تحت ضغط حملة يهودية.. جين فوندا تنسحب من حملة مقاطعة مهرجان تورونتو

جيري ساينفيلد وناتالي بورتمان ينضمان لحملة الدفاع عن برنامج تل أبيب

جين فوندا (أ.ب)
TT

تحولت الاحتفالية التي أعدها مهرجان تورونتو السينمائي بعنوان «من مدينة لمدينة» وتحتفل هذا العام بمدينة تل أبيب، إلى ساحة معركة بين معارضين ومؤيدين، بل ووصل الحد إلى التراشق بالاتهامات. فبعد أن أعلنت قائمة طويلة ضمت مئات التوقيعات من شخصيات عالمية في بيان عن معارضتها لتخصيص برنامج المدن لتل أبيب باعتباره دعاية لإسرائيل خاصة في عدم وجود مشاركة فلسطينية، قامت النجمة الأميركية جين فوندا التي قامت بالتوقيع على البيان بتغيير موقفها وأعلنت أنها منسحبة من الحملة وبررت ذلك بأن البيان «مثير بدون فائدة» خاصة أنه لم يتطرق إلى حماس وقضايا أخرى في النزاع العربي الإسرائيلي، وأضافت فوندا أنها قامت بالتوقيع على البيان «بدون قراءته بحرص وبدون أن أسأل نفسي إذا ما كانت الكلمات المستخدمة قد تؤدي لتردي الموقف بدلا من أن تساعد على إجراء الحوار البناء». ويبدو أن موقف السينمائيين المعارضين قد أثار حفيظة عدد كبير من النجوم المؤيدين لإسرائيل إذ نشرت الصحف الأميركية أمس خطابا مفتوحا وقع عليه الممثل جيري ساينفيلد والممثلة ناتالي بورتمان والممثل البريطاني ساشا بارون كوهين والمغني ليني كرافيتز وبطلة مسلسل «فريندز» ليزا كودرو وآخرون أعلنوا فيه شجبهم للحملة ضد احتفال مهرجان تورونتو بمدينة تل أبيب وذهب مخرج أعمال وثائقية حصل على جائزة الأوسكار مرتين عن أفلام تدور حول ضحايا المحرقة النازية إلى القول بأن الحملة تهدف لتدمير دولة إسرائيل.

وقد قام بتنظيم الحملة جماعات موالية لإسرائيل في لوس انجيليس جمعت توقيعات عدد كبير من النجوم الذين لديهم أصول في إسرائيل على بيان بعنوان «لا نحتاج قائمة سوداء جديدة». وقال هؤلاء في البيان «كل من شاهد أفلاما إسرائيلية حديثة يعرف أنها لا تحمل دعاية للحكومة». ومضى البيان قائلا إن مقاطعة تلك الأفلام ستؤدي إلى «خنق حركة التبادل الثقافي التي يجب على الفنانين الدفاع عنها». ومن جانبهم علق أصحاب حملة مقاطعة المهرجان على رد الفعل المضاد ومن ضمنهم المخرج البريطاني كين لوش والممثلة جولي كريستي والممثل هاري بيلافونتي، بأن منظمي مهرجان تورنتو يشاركون بدون علم في الحملة التي تطلقها إسرائيل حاليا لتحسين صورتها حول العالم. وكانت جين فوندا قد وقعت على الخطاب الذي حمل توقيعات مئات الأسماء من الفنانين والناشطين ووجه إلى إدارة مهرجان تورونتو معلنا اعتراض الموقعين على تخصيص احتفالية «من مدينة إلى مدينة» لتل أبيب وقام مخرج كندي بسحب فيلمه احتجاجا وكذلك تم سحب فيلمين مصريين من المهرجان.

ومن جانبها نفت إدارة المهرجان أنها تشارك في حملة الدعاية لإسرائيل وبررت اختيار تل أبيب بأنها مدينة تضم جنسيات متعددة. وكان خطاب الاعتراض قد حدد أن الاحتفال بتل أبيب دون الإشارة إلى الاحتلال أو إلى الهجوم على غزة في بداية هذا العام إنما يماثل «الاحتفال والتغني بجمال أحياء البيض في جنوب أفريقيا خلال فترة التمييز العنصري وإغفال ذكر الأحياء التي قطنها السود».

وحرص المعترضون على القول بأنهم لا يعترضون على المخرجين الإسرائيليين الذين تشارك أفلامهم في البرنامج ولا على المشاركة الإسرائيلية في المهرجان قائلين «في أعقاب الهجوم المتوحش على غزة نحن نعترض على استخدام حدث عالمي مثل تورنتو ليكون جزءا من حملة الدعاية تصب لصالح نظام نعته ديزموند توتو وجيمي كارتر بأنه «عنصري».

واستشهد البيان بقيام الحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع ثلاث شركات دعاية كندية بإطلاق حملة بملايين الدولارات للترويج لإسرائيل بعنوان «براند إسرائيل» والتي تهدف إلى إبعاد الأنظار عن معاملة إسرائيل للفلسطينيين والتركيز على انجازات إسرائيل في مجالات الثقافة والطب والعلم». وكان القنصل العام الإسرائيلي في كندا أمير غيسين قد قال في مقابلة صحافية إن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد اختارت تورونتو لتجربة حملة تجميل صورة الدولة اليهودية في الخارج، وأضاف أنه سيستخدم مهرجان تورونتو السينمائي كجزء من الحملة.