من سيكون جار أسرة أوباما؟

ضجة حول بيع المنزل المجاور لمنزل العائلة في شيكاغو.. المشترون المحتملون سيخضعون لفحوصات أمنية قبل التعامل مع عروضهم بجدية

المنزل المجاور لمنزل أوباما في شيكاغو (نيويورك تايمز)
TT

يحمل منزل في ضاحية هايد بارك بشيكاغو لافتة «للبيع» عند فنائه الأمامي، ولكن من غير المحتمل أن يراها المشترون المحتملون، وذلك لأن الشارع مغلق أمام غير المقيمين بناء على أوامر من «الخدمة السرية». يقع المنزل في 5040 ساوث غرينوود أفنيو، بجوار مقر إقامة الرئيس أوباما وأسرته في هايد بارك، وقد تم عرضه للبيع في عطلة نهاية الأسبوع. وتسبب طرح المنزل للبيع في إثارة ضجة خلال صيف اتسم بفتور بسوق العقارات. ولا ترجع هذه الضجة فحسب إلى روعة المنزل المؤلف من 17 غرفة، الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى قرن مضى ويتميز بنوافذه ذات الزجاج الملون ومنزل صغير ملحق به في الفناء الخلفي. أما العنصر الذي يركز ملاك المنزل عليه في تسويقه سعيا للحصول على صفقة جيدة، فهو الجيران الرائعين لمن يقطن هذا المنزل، الذين يفدون ومعهم الكثير من أفراد الأمن والحراسة الذين يبقون أعينهم مفتوحة طيلة اليوم. حاليا، يعمل بيل وجاكي غريمشو على بيع منزلهما البالغة مساحته 6.000 قدم مربع بعد أن عاشا فيه طوال 36 عاما. أما السعر، فمن الصعب تحديده، حسبما يؤكد وكلاء العقارات، نظرا لأن سوق العقارات لم تحاول من قبل منذ أن كان ريتشارد إم. نيكسون يعيش في شقة بمدينة نيويورك تقييم قيمة القرب المباشر من الرئيس داخل حي حضري ذي كثافة سكانية مرتفعة. (يذكر أن المنزلين المتجاورين في ساوث غرينوود أفنيو يفصل بينهما قرابة 20 قدما، بها خط من أشجار رفيعة وسياج حديدي مزخرف يبدو وكأنه للزينة أكثر منه للعزل بين المنزلين). كان غريمشو وزوجته قد اشتريا المنزل عام 1973 مقابل 35.000 دولار. وقد بيعت منازل أخرى بالمنطقة بأسعار تتراوح بين مليون و2.5 مليون دولار. من ناحيته، قال مات غاريسون، وكيل شؤون جدولة لدى شركة «كولدويل بانكر»، التي لا تنوي تحديد سعر معين بالنسبة للمنزل. وأضاف: «لا ندري بعد ماهية التأثير الذي ستتركه أسرة أوباما على الأمر». وأشار غاريسون إلى أنه حاول التعرف على أسعار ممتلكات عقارية أخرى مشابهة، لكن ليست هناك أسرة تعيش بجوار البيت الأبيض. وقال غاريسون: «حاولت استطلاع الأوضاع في 12 داوننغ ستريت، لكن الشارع برمته يضم مكاتب»، مشيرا إلى المبنى القائم بجوار مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني بلندن. وأضاف: «هنا، نرى من نافذة المطبخ الرواق الخلفي لمنزل الرئيس. المشترون هم من يحدد اتجاه السوق. إن السلع تباع بالأسعار التي يبدي الناس استعدادهم لدفعها». في الطابق الثالث، داخل الحجرة المخصصة للألعاب والحفلات توجد نافذة ضخمة توفر مشهدا كبيرا للمنزل ذي الطراز المعماري الجورجي الذي اشترته أسرة أوباما عام 2005 مقابل 1.65 مليون دولار. عند تطلعه إلى خارج النافذة، انتابت غاريسون الدهشة، وقال: «سقف منزل آل أوباما بحاجة لبعض الإصلاحات». وأضاف مازحا «من المحتمل أن يكون أفراد الخدمة السرية يتطلعون نحونا الآن ويقرأون حركة شفاهنا». وقال بيل غريمشو، بروفسور العلوم السياسية بـ«معهد إلينوي للتكنولوجيا» وزوجته جاكي خبيرة شؤون النقل والناشطة السياسية لصالح الحزب الديمقراطي، إنهما نجحا في بناء علاقة تقارب سلسة مع أسرة أوباما، الذين صوروا أحد الإعلانات التلفزيونية للدعاية الانتخابية لأوباما في غرفة المعيشة بمنزل غريمشو.

