مدرج جامعة دمشق الأثري يخضع لأكبر عملية ترميم

بني قبل 80 عاماً ويعتبر الأقدم بين الجامعات السورية

مبنى جامعة دمشق التاريخي («الشرق الأوسط»)
TT

يخضع حاليا مدرج جامعة دمشق، أقدم وأكبر جامعة سورية، للترميم والإصلاح والتأهيل، وهو الذي بني مع تأسيس الجامعة قبل ثمانين عاما. يمول أعمال الترميم رجل الأعمال السوري المقيم في بريطانيا وفيق رضا سعيد نجل مؤسس جامعة دمشق وأول رئيس لها.

وكان سعيد قد موّل قبل خمس سنوات ترميم مبنى مشفى الغرباء الملحق بالجامعة، وتم استثماره كمركز للمؤتمرات العلمية والمعارض.

وحول أعمال الترميم قال لـ«الشرق الأوسط» المهندس أنطون ديب المشرف على الترميم من الجهة الممولة له: «نعمل حاليا على إعادة تأهيل مبنى مدرج الجامعة والذي يضم أيضا مكاتب رئاسة الجامعة. الهدف من ترميم هذا المدرج الذي يمتلك أهمية تاريخية وعلمية وحضارية في قلب العاصمة دمشق، بحيث يتحول إلى مدرج عصري ومتطور وسيكون مميزا بأنظمته وتنوع أعمال الترميم فيه». المدخل الرئيسي للجامعة والواجهة تظهر تاريخ بناء الجامعة في عام 1930 والتي بنيت في حينها بتمويل من الدكتور رضا سعيد، حيث تشير لوحة المبنى إلى أنه بني مابين عامي 1928 و1930م وكتب عليها أنها بنيت في عهد رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني وعهد رئيس الجامعة رضا سعيد. ومع بدء العمل بالمشروع في أغسطس (آب) من عام 2007 حصلت هناك تطورات أخرى بحيث لم يعد هناك العمل على ترميم المدرج بل تعدى الأمر لترميم مبنى الجامعة القديم ولم تعد الفكرة أن يكون هناك تحسينات فقط على المبنى بطابقيه الأرضي والأول بل تحول المشروع وتغير بشكل كامل ليشمل تأهيل كامل أجزاء المبنى والموقع العام مع إعادة زراعة حدائق المبنى وتوسيعه وإنارته بشكل حديث.

المباني الملحقة تخدم أغراض التدفئة والتكييف وأجهزة الصوت والنقل التلفزيوني وغيرها «ولذلك عملنا على تأسيس مباني خدمية لم يكن هناك مساحات تتسع إليها سوى أرض الموقع العام وهذا ما حصل فعلا، ونحن حاليا في الربع الأخير من تنفيذ مشروع الترميم والتأهيل والذي يمكن أن تصل تكلفته إلى حوالي 4 ملايين دولار أميركي وسينجز المشروع كاملا نهاية العام الحالي 2009».

وحول كيفية أعمال الترميم والتأهيل قال ديب: «مبنى المدرج التاريخي مصنف أثريا وعملنا على المحافظة على صفتها الأثرية كما تم المحافظة على السطح القرميدي للمبنى، وتم فك القرميد لتنفيذ الهيكل الداخلي الجديد بسبب العيوب والتسريبات والتشققات التي وجدت به بسبب الزمن والظروف الطبيعية، فتم استبدال الهيكل القديم بالكامل وسقف بالقرميد القديم مع إصلاح ما هو مخرب منه واستبداله بنفس نوع القرميد القديم. وفي أعمال التأهيل حافظنا على الشكل الخارجي للمبنى، كذلك استخدمنا نفس المواد ذات القيمة التاريخية في الواجهات بحيث حافظنا على شكلها القديم مع ترميم وإصلاح التالف منها بشكل مشابه لها. واعتمد لون الواجهة الرئيسية كما كانت عند تأسيس المبنى، وهو اللون المائل للبياض، وتمت المحافظة على وظيفة المبنى كمدرج والأعمال الخارجية، ومنها ما هو تحت الأرض ولا تسيء لقيمة المبنى الأثرية، كذلك الحدائق عندما ستنجز بشكل جمالي مع نظام ري حديث هذا سيساهم في تحسين جماليات المبنى، ولن يؤثر على قيمته التاريخية مع المحافظة على الأشجار القديمة التي كانت تضمها الحدائق مع استبدال الأشجار الصغيرة والتالفة بأشجار محلية. أما طراز المبنى ومساحته الإجمالية بطابقيه حوالي 2000 متر مربع، ويتسع المدرج الذي يضم بلكونا لحوالي 600 كرسي. الكراسي تم تصنيعها خصيصا للمدرج للتناغم مع جمالياته المعمارية وستركب في المرحلة النهائية من المشروع. كما تم تطبيق نظام عزل صوتي منفذ بدقة كبيرة وعدّلت جدران المبنى من حيث الديكور لتأمين عزل وإنارة أفضل وإمكانية النقل التلفزيوني المباشر بأحدث صوره، بحيث يمكن إقامة ندوات وحفلات موسيقية بشكل عصري وغيرها في المدرج والذي نفذ بمواد بناء كانت موجودة في فترة بنائه من الإسمنت والحديد المسلح، والمبنى رمم عدة مرات منذ إنشائه واستخدمنا حاليا في الترميم أحدث المواد الموجودة عالميا والمصممون كانوا من شركات خاصة لبنانية، حيث استخدموا أحدث المواد التي استوردت من الخارج لمشروع الترميم».