ظلت المحلات التجارية المستقلة تعاني لفترة من سيطرة السلاسل العالمية على السوق والتي تعتمد على شكل موحد لمحلاتها، فهي تتشابه في الديكور والخدمات التي تقدمها وجذبت الجمهور بشكل واسع هدد المحلات المستقلة. فمع ظهور سلاسل السوبر ماركت الشهيرة اختفت أو كادت تختفي محلات البقالة الصغيرة وكذلك طغت سلاسل المكتبات الشهير مثل بوردرز وواترستونز على المكتبات الصغيرة. ولكل محبي القهوة فالنجاح الساحق الذي حققته سلسلة مقاهي ستاربكس كان الدليل الأكبر على طغيان الأسماء الكبيرة والأشكال الموحدة حتى في عالم القهوة.
ولكن يبدو أن الوقت قد حان للعودة إلى الشكل المتفرد والمحال ذات البصمة الخاصة التي تبتعد عن الشكل الموحد في الديكور والطعم والرائحة فقد نقلت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية عن دارسي ويلسون رايمر المدير العام لمحلات ستاربكس في بريطانيا عن عزم السلسلة تغيير شكلها الحالي في متاجرها البالغ عددها 750 متجرا والاتجاه إلى خلق هوية شخصية متفردة لكل محل أملا في جذب زبائن والتغلب على انخفاض المبيعات في ظل منافسة قوية من محلات أخرى بدأت في التنافس على نصيب في إمبراطورية القهوة في الشارع البريطاني.
وبحسب كلام ويلسون فإن تغييرا واضحا سيطال ديكور مقاهي السلسلة والذي تميز منذ إنشائه بألوان موحدة ميزت قطع الأثاث والأرائك التي أثثت مقاهي ستاربكس في كل مدن العالم سواء كان ذلك في لندن أو في جدة أو نيويورك. وسيحل محلها قطع أثاث مستعملة وألوان جريئة ولائحة إعلانات تخص سكان الحي الذي يقع فيه المقهى يعلنون فيه عن نشاطات خاصة بحيهم. والتجربة التي ستطبق على مقاهي الشركة في لندن قد بدأت بشكل مختلف نوعا ما في سياتل بأميركا حيث أقيم مقهى يحمل عنوان «قهوة وشاي من وحي ستاربكس» ويقدم مشروبات متنوعة بالإضافة إلى القهوة والشاي. و يقول ويلسون: «عندما نفكر الآن في تغيير التصميمات الداخلية في محلاتنا فإننا نجب أن نفعل ذلك بطريقة تناسب أذواق الزبائن». ويبدو أن تلك الطريقة تتضمن تبني صيغة تعتمد على التميز والتفرد. ويعترف ويلسون رايمر أن سياسة المحلات قد تختلف من بلد لآخر إلا أنها من المؤكد ستحمل طلة مختلفة فبالنسبة لبريطانيا يؤكد رايمر أن التوجه الجديد يعتمد على فكرة أنه لا يوجد شكل موحد، ويضيف «في كل محل سيوجد شيء مختلف يرتبط بالحي الذي يوجد فيه» ويضرب المثل بأحد المقاهي الذي أقيم داخل مصنع سابق للعطور ويعتمد ديكور المقهى على تبني هوية المكان بإضافة قناني العطر في أرجائه. أما الشيء الموحد الذي تحرص عليه الشركة فهو على حد تعبير ويلسون رايمر «قهوة اللاتيه والكابتشينو.. وثقافة القهوة». وتأتي توجهات الشركة الجديدة بعد فترة واجهت فيها مصاعب مالية في السوق البريطانية واشتداد المنافسة خاصة من مقاهي كوستا وأيضا من مطاعم قد لا تكون القهوة هي بضاعتها الرئيسية مثل ماكدونالدز ولكنها نافست ستاربكس بقوة في السوق البريطانية.