وعلق بيل على الأمر مازحا بقوله: «لم يرغبوا في إحداث فوضى بمنزلهما. وقد أتى إلينا ثلاثون شخصا يتسكعون متسائلين «هل تلك أفضل كراسي لديكم لوضعها قرب الطاولة؟» الأمر الذي أثار دهشتي». من ناحية أخرى، اعتادت طفلتا أوباما، ساشا وماليا، إمداد أيديهما عبر الحاجز لملاطفة الكلب الذي يمتلكه آل غريمشو، ويدعي روكسي. على الجانب الآخر، اتفق جميع الأفراد المعنيين بعملية البيع حول أن المشترين المحتملين سيخضعون لفحوصات أمنية قبل التعامل مع عروضهم بجدية. إلا أن متحدثا رسميا باسم «الخدمة السرية» رفض التعليق على عملية البيع أو أي أمر له صلة بالمنزل. وقال بيل غريمشو، 71 عاما، الذي أوشك على التقاعد من عمله، إنه لم يضطر قط إلى إغلاق أبوابه بالأقفال. واستطرد قائلا: «لكنني أعلم أيضا أن هناك أشخاصا لن يقبلوا قط العيش في مثل هذه الظروف. كل ما آمله من أوباما هو الحصول على زعيم وطني صالح ورب أسرة حقيقي وديمقراطي جيد». وفي سؤال له حول ما إذا كان يوافق على بيع المنزل إلى أحد أنصار الحزب الجمهوري، أجاب بيل غريمشو: «فقط إذا ما اضطررت لذلك». حتى الآن، تبدو العروض جميعها قادمة من الفضوليين الراغبين في التعرف على المنزل من الداخل. وقد زار بالفعل أكثر من 7.000 فرد موقع السمسار المعني ببيع المنزل على شبكة الإنترنت، www.5040Greenwood.com. عند القيام بزيارة إلى داخل المنزل ـ حال حصول المرء على تصريح بتلقي عرض خاص ـ يتضح أن المنزل بحاجة إلى الكثير من الإصلاحات. والملاحظ أن آل غريمشو لم يحاولوا التدخل في العناصر الثابتة الرئيسة بالمنزل أو الأعمال الخشبية به. وعليه، نجد أن مفاتيح الكهرباء تنتمي لعام 1907، بينما يعاني المطبخ والحمامات من حالة متهالكة. وربما يحتاج الطابق الثالث لإصلاح جدرانه. من ناحيته، اعترف بروفسور غريمشو بأنه «لم يول اهتماما كبيرا بالمنزل». جدير بالذكر أن غريمشو عانى من اعتلال صحته مؤخرا، وقال إن المنزل بحاجة إلى أعمال صيانة كبيرة حاليا. وأشار غريمشو إلى أنه حتى في القترة التي اشترى خلالها المنزل، «لم يكن لدينا ما يكفي لسد متطلبات مكان كهذا». وأكد أنه لم يرد بذهنه قط آنذاك أن المنطقة التي يقطن بها وتنتمي غالبية سكانها إلى الطبقتين الوسطى والعاملة ستتحول في يوم من الأيام إلى منطقة راقية. أما عن كيفية استقبالهم لدى قدومهم إلى المنزل في السبعينيات، أشار غريمشو إلى أن مجموعة من المراهقين اقتحموا المنزل قبل حتى أن يتمكن وزوجته من فتح الصناديق التي تتضمن متاعهم. وأكد بروفسور غريمشو على اعتقاده بأن الملاك الجدد للمنزل لن يجابهوا مثل هذه المواقف.

*خدمة «نيويورك تايمز»