممثلين سينمائيين وسياسيين أُوروبيين. لكن عقلها اختار، في نهاية المطاف، أمير هانوفر الذي يفوقها في سلم الألقاب النبيلة، كما يفوقها في الثروة، ومن أجله تخلت عن لقبها «أميرة موناكو» لتصبح «أميرة هانوفر».

وطوال العقد الماضي، أثبتت كارولين أنها ليست مجرد نجمة من نجوم المجتمع الراقي وعصفورة لاهية لا هم لها سوى ارتياد الحفلات وارتداء أحدث الأزياء، بل تصلح لأن تكون زوجة مخلصة ووالدة حنونة. وعلى الرغم من الطبع الشرس لزوجها، واعتدائه بالضرب على المصورين، وإفراطه في الشرب، ودخوله في مشكلات لا تليق بموقعه، فإن زوجته ظلت تسانده وتدافع عنه، ولم يفترق الاثنان يوما إلا عندما أُصيب إرنست بعارض صحي شديد استدعى إقامته في عيادة خاصة في النمسا لعدة أشهر، عام 2005، وكانت سعادة الزوجين قد تكللت بالطفلة التي رزقا بها، ألكسندرا، في صيف 1999، وبدا وكأن أيام الحزن والفقدان قد ولت إلى الأبد.

لكنها الحياة.. تحاصر بضغوطها الأُمراء والميسورين بمثل ما تهاجم الفقراء والمجهولين. وبسبب الأزمة التي تمر بها غابت الأميرة، لأول مرة، عن الحفل الراقص للصليب الأحمر الذي يقام سنويا في مونتي كارلو. وأثار غيابها التساؤلات، فكتبت إحدى الصحف تقول إن «كارولين سطعت في غيابها مثلما كانت تسطع في حضورها». وها هي أميرة موناكو وهانوفر تطلب من سائقها، الأُسبوع الماضي، أن ينقل لها سيارتها إلى جنوب فرنسا، عبر الطرق البرية الطويلة ما بين باريس وموناكو، إنها السيارة التي تحمل الرقم 75 ويعرفها كل سكان الإمارة الصغيرة، لقد انتهت العطلة الصيفية وترجلت كارولين من يختها وجاءت لتتسلم المقود وتتنقل بالسيارة بين بيتها الريفي وبين قصر العائلة الواقع على صخرة تشرف على المتوسط. هل تريد أن تقول لسكان موناكو: «ها قد عدت إلى قاعدتي... سالمة»؟

كل الاحتمالات مفتوحة بعد اليوم، وهي قد تكون لحظة جفاء عابرة بين الزوجين وتعود بعدها المياه إلى مجاريها، أو قد تكون أُولى نذر الانفصال النهائي، لا أحد يعرف الجواب، خصوصا أن طرفي القضية يلتزمان الصمت، حاليا، وحتى إشعار آخر.