أبوظبي: اكتشاف أكبر مستعمرة لتكاثر الفلامنجو في جنوب الخليج العربي

العثور على 800 فرخ وأكثر من 1800 طائر فنتير في غرب أبوظبي

طيور فلامنجو وأفراخها في مستعمرة التكاثر الجديدة التي تم اكتشافها في محمية بو السياييف («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت المسوحات التي قامت بها هيئة البيئة في أبوظبي عن وجود مستعمرة جديدة لتكاثر طيور الفنتير (الفلامنجو الكبير) في محمية بو السياييف، وذلك خلال قيام فريق من الباحثين بالهيئة بإجراء مسوحات على الشريط الساحلي الغربي لدولة الإمارات العربية المتحدة لمراقبة الطيور البرية والبحرية.

وتأتي هذا المسوحات الدورية للمواقع الهامة للطيور في إطار برنامج الهيئة لمراقبة ورصد الطيور البحرية والساحلية الرئيسية للمحافظة عليها من خلال جمع البيانات وتقييم وضعها الحالي، ووضع تصور استراتيجي لتحديد الأولويات لحماية الأنواع والمناطق الهامة في إمارة أبوظبي.

وأكد ماجد المنصوري، الأمين العام للهيئة على أهمية هذا الاكتشاف، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل تكاثر طيور الفنتير أو الفلامنجو سوى مرتين في دولة الإمارات، وذلك قبل ما يزيد على عشر سنوات تقريبا، حيث شهدت محمية «الوثبة»، و«بحيرة الشهامة»، عمليات تكاثر لهذه الطيور.

وأشار إلى أن هذا الاكتشاف الجديد يؤكد الحاجة إلى زيادة رقعة المحميات الطبيعية والمحافظة على محمية «بو السياييف» البحرية لما تتميز به هذه المنطقة من وجود مستنقعات ملحية ومسطحات مدية محمية وحشائش بحرية في مناطق ضحلة، بالإضافة إلى وجود مناطق متفرقة من أشجار القرم، التي تدعم وجود الطيور الساحلية والطيور الخواضة.

وخلال المسح تم تسجيل وجود 224 عشا ناشطا في الحزام الرملي الواقع داخل منطقة المحمية البحرية، كما تم حصر وجود 1954 عشا في مستعمرتين جديدتين في الموقع لتكاثر طيور الفلامنجو تحتوى على أعشاش نشطة، وكانت نسبة كبيرة من الأعشاش مستخدمة بالفعل، إلا أن بعضها الآخر كان قد تم هجره بعد تضرره بسبب العواصف وسوء الأحوال الجوية.

وأضاف المنصوري أن «العثور على أكثر من 800 فرخ في المستعمرة يشير إلى نجاح هذه المستعمرة الجديدة ويجعلها من أكبر مواقع التعشيش الناجحة في الدولة، وربما في شبه الجزيرة العربية». كما عثر فريق الهيئة على أكثر من 18 ألف طائر فلامنجو في مناطق المد والجزر وفي المناطق الواقعة بين المصفح وبو السياييف، ويعتبر هذا العدد هو أكبر عدد يسجل إلى الآن لطيور الفلامنجو.

وأكد الدكتور سالم جاويد، نائب مدير قسم المحافظة على الطيور، على أهمية مناطق المد والجزر والمستنقعات المالحة والمناطق الواقعة إلى الغرب من قناة المصفح التي تعتبر من المناطق الهامة للفلامنجو والطيور البحرية. مشيرا إلى أن أهمية مواقع التكاثر التي تم اكتشافها حديثا كانت من بين المواقع التي حددتها الهيئة ضمن المواقع الهامة لتكاثر الطيور، بناء على المعلومات التي تم جمعها من خلال مشروع تعقب طيور الفلامنجو بواسطة الأقمار الصناعية، الذي بدأت الهيئة تنفيذه في عام 2005 للتعرف على مسار هجرتها وخصائصها البيولوجية وعاداتها في التغذية والتكاثر.

وأشار الدكتور جاويد إلى أن الهيئة تعمل حاليا مع مجلس التخطيط العمراني لتحديد ملامح المناطق الساحلية المخصصة للحماية داخل العاصمة أبوظبي، فنجاح تكاثر الفلامنجو يؤكد الحاجة الملحة لحماية هذه المناطق، نظرا لسرعة وتيرة التنمية على طول المناطق الساحلية في أبوظبي، خاصة في المنطقة الساحلية القريبة من مدينة المصفح. وقال: «نظرا لأهمية المنطقة، لتكاثر الفلامنجو فيها، ووجود أكثر من الآلاف من طائر الفلامنجو في هذه المنطقة، فقد قدمت الهيئة مقترحا لإعلان المستعمرة الجديدة المكتشفة لتكون محمية الفلامنجو داخل محمية بو السياييف»، مشيرا إلى أنه، ومنذ اكتشاف المستعمرة الجديدة، تقوم الهيئة بشكل دوري برصد أعداد الفلامنجو في المنطقة، التي بقيت مرتفعة بمعدل 10 آلاف طائر خلال فترة الصيف.