أول مجلة متخصصة في الفن الإسلامي على الإنترنت تصدر من البلقان

كنعان شوركوفيتش: إنه إحدى خصائص الوحدة الثقافية للمسلمين

TT

دشّن متخصصون بوسنيون في عدد من ميادين الفن المتنوعة، أول مجلة عن الفن الإسلامي تصدر على الإنترنت. وتضم الكوكبة خبراء في تاريخ الفن الإسلامي والعمارة الإسلامية، بما في ذلك الزخارف والتصاميم والإعلانات والرسم والخط العربي وخلافه. كنعان شوركوفيتش، أحد هؤلاء المتخصصين، قال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «الفكرة راودتني وزوجتي إلفيرا بوياغيتش قبل سنتين. فعظمة الفن ومقامه في الثقافة الإسلامية يستحقان مجلة متخصصة وأكثر.. وبما أنني متخصص في تاريخ الفن الإسلامي، وزوجتي متخصصة في التصاميم ولقد حصلت على عدة جوائز منذ تخرجها في أكاديمية الفنون بمدينة لوبليانا (عاصمة سلوفينيا) عام 1996 فقد قررنا التعاون، بحيث أختار المواضيع كرئيس للتحرير وتتولى هي عملية التصاميم والإخراج. وبالفعل صدر العدد الأول كشيء جديد نقدّمه في رمضان هذا العام». وتتكون المجلة من 256 صفحة، وتصدر دوريا مرة كل شهرين، وهي موجهة كما يقول شوركوفيتش «إلى المهتمين بالفن الإسلامي، بل لكل متذوقي جمالية الفن الإسلامي في العالم، وهم كثر بحمد الله، وبالأخص من يريدون التعرف على الفن الإسلامي بعمق». ويمكن تصفح المجلة على العنوان التالي: www.islamicartsmagazine.com وعن المواضيع التي تتناولها المجلة، قال شوركوفيتش «إنها تهتم بكل ما يتعلق بتاريخ الفن الإسلامي وتطوّره وإبداعات المسلمين التاريخية والمعاصرة، التي لم يطلع عليها أغلب المهتمين بالموضوع، ناهيك من عامة الناس. ودور المجلة إبراز هذا الإبداع وترويجه عالميا، خاصة أنها تصدر باللغتين البوسنية والإنجليزية». وأرجع شوركوفيتش أسباب النشر بالبوسنية والانجليزية فقط لقلة الموارد الكفيلة بطباعتها باللغتين العربية والتركية وبقية اللغات في الدول الإسلامية، وتابع أنه سيمكن إضافة العربية والتركية للغات المجلة في حال توفر رافد مالي لهذا الغرض.

وحول رسالة الفن الإسلامي أجاب «الفن الإسلامي يتمتع بجمالية عالية وحس مرهف ويتميز بميزات روحية تعد خاصية من خصائص وحدة المسلمين الثقافية. فالأقواس والقباب والخط العربي والزخرفة سمات بارزة للثقافة والحضارة الإسلامية في كل مكان بنى فيه الإسلام وعمَّر، وهذه العناصر نشاهدها من سمرقند وبخارى إلى إسطنبول وسراييفو، ومن كوالالمبور وسنغافورة إلى مراكش والقيروان».

وعن العلاقة بين المجلة وجمعية أليف للفن الإسلامي، التي يرأسها منذ تأسيسها قبل بضعة أشهر وتضم عددا من الفنانين والخطاطين، قال شوركوفيتش: «جمعية أليف للفن الإسلامي مستقلة عن المجلة، ولكن أعضاء الجمعية يساعدون في إعدادها، ونحن نقوم بدورنا بنشر أخبارهم ونشاطاتهم، ويمكن اعتبارهم مستشارين للمجلة». وعن إنتاج المجلة، قال «إن التصاميم تعتمد على العمل اليدوي، ثم تدخل بعد ذلك على أنظمة الديجيتال (الرقمية) لتكون لوحة معاصرة تجمع بين الإبداع الحرفي اليدوي وما تمثله الأصالة في هذا الجانب، ودقة الحاسوب. وهذا عمل ـ كما يقول شوركوفيتش ـ يشارك فيه المصورون والفنانون والخطاطون والمهندسون وغيرهم. ووفقا لخطة المجلة سيحتوي كل عدد جديد من أعدادها على تغطية عن مدينة إسلامية عريقة وما فيها من روائع الفن الإسلامي على كل المستويات. وبإمكان قراء المجلة تصفح أعداد المجلة على الطريقة الورقية أي طي الصفحة الأولى والدخول في الصفحة الثانية، وهكذا». هذا، وتحفل صفحات المجلة بأنواع الفن المختلفة ومن بينها النقش على الحجر وعلى الخشب والرسم على الماء أو فن «الإبرو»، الذي يعد الأتراك والبوسنيون من أكثر الشعوب الإسلامية اهتماما به. كما يلاحظ متصفح المجلة وجود إبداعات كل من ماتيا كروت الفنانة السلوفينية التي اعتنقت الإسلام مؤخرا، ومليحة تيباريتش التي ترى «أن الخط العربي جزء من الشخصية والهوية المسلمة، ليس في البوسنة فحسب بل في بلاد العالم بأسره». ويضم العدد الجديد تقريرا عن فن العمارة الإسلامية في سنغافورة، إلى جانب زخرفة المصاحف وتذهيب لوحات الخط العربي. ولا سيما أن العلاقة بين الزخرفة وفن الخط العربي قديمة